توغلت القوات الإسرائيلية 38 كيلومترًا في العمق السوري، بعد سقوط نظام الأسد، وسيطرت على مخازن سلاح وأسلحة وقواعد عسكرية، وفق ما كشفته صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية، السبت 13 من أيلول.
الصحيفة الإسرائيلية، قالت إن عملية حملت اسم “الأخضر الأبيض”، ونُفذت بمشاركة مئات من جنود الاحتياط التابعين للفرقة “210”، وجرى خلالها السيطرة على “قاعدتين عسكريتين سوريتين من دون قتال”.
وبالنسبة لقدامى المحاربين في قيادة الجيش الإسرائيلي، ذكّرهم هذا بآخر مرة توغلت فيها قوات إسرائيلية كبيرة في عمق سوريا، قبل حوالي 52 عامًا، بحسب الصحيفة.
جرت العملية في الساعات الأولى بعد سقوط نظام الأسد، في 8 من كانون الأول 2024، إذ رصدت القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلية، من خلال الرصد والمعلومات الاستخباراتية، هجمات فعلية شنّها السكان على قواعد الجيش السوري التي هُجرت فجأة، بما في ذلك في منطقة حرمون.
أخذ السكان معهم أسلحة وبنادق وصواريخ مضادة للدبابات بكميات كبيرة. لهذا السبب سارع الجيش الإسرائيلي التقدم، وفي اليوم التالي لسقوط النظام، عبرت القوات الإسرائيلية الحدود إلى هذه المناطق.
يأتي الكشف عن هذه العملية وسط توغلات إسرائيلية متكررة في الأراضي السورية، ومفاوضات بين سوريا وإسرائيل، تسعى فيها دمشق للعودة إلى اتفاق 1974.
الشرع: إسرائيل حزينة على سقوط النظام
وأضافت “يديعوت أحرنوت” أن الجيش الإسرائيلي استولى على نحو 3.5 أطنان من الأسلحة والذخائر، من أصل 7 أطنان جمعها لواء الجبل من الأراضي السورية.
شملت هذه الذخائر صواريخ مضادة للدروع، وقذائف هاون، وصواريخ قصيرة المدى، إضافة إلى دبابات وشاحنات عسكرية قديمة.
وسيطرت إسرائيل، وفق الصحيفة، على شريط من الأراضي السورية بعرض يقارب 10 كيلومترات على امتداد الجولان، وصولًا إلى منطقة المثلث الحدودي في “حمات غدير”.
ووفق الصحيفة، فقد أقام الجيش على طول هذا الشريط ثمانية مواقع عسكرية بمساحات مختلفة، مشيرة إلى أن العملية استغرقت 14 ساعة.
وشهدت العملية لأول مرة منذ “حرب 1973” دخول وحدات مدفعية إسرائيلية إلى الأراضي السورية لتأمين القوات المشاركة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية قولها إن هذه السيطرة تمنح إسرائيل “ميزة إستراتيجية” في مراقبة طريق دمشق- بيروت، وكشف طرق تهريب السلاح إلى “حزب الله” في البقاع اللبناني، مؤكدة أن السيطرة على جبل الشيخ باتت أولوية قصوى للجيش الإسرائيلي لما يوفره ذلك من قدرة على مراقبة الجولان من الجانبين، على حد قول تلك المصادر.
وبحسب الصحيفة، فإن جنودًا إسرائيليين “تواصلوا مع سكان بعض القرى الدرزية في ريف دمشق”، حيث “قدّموا معلومات عن مخازن أسلحة وصواريخ قصيرة المدى كانت تابعة لجيش النظام السوري السابق”.
وذكرت “يديعوت أحرونوت” أن إسرائيل تواصل، منذ سقوط نظام الأسد، احتلال جبل الشيخ، إلى جانب تنفيذ غارات جوية متكررة أسفرت عن “مقتل مدنيين، وتدمير مواقع وآليات عسكرية سورية”.
توغلات واعتقالات
تقول إسرائيل إنها تريد منطقة منزوعة السلاح في الجنوب السوري، منعًا لأي هجمات مستقبلية على أراضيها على غرار ما جرى في 7 من تشرين الأول 2023، وفق حوار لوزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، مع صحيفة “جيروزاليم بوست” في 28 من كانون الأول 2024.
ومنذ الساعات الأولى لسقوط النظام، تعرضت العديد من المواقع العسكرية التابعة لجيش النظام السابق لضربات مكثفة أدت إلى خروج معظمها عن الخدمة، لا سيما المتعلقة بأنظمة الدفاع الجوي.
وخلال الأشهر الماضية، جرت مفاوضات أمنية بين الجانبين، السوري والإسرائيلي، بعضها مباشر، والآخر غير مباشر، عبر وسطاء دوليين، أبرزهم أمريكا والإمارات.
وتنفذ إسرائيل بشكل متكرر عمليات توغل واعتقال في مناطق مختلفة، جنوب سوريا، آخرها كان في 11 من أيلول، عندما اعتقلت أبًا وابنه في “قرية عابدين” بريف درعا الغربي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
اقرأ أيضاً