تتجه أنظار المهتمين بالفلك وعشاق الظواهر الكونية في مصر والمنطقة العربية مساء اليوم الأحد إلى السماء، لمتابعة خسوف القمر الأول والأخير خلال عام 2025، في حدث يعدّ محطة مميزة لعشاق الرصد والتصوير، وفرصة لربط العلم بالثقافة الشعبية التي تحيط بهذه الظواهر منذ قرون.
كيف يحدث الخسوف؟
يحدث خسوف القمر عندما تقع الأرض تماماً بين الشمس والقمر، فتعترض مسار أشعة الشمس التي تنعكس عادة على سطح القمر، ويلقي كوكب الأرض بظله على القمر فيبدو خافتاً أو مائلاً إلى الاحمرار تبعاً لدرجة تغطية الظل. هذا الاحمرار يُعرف اصطلاحاً باسم “القمر الدامي”، وهو مظهر بصري ينتج عن انكسار ضوء الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض وانعكاسه على سطح القمر.
ويرى خبراء الفلك أن الظاهرة آمنة للرصد بالعين المجردة ولا تستدعي أي أدوات حماية، بخلاف كسوف الشمس الذي يتطلب نظارات خاصة لتجنب تلف الشبكية. وقد بدأ الخسوف في ساعات المساء الأولى ومن المقرر أن يستمر قرابة ثلاث ساعات متتالية حتى يعود القمر إلى شكله المعتاد.
تصريحات بسنت يوسف: تأثيرات ممتدة
في سياق متصل، تناولت بسنت يوسف، خبيرة التارو والفلك، الخسوف مؤكدة خلال مداخلة هاتفية مع برنامج الحكاية أن كل قمر كامل يتزامن مع خسوف يُصنَّف فلكياً “قمراً دامياً”، وهو انعكاس لظل الأرض على سطح القمر ما يكسبه مسحة حمراء لافتة.
وأضافت يوسف أن خسوف الليلة هو آخر خسوف قمري لعام 2025، مشيرة إلى أن كل قمر كامل يحدث في منتصف الشهر العربي يحمل تأثيرات طاقية تمتد لستة أشهر تالية، معتبرة أن هذه التأثيرات قد تؤدي إلى ظهور كل ما هو مستور ومخفي في حياة الأفراد والمجتمعات، ابتداءً من تاريخ الخسوف وحتى نصف عام لاحقاً.
تأثيرات محتملة على الأبراج
وفقاً لرؤية بسنت يوسف، تتأثر بعض الأبراج الفلكية أكثر من غيرها بخسوف القمر. وأوضحت أن مواليد الحوت والجوزاء والقوس والعذراء سيكونون في صدارة المتأثرين بما وصفته موجات طاقية قد تُعيد ترتيب بعض القضايا في حياتهم، خصوصاً ما يتعلق بالمشاعر والعلاقات والقرارات المصيرية.
وأشارت إلى أن برج الحوت تحديداً يرتبط بالمياه والسدود وقضايا المهاجرين واللاجئين، مرجحة ظهور تطورات جديدة تخص هذه الملفات خلال الأشهر الستة التالية، مع لفت الانتباه إلى تاريخ 21 سبتمبر الذي يشهد تزامناً مع كسوف شمسي قد يعزّز تلك المتغيرات.
توصيات للأفراد: ضبط النفس والحذر
حذرت خبيرة التارو من أن بعض الأشخاص الأكثر حساسية للطاقة الكونية قد يعانون من عصبية زائدة أو تشتت ذهني خلال فترة الخسوف وما يليها بأيام. ونصحت هؤلاء بضرورة التزام الهدوء وتجنب اتخاذ قرارات متسرعة، إضافة إلى الحذر أثناء قيادة السيارات والابتعاد عن أجواء التوتر قدر الإمكان، مؤكدة أن استيعاب الظاهرة بتروٍ يساعد على تجاوز أي انعكاسات نفسية محتملة.
تظل هذه القراءات جزءاً من اهتمام شريحة من الجمهور، وتساهم في إثراء النقاش المجتمعي حول العلاقة بين الكون والإنسان، خصوصاً في مجتمعات لها تاريخ طويل في ربط الظواهر الكونية بالمعتقدات والتفسيرات الروحية.
في المقابل، اهتمت القنوات الفضائية بنقل تغطيات مباشرة وتخصيص فقرات حوارية مع أساتذة فلك لشرح الظاهرة وأهميتها العلمية، وتفنيد الشائعات التي قد ترتبط بها.
لطالما ارتبطت ظواهر مثل الخسوف والكسوف في التراث العربي والإسلامي بصلوات وأدعية خاصة، انطلاقاً من أحاديث نبوية تحث على ذكر الله عند حدوثها والتأمل في عظمة الخلق. واليوم يجمع رصد الخسوف بين الجانب الروحي والثقافي من جهة، والجانب العلمي الدقيق من جهة أخرى.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه