Syria News
جاري تحميل الأخبار العاجلة...

صراع إيران وإسرائيل.. قلق داخلي وأسئلة حول الرهائن وحرب غزة

الأحد، 22 يونيو 2025
صراع إيران وإسرائيل.. قلق داخلي وأسئلة حول الرهائن وحرب غزة

مع دخول الصراع بين إسرائيل وإيران أسبوعه الثاني واستمرار القصف بين الجانبين يعيش الإسرائيليون حالة من الذعر والخوف في ملاجئ تحت الأرض في مدينة تل أبيب، في ظل انقطاع شبكة الإنترنت وعدم معرفتهم بما يحدث في الخارج.

ومنذ ذلك الحين، أصبحت حياة سكان إسرائيل مرهونة إما بتنبيهات الهواتف المحمولة الصادرة عن قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية أو صافرات الإنذار الجوية التي تحذّر من صواريخ باليستية قادمة من إيران.

قال ليور، شاب إسرائيلي رفض الإفصاح عن اسمه الأخير بينما كان يحاول عبثاً الاتصال بشبكة الإنترنت لـ DW: "أصبح بإمكاننا التمييز بين أصوات الضربات المباشرة واعتراض الصواريخ، ولكننا قلقون حول مدى قربها واحتمال إصابة شخص نعرفه".

فقد أطلقت إيران صباح الخميس (19 يونيو/ حزيران 2025) وابلاً من الصواريخ على إسرائيل، ومع أن إسرائيل قد اعترضت معظمها إلا أن بعضها أصاب مبانٍ في مدينة حولون وضاحية رمات غان في تل أبيب، بالإضافة إلى تعرّض مستشفى سوروكا في بئر السبع جنوب إسرائيل إلى دمار هائل، بالرغم من إخلاء المستشفى قبل يوم بحسب ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية.

يشعر الكثيرون في إسرائيل بالخوف من الهجمات الإيرانية، لكنهم قالوا أيضاً إن "الحياة يجب أن تستمر".صورة من: Tania Krämer/DW

"صراع غير مسبوق"

هذه الضربات المتتالية تؤرق عيش الإسرائيليين داخل الملاجئ، خصوصاً بعد انطلاق إنذار آخر في ساعات الصباح الأولى منذراً بإفلات صاروخ إيراني من أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، وأصاب مبنى على بعد كيلومتر واحد من الملجأ، مما تسبب في اهتزازه وترك الناس بداخله يلهثون من الخوف. وبهذا الصدد قال ليو: "لا بد أن تستمر الحياة، وقد مررنا بالعديد من الأزمات من قبل، لكن هذه بالتأكيد أوقاتٌ غريبةٌ ومقلقةٌ للغاية".

وتقول شيرا التي رفضت أن تفصح عن اسمها الأخير لـ DW :"إنه أمر مخيف، نحن نعلم أن هذه الصواريخ أشدُّ فتكاً، وأن هذا الصراع يختلف عن الصراعات السابقة، أتساءل إلى متى سيستمر الحال على ما هو عليه، الناس في حالة توتر بسبب قلة النوم".

ويعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إيران تمثل التهديد الأكبر لأمن إسرائيل، وبينما تصرّ طهران على أن برنامجها النووي مخصص لأغراض مدنية إلا أن نتنياهو يعتقد أنها تستخدمه لأغراض عسكرية. وبالإضافة إلى توعّد القيادة الإيرانية بإبادة إسرائيل وشعبها، تشكّل الصواريخ البالستية الإيرانية ووكلاء إيران في المنطقة تهديداً كبيراً لإسرائيل.

وحتى نتنياهو كان قد هدد لسنوات بمهاجمة إيران، ولكنه كان يحاول تجنّب هذا الصراع، وبدلاً من المواجهة المباشرة مع إيران خاضت إسرائيل ما يسمى بــ "حرب الظل" ضد إيران من خلال الهجمات الإلكترونية والتهديد والتوعد، ليس ضد إيران فحسب، بل ضد حلفائها في المنطقة، مثل حزب الله في لبنان والحوثيون في اليمن وحركة حماس والجهاد الإسلامي في غزة.

ويذكر أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية. كما تعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ "منظمة إرهابية".ما الذي غيّر موقف نتنياهو؟

حرب الظل التي اتبعها نتنياهو ضد إيران في السابق لم تعد مجدية اليوم بالنسبة له، ما جعله يغير من موقفه ويبدأ صراعاً مباشراً معها، وعن السبب في ذلك قال عكيفا إلدار، صحفي ومعلق إسرائيلي لـ DW: "نأى نتنياهو بنفسه عن الحرب لسنوات عديدة، فلم يكن مستعداً لاتخاذ خطوات تؤدي إلى وفيات ودمار"، ويرى بأن نتنياهو يحاول تجميل صورته ومكانته التي خسرها بعد حرب السابع من أكتوبر/ تشرين الأول التي كشفت عن ضعف أمني في إسرائيل.

وحتى هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول كان نتنياهو يقدّم نفسه على أنه الضمان الأول لأمن إسرائيل، ولكن الحرب حطمت هذه الصورة، خاصة بعد أن أسفر الهجوم الإرهابي الذي نفذته حماس عن مقتل نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واحتجاز 251 رهينة، وهو ما وصفه كثيرون بأنه أسوأ فشل أمني في البلاد.

