الجزائر تستقبل رئيس زيمبابوي في زيارة ترسم معالم شراكة إفريقية واعدة. – أخبار العرب – كل العرب

العرب نيوز ( الجزائر ):د.دحمان الحدي.- حينما تلتقي خطى التحرير بنبض التقدم، تتولد لحظات تُكتب في دفاتر القارة بالحبر السيادي والرسالة المشتركة. الرئيس الزيمبابوي إيمرسون منانغاغوا يحل بالجزائر، لا ليُسجّل محطة بروتوكولية فحسب، بل ليُحيي صلات التاريخ ويفتح نوافذ المستقبل. فالجزائر، التي صنعت مجدها بدماء الشهداء، لا تزال تفتح أبوابها لأبناء إفريقيا الباحثين عن تنمية قائمة على الكرامة والندية.نزل الرئيس منانغاغوا أرض الجزائر على متن زيارته الرسمية التي تستغرق يومين، مستقبَلًا بمطار هواري بومدين الدولي من طرف رئيس مجلس الأمة عزوز ناصري، إيذانًا بانطلاقة برنامج دبلوماسي كثيف يرتكز على تعزيز أطر التعاون الثنائي.
في مشهد يحمل رمزية تاريخية كبيرة، توجه الرئيس الزيمبابوي إلى مقام الشهيد، حيث وضع إكليلاً من الزهور ووقف دقيقة صمت تخليدًا لبطولات الثورة الجزائرية. ومن ثم انتقل إلى المتحف الوطني للمجاهد حيث طالع محطات النضال الجزائري، في لوحةٍ وجدانية تُجسد وحدة الكفاح الإفريقي ضد الاستعمار.
ضمن برنامج الزيارة، استُقبل منانغاغوا من طرف رئيس المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي ورئيس مجلس الأمة عزوز ناصري في لقاءين مجاملتين عبّرا عن متانة العلاقات السياسية بين البلدين.
أما الاستقبال الرسمي فقد جرى بمقر رئاسة الجمهورية، حيث حظي الرئيس الزيمبابوي بمراسم شرفية شملت عزف النشيدين الوطنيين واستعراض تشكيلات الحرس الجمهوري. وأعقب ذلك جلسة محادثات ثنائية بين الرئيس عبد المجيد تبون ونظيره منانغاغوا، ناقشا خلالها سبل تعزيز الشراكة بين الجزائر وزيمبابوي في شتى المجالات.
عُقدت بعد ذلك جلسة موسعة ضمّت وفدي البلدين، وتم خلالها التوقيع على عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم تشمل:
المجال مضمون الاتفاق أو المذكرة
التجارة والصناعة اتفاق تعاون بين غرفتي التجارة والصناعةالاستثمار
مذكرة تفاهم بين الوكالة الجزائرية والوكالة الزيمبابوية
التعليم والتكوين اتفاقيات في التكوين المهني والتعليم التقني والعالي
الثقافة والسياحة والأرشيف
ونُظم على هامش الزيارة ملتقى اقتصادي جمع رجال أعمال من البلدين بحضور وفدين رسميين، ترأسهما عن الجانب الجزائري كمال مولى، رئيس مجلس التجديد الاقتصادي، وعن الجانب الزيمبابوي وزير المالية ماتولي نكوبي، إلى جانب وزيرة السياحة ووزير التعليم العالي. وشارك في اللقاء مسؤولون بارزون من قطاعات الاستثمار والطاقة، ومنهم الرئيس المدير العام لسوناطراك رشيد حشيشي، والمدير العام للوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار عمر ركاش.
تُمثّل هذه الزيارة محطة مفصلية في مسار العلاقات الإفريقية–الإفريقية، وتعيد إلى الأذهان رمزية الكفاح التحرري الذي وحد شعوب القارة تحت راية الحرية. وفي زمن التحولات الجيوسياسية المتسارعة، تؤكد الجزائر وزيمبابوي عبر هذه الشراكة أن مستقبل إفريقيا يُصاغ بأيدي أبنائها، لا بوصاية الآخرين. فالتنمية لم تعد شعارًا، بل مسارًا يعكس إرادة سياسية تسعى إلى بناء نموذج قاري قائم على التكامل، والكرامة، والمصالح المتبادلة. من الجزائر إلى هراري، تتردد أصداء الرسالة: “أفريقيا تصنع مجدها بنفسها، وترسم خريطتها بإرادة قادتها ووعي شعوبها.”
#عرب_نيوز ” أخبار العرب كل العرب “
Continue Reading
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه