في الأيام الماضية حصلنا على فرصة لتجربة موسعة للعبة من أشد الألعاب غرابة في عام 2025، وهي Deliver At All Costs، لعبة اقتصرت عروضها الدعائية على التركيز على جانب واحد من جوانبها التي اتضح أنها متعددة، وهو جانب قيادة السيارات، شببها البعض بلعبة Crazy Taxi القديمة، ولكن في جانب توصيل الطلبيات، ولكن وبعد التجربة؟ هل هذا التشبيه دقيق؟ وكيف كان مستوى اللعبة؟ كل هذا وأكثر نجيب عنه اليوم في مراجعة Deliver At All Costs
قصة اللعبة بدون حرق
تدور قصة اللعبة حول شركة توصيل طلبيات في مدينة أمريكية وهمية، تسمى الشركة We Deliver وتلعب أنت دور البطل الذي يتقدم للعمل لدى شركة التوصيل تلك، وهو Winston Green. الرئيس التنفيذي للشركة هو رجل عجوز حسن الخلق، ولكن ابنه Donovan (شرير اللعبة) يحيك المؤامرات ضد وينستون وضد والده للسيطرة على الشركة.
هذه القصة تتخذ منحنيات غير متوقعة بالمرة، وتتعقد في ثلثها الأخير بشكل رائع ومتقن. في البداية ظننت أننا بصدد قصة صورية، هدفها هو تحريكك من نقطة ألف إلى نقطة باء، ولكن اتضح أن الأمر أكثر تعقيدًا مما اعتقدت بشكل إيجابي جدًا.
أسلوب اللعب في Deliver At All Costs
أسلوب اللعب في Deliver At All Costs قائم على قيادة السيارات ونظام فيزيائية للحفاظ على توازن السيارة والتفاعل مع العالم من خلال الصدمات، والهدف هو استغراق أقل وقت ممكن في توصيل الطلبيات. اللعبة لا تقدم أي نظام مكافأة أو عقاب على القيادة بتهور أو إنهاء المهمات سريعًا، على عكس لعبة مثل Crazy Taxi التي كانت تزودك بـXP أكثر في حالة حافظت على رضاء العميل مع توصيله بأسرع شكل ممكن!
هذا هو أكبر عيوب اللعبة، ولكن على الجانب الآخر هناك عواقب لحظية مثل تلك المهمة التي طلبت مني اللعبة فيها توصيل طلبية عبارة عن قنبلة عملاقة، وتجنب الاصطدام بها، وطبعًا توصيلها قبل أن تنفجر! أي في صراع الوقت، ولا أستطيع التحرك بسرعة فائقة تجنبًا للصدمات!
في مرحلة أخرى طلبت مني اللعبة توصيل البطيح، والذي يسقط من السيارة كلمها تحركت بشكل غير مدروس او متهور في المنحدرات، وإذا وصلت إلى الهدف بعدد قليلة من البطيخ تفشل المهمة وأعيدها من البداية. هذه المهمات كلها كانت ممتعة وتقدم تحدي، ولكن لا يوجد نظام موحد للـXP أو غيره يكافئ أو يعاقب اللاعب على تعامله مع آليات اللعب والقيادة والفيزيائية.
أسلوب اللعب تكرر مع مرور الوقت، بالرغم من محاولة اللعبة تنويع المهمات المطلوبة كما ذكرت بالأعلى ولكن طول عمر اللعبة، والذي يصل إلى 10 ساعات بجانب اعتمادها على فكرة توصيل الطلبيات فقط كانا كافيين لإشعاري بالتكرار بشكل ملحوظ بحلول نهاية التجربة، وخصوصًا مع الفصل الأخير الذي كان عبارة عن إنهاء للحبكة.
أسلوب اللعب لديه جوانب أخرى ولكنها تتمحور حول القيادة بشكل أو بآخر، فهناك إمكانية تطوير السيارة الخاصة بك، لتحظى بأدوات تساعدك على تسهيل مهمتك. يمكنك جمع المال لبناء ونش يساعدك على حمل البضائع أوتوماتيكيًا، ويمكنك بناء درع للسيارة، و أبواب أكثر قوة وأشياء أخرى، كلها تحسن التجربة ولكنها لا تغييرها بحيث تشعر أنها متنوعة أكثر.
هناك مهمات جانبية مميزة ووفيرة، عبارة عن سباقات أو مهمات بحث عن أشياء معينة لصالح أشخاص في عالم اللعبة. هذه المهمات كانت ممتعة في مجملها، ولكنها المزيد من نفس الشيء، وبما أن اللعبة نفسها مكررة، فهل نحتاج المزيد من هذا النوع؟
الرسوم والصوتيات
الرسوم والصوتيات في اللعبة تظهر عليها جودة الألعاب ضعيفة الميزانية، ولكن ما أعجبني هنا دونًا عن بقية الألعاب من هذا النوع، هو التوجه الفني الرائع، ومحاولة استخدامه كأداة لتعويض ضعف تمويل اللعبة. تعابير الوجوه وأشكال الشخصيات مثلًا بدائية جدًا، وإن كانت هذه لا تشكل مشكلة كبيرة في ألعاب بهذا الحجم لا تعتمد كثيرًا على القصة، إلا أن استثمار Deliver At All Costs في تقديم عدد ضخم جدًا من المقاطع والبناء الدرامي سيجبرك على ملاحظة هذا الأمر.
تحاول اللعبة تعويضه بأداءات صوتية ممتازة، وتوجه فني جميل للعالم إذ تدور الأحداث في أمريكا بالخمسينات، وتستخدم اللعبة هذه الحقبة بكل ما فيها من موسيقى الجاز والأجواء الجميلة لصالحها بشكل مميز.
المؤثرات البصرية في اللعبة، وبما أنها لعبة تعتمد على الفيزيائية ممتازة، ولها تأثير كبير على أسلوب اللعب حتى أنك قد تخترق مبنى كامل أثناء توصيل الطلبيات، وبالرغم من أنه شيء غير واقعي، إلا أنه يضيف لأجواء اللعبة، كذلك إسقاط البضائع وتدمير الصناديق والاصطدام بالمواطنين والسيارات الأخرى.
كلمة أخيرة:
فاجأتني لعبة Deliver At All Costs بمستوى قصصي ممتاز، وشخصيات مثيرة للإهتمام وحقبة تاريخية جميلة بتوجه فني أخاذ جعلوا من عيوب تكرار أسلوب اللعب شيء قابل للتغاضي عنه. اللعبة تقدم تجربة مختلفة عن أي شيء نراه، وتعتبر لعبة جريمة وعالم مفتوح تقوم على توصيل الطلبيات.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