يعتقد بعض المحللين السياسيين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد إعادة ترسيخ نفسه كضامن للأمن الإسرائيلي.صورة من: Marc Israel Sellem/POOL/IMAGO

تخطيط مسبق لإضعاف إيران

لم يبدأ نتنياهو هذا الصراع فجأة ومن فراغ، بل كان يخط لذلك من قبل ما جعله ناجحاً بحسب خبراء، فيقول محللون سياسيون إن إسرائيل قد بدأت بإضعاف حلفاء إيران الإقليميين قبل ذلك بعدة أشهر. ففي تبادل مباشر لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل في أكتوبر/ تشرين الأول 2024، قالت تل أبيب إنها استهدفت أنظمة دفاع جوي حيوية، مما قلل من قدرة طهران الدفاعية وفتح المجال أمام الهجوم الأخير.

والإطاحة بنظام الأسد حليف إيران في ديسمبر/ كانون الأول العام الماضي، فتح أمام إسرائيل المجال الجوي السوري وأعطاها حرية أكبر بحركة الطيران في المنطقة بحسب مصادر عسكرية إسرائيلية تحدثت إلى DW.

ومع اندلاع هذا الصراع تتجه الأنظار اليوم إلى الولايات المتحدة الأمريكية وموقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منه، فقال ترامب إنه يدرس مشاركة الولايات المتحدة العمل العسكري إلى جانب إسرائيل ضد إيران، وصرّح ترامب للصحفيين في البيت الأبيض: " قد أفعل ذلك، وقد لا أفعله".

ورغم أن ترامب كان قد نصح نتنياهو بعدم اللجوء إلى القوة والعمل العسكري، إلا أن موقفه تغير مؤخراً. يأتي ذلك رغم سعي إدارته السابقة لعقد تفاهمات دبلوماسية جديدة مع طهران بوساطة سلطنة عمان بشأن برنامجها النووي. وقال ترامب إن الولايات المتحدة لن تقتل آية الله خامنئي "حالياً"، لكنه طالب بـ"استسلام غير مشروط" من إيران.

ومن جانبه يرى المحلل إيلدار أن نتنياهو يشعر بالارتياح الآن لأنه يعتقد أنه قادر على جرّ ترامب إلى هذه الحرب، وأضاف: "وما الذي سيُخلد في الذاكرة لاحقاً؟ أنه (نتنياهو) الزعيم الذي أنقذ إسرائيل من محرقة ثانية"، في إشارة إلى دعوات إيران المتكررة لتدمير إسرائيل.

ترامب يرفض الإفصاح عما إذا كان سيوجه ضربة لإيرانTo view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video

دعم شعبي واسع للهجمات على إيران

يواجه نتنياهو انتقادات كثيرة من داخل إسرائيل، أبرزها رفضه إنهاء الحرب في غزة أو التوصل إلى اتفاق مع حماس يؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن المتبقين لديهم مقابل وقف إطلاق النار. كما هددت أحزاب اليمين المتطرف في حكومته بالانسحاب إذا أنهى الحرب قبل الإطاحة بحماس، وفي ضوء محاكمته بتهم فساد يتهمه منتقدوه بأنه يستخدم الحرب للبقاء في السلطة.

هذا الدعم الشعبي الذي كاد نتنياهو يخسره في حربه ضد حماس على وشك أن يستعيده في صراعه مع إيران، فأظهر استطلاع للرأي أجرته جامعة تل أبيب والجامعة العبرية في القدس أن 83 بالمئة من اليهود الإسرائيليين يدعمون العمليات العسكرية ضد إيران، ويعبّرون عن ثقتهم بالمؤسسات الأمنية الإسرائيلية وقدرتها على خوض حرب طويلة الأمد.

صاروخ باليستي إيراني يضرب رمات غان، في إسرائيل.صورة من: IMAGO/Middle East Images

وفي المقابل أعرب غالبية المواطنين العرب في إسرائيل عن معارضتهم لهذا الصراع، وعبروا عن أنهم يفضلون إيجاد حل دبلوماسي بين الطرفين. من بينهم روني أرنون الذي يقف مذهولاً أمام الدمار الذي حلّ بحيّه في رمات غان، وقال لـ DW: " أنا من الأقلية هنا، فالكثيرون يدعمون ما يحدث"، وأضاف: "يسمّون رئيس وزرائنا (نتنياهو) بالساحر، لأنه يعرف كيف يجعلنا نصدّق أننا ننتصر ونهزم أعداءنا، لكننا أشعلنا ناراً لا نعلم كيف ستنتهي".

مصير الرهائن والحرب في غزة

الحرب في غزة والرهائن الإسرائيليين المتبقين لدى حماس جبهة أخرى ما تزال مفتوحة، ومع قساوة الصراع الأخير لم ينسَ الإسرائيليون رهائنهم لدى حماس.

فتجمع عدد صغير من المتظاهرين قبل أيام في ساحة ديزنجوف وسط تل أبيب حاملين صور الرهائن الإسرائيليين المتبقين في قطاع غزة، كانت من ضمنهم والدة الجندي ماتان أنغريست، المحتجز منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول.

متظاهرون في تل أبيب يطالبون بالإفراج عن الإسرائيليين المختطفين لدى حماس في غزة.صورة من: Tania Krämer/DW

Loading ads...

قالت أنات أنغريست لـ DW: " عندما بدأت الحرب مع إيران، كنا خائفين أن يُنسى ابني العزيز في غزة، فحياته في خطر"، وأضافت: "لكن بعد ساعات قليلة من الضربة، تلقيت رسائل من كثير من الإسرائيليين يقولون إن نجاحنا في إيران سيُعيد لنا أبناءنا". ورغم انتقاد أنغريست للحكومة الإسرائيلية على تقاعسها في تحرير ابنها، فإنها تعتقد أن إضعاف إيران سيحدّ من دعمها لحماس، مما قد يعجل بنهاية الحرب وعودة ابنها.

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه