سارة السحيمي.. سيدة السوق المالية وصانعة التحول الاقتصادي
سارة السحيمي تعد واحدة من أبرز الشخصيات القيادية في المشهد المالي السعودي المعاصر. حيث أسهمت بشكل فعال في تطوير البنية الاستثمارية للمملكة. وبرزت كنموذج ملهم للمرأة العربية الطموحة.
وجاءت إنجازاتها في سياق التحولات الاقتصادية والاجتماعية المتسارعة التي تشهدها المملكة ضمن إطار رؤية السعودية 2030. حيث أثبتت حضورها القوي في ساحات القيادة والإدارة، لتكون أول امرأة تترأس سوق المال السعودية، وتمثل علامة فارقة في مسيرة التمكين الوطني.
فهرس المحتوي
النشأة والمسار التعليمي المسيرة المهنية وتطورهارابعًا: القيادة في تداول السعوديةمؤشرات الأداء في عهدهاتوسع دولي وتمثيل اقتصاديتكريمات تعكس الريادةالأثر المجتمعي ودورها في تمكين المرأة
النشأة والمسار التعليمي
نشأت سارة السحيمي في بيئة سعودية تحترم العلم والكفاءة، وتأثرت بوالدها جماز السحيمي، أول رئيس لهيئة السوق المالية.
حصلت على درجة البكالوريوس في المحاسبة من جامعة الملك سعود، وبتقدير امتياز.
لم تتوقف عند هذا الحد، بل التحقت ببرنامج الإدارة العامة التنفيذي في كلية هارفارد للأعمال عام 2015. مما منحها نظرة عالمية في التفكير الإستراتيجي والحوكمة المؤسسية.
المسيرة المهنية وتطورها
بدأت حياتها المهنية في القطاع المالي من خلال العمل في سامبا كابيتال كمديرة محافظ استثمارية.
انتقلت بعد ذلك إلى جدوى للاستثمار عام 2007. حيث شغلت منصب رئيسة إدارة الأصول ومديرة للاستثمارات، وأثبتت قدرة عالية على تحليل الأسواق وإدارة الأصول الاستثمارية.
في عام 2014، أصبحت أول امرأة تتولى منصب الرئيس التنفيذي لشركة الأهلي كابيتال.
خلال قيادتها، شهدت الشركة نموًا غير مسبوق في حجم الأصول المدارة. وتوسعت في تقديم الخدمات الاستثمارية محليًا وإقليميًا.
يحسب لها إعادة هيكلة إدارة الأصول ورفع الكفاءة التشغيلية. ما عزّز مكانة الشركة كواحدة من أكبر مدراء الأصول في المملكة.
رابعًا: القيادة في تداول السعودية
أول امرأة تقود أكبر بورصة في الشرق الأوسط
في 2017، تم تعيين سارة السحيمي رئيسة لمجلس إدارة مجموعة تداول السعودية، وهو إنجاز تاريخي في حد ذاته.
أشرفت على تحول السوق المالية السعودية إلى مجموعة متكاملة تضم شركات تابعة مثل:
شركة مقاصة
شركة إيداع
شركة وامض (الخدمات التقنية)
كما قادت الاستعداد لطرح شركة تداول للاكتتاب العام، وهو ما يعد نقطة تحول كبرى في تاريخ البورصة السعودية.
مؤشرات الأداء في عهدها
ارتفعت أرباح المجموعة بنسبة 68% خلال أول 9 أشهر من عام 2024 لتصل إلى 133.6 مليون دولار.
ارتفعت قيمة الأصول تحت الإدارة إلى 2.5 مليار دولار بنهاية نفس الفترة.
توسع دولي وتمثيل اقتصادي
سارة السحيمي تمثل جسرًا بين الأسواق المحلية والعالمية، إذ تشغل حاليًا:
رئيسة قسم الأعمال المصرفية الاستثمارية لدى Lazard في منطقة الشرق الأوسط منذ عام 2022.
عضوة في مجلس إدارة الخطوط الجوية السعودية.
عضوة في مجلس إدارة مجموعة الاتصالات السعودية (STC).
عضوة في صندوق التنمية الثقافية السعودي.
عضوة في مجلس أمناء مؤسسة IFRS الدولية لإعداد التقارير المالية.
عضوة في مبادرة We-Fi الدولية الداعمة لريادة الأعمال النسائية عالميًا.
تكريمات تعكس الريادة
صنفتها مجلة Forbes Middle East ضمن قائمة أقوى 100 سيدة أعمال في الشرق الأوسط لعام 2025، واحتلت المركز السابع.
اختارتها Bloomberg Businessweek كواحدة من 50 شخصية عالمية تستحق المتابعة.
أُدرجت في قائمة القيادات العالمية الشابة الصادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي.
اعتبرت واحدة من النساء اللواتي يصنعن التأثير الاقتصادي في الخليج حسب مجلة Entrepreneur الشرق الأوسط.
الأثر المجتمعي ودورها في تمكين المرأة
لم تكن إنجازاتها محصورة بالمجال المالي، بل امتدت لتشمل التمكين المجتمعي، إذ:
تعتبر من أبرز الوجوه النسائية السعودية التي كسرت الحواجز التقليدية في القطاع المالي.
تمثل قدوة حقيقية في تمكين المرأة، وتجسيدًا لرؤية المملكة في دعم الكفاءات الوطنية النسائية.
تعرف بتصريحاتها الداعية إلى تشجيع النساء على اقتحام المجالات غير التقليدية، ومواصلة التعليم، والتفكير الريادي.
إن مسيرة سارة السحيمي ليست مجرد رحلة مهنية ناجحة، بل هي شهادة حية على التحول النوعي في تمكين المرأة السعودية، ودليل على ما يمكن تحقيقه عندما تمنح الكفاءات النسائية الفرصة للقيادة والمساهمة في صياغة ملامح المستقبل. لقد أثبتت من خلال أدوارها الريادية أن القيادة لا تقاس بالجندر، بل تقاس بالكفاءة، والرؤية، والقدرة على اتخاذ القرار في اللحظات الحاسمة.
نجحت السحيمي في كسر الصور النمطية حول دور المرأة في القطاع المالي، وقادت مؤسسات استثمارية وبورصات مالية بمهنية عالية واقتدار لافت، حتى أصبحت اليوم واحدة من أكثر الشخصيات تأثيرًا في الساحة الاقتصادية السعودية والعربية. ولم يكن حضورها مجرد تمثيل رمزي، بل هو نتاج مسار طويل من الاجتهاد، والخبرة، والاستحقاق.
وهي اليوم تعد عنوانًا بارزًا لنجاح رؤية المملكة 2030 في تمكين رأس المال البشري الوطني من الجنسين، وتجسيدًا حيًا لما يمكن أن تفعله المرأة السعودية حين تمنح الثقة. لا تمثل سارة السحيمي فقط قصة نجاح فردية، بل هي رمز جماعي للمرأة السعودية الصاعدة بثقة نحو أدوار قيادية محلية وعالمية، تسهم في تشكيل مستقبل أكثر شمولية وعدالة في جميع القطاعات.
الرابط المختصر :
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه