باريس ودمشق تطالبان بيروت باعتقال جميل الحسن.. كيف جاء الرد؟

طلبت فرنسا وسوريا من لبنان، اعتقال وتسليم مدير المخابرات الجوية السورية السابق جميل الحسن، وذلك بعد الاشتباه بأنه موجود في بيروت.
هذا الطلب يأتي بعد الاشتباه بوجود الحسن في بيروت، حيث قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، إنه مع فرار الحسن عقب انهيار نظام الأسد، أصبحت بيروت مركزا لضغوط دبلوماسية متزايدة.
تأكيدات بوجود جميل الحسن في لبنان.. والأخيرة لا تعلم!
تؤكد مصادر غربية وسورية بحسب الصحيفة الأميركية، أن الحسن موجود على الأراضي اللبنانية، حيث يسعى مسؤولون أمنيون سابقون من نظام بشار الأسد البائد إلى إعادة بناء شبكات نفوذهم.
ووفقا لمسؤول فرنسي، فقد قدمت باريس ودمشق طلبات رسمية إلى السلطات اللبنانية لاعتقال الحسن وتسليمه.
ويأتي الطلب الفرنسي استنادا إلى حكم محكمة باريس التي أدانت الحسن غيابيا بجرائم ضد الإنسانية، بينما يأتي الطلب السوري في إطار مساعي الحكومة الجديدة لملاحقة أبرز المتورطين في الانتهاكات خلال فترة حكم الأسد.
جميل الحسن فر من سوريا بعد سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر 2024، وهو إضافة إلى ملاحقته من باريس ودمشق، مطلوب بموجب مذكرة توقيف في ألمانيا، كما أنه مطلوب من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي لدوره في اختطاف وتعذيب مواطنين أميركيين.
وفيما يخص رد بيروت، قال مسؤول قضائي لبناني رفيع، إن بلاده لا تملك معلومات مؤكدة عن مكان وجود الحسن، مردفا أن الأجهزة المعنية لم تتلق أي إشعار رسمي يؤكد دخوله أو إقامته داخل لبنان.
“الأكثر وحشية وسرية”.. تفاصيل عن جهاز المخابرات الجوية
ولد الحسن عام 1953 قرب بلدة القصير على الحدود مع لبنان، وقد انضم إلى الجيش السوري وصعد في الرتب خلال حكم حافظ الأسد الذي استولى على السلطة في انقلاب عام 1970.
وكضابط شاب، أرسل الحسن عام 1982 للمشاركة في المجزرة التي طالت مدينة حماة آنذاك، بينما حصل على فرصة أكبر لممارسة نفوذه بعد وفاة حافظ الأسد عام 2000، حين ورث بشار الأسد السلطة.
وكان حافظ الأسد، قد أنشأ شعبة المخابرات الجوية لحماية النظام من الانقلابات، وقد أصبحت إحدى أكثر المؤسسات الأمنية نفوذا، وتولت قضايا حساسة، بما في ذلك دور في برنامج الأسلحة الكيميائية، وفق عقوبات وزارة الخزانة الأميركية.
جهاز المخابرات الجوية الذي كان يرأسه الحسن، وُصف خلال سنوات حكم عائلة الأسد، بأنه “الأكثر وحشية وسرية” من بين أجهزة المخابرات الأربعة حينها (أمن الدولة والأمن السياسي والأمن العسكري والمخابرات الجوية)، وتولى الحسن قيادة الجهاز في عام 2009.
ووفقا لوثيقة أمنية نقلت عنها صحيفة “وول ستريت جورنال”، اجتمع الحسن وقادة الأجهزة الأمنية الأخرى في وسط دمشق للتخطيط لحملة تضليل وقمع عنيف بعد عامين من بدء “الثورة السورية” في 2011.
ووضع قادة الأجهزة الأمنية، خطة في وثيقة وقّعوا عليها بالأحرف الأولى، وقد عرض مسؤول أمني سوري سابق الوثيقة على الصحيفة الأميركية، وأكدها مسؤول آخر.
وتتهم وزارة العدل الأميركية، جميل الحسن بتدبير حملة تعذيب شملت جلد المعتقلين بالخراطيم، وخلع أظافر أقدام الضحايا، وضرب أيديهم وأقدامهم حتى عجزوا عن الوقوف، وسحق أسنانهم، وحرقهم بالسجائر والأحماض، بمن فيهم مواطنون أميركيون وحاملو جنسية مزدوجة.
الحسن إلى الأسد: “افعل كما فعل والدك في حماة”
بحسب الوثيقة ووثائق أخرى، فضّل الحسن استخدام القوة الغاشمة والدموية مع المتظاهرين والمعارضين، وكانت رسالته إلى الأسد “افعل كما فعل والدك في حماة”، في إشارة إلى المجزرة الدموية التي ارتكبها الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد في حماة وأدت إلى مقتل أكثر من 40 ألف شخص عام 1982.
وكتب قادة أنظمة أمن النظام السابق في الوثيقة، أنه تجب محاصرة أي مكان تخرج فيه الاحتجاجات عن السيطرة، فيما أضافت الوثيقة ذاتها، أنه سيتم إرسال قناصة لإطلاق النار على الحشود مع أوامر بإخفاء مصدر إطلاق النار وعدم قتل أكثر من 20 شخصا في المرة الواحدة، لتجنب ربط ذلك بالدولة بشكل واضح.
وجاء في الوثيقة “لن يُظهر أي تساهل تجاه أي هجوم على أسمى رمز مهما كانت التكلفة، لأن الصمت لن يؤدي إلا إلى تشجيع خصومنا”، فيما تُظهر وثائق جمعتها لجنة الشؤون الدولية والعدالة، أن الحسن أمر قوات الأمن بإطلاق النار على المتظاهرين السلميين.
ولعب جميل الحسن دورا أساسيا في الحملة المتوحشة التي تعرضت لها مدينة داريا في عام 2012، حيث أرسل جيش النظام السابق دبابات رافقها رجال المخابرات الجوية التي عملت على مدى عامين لاعتقال المدنيين وتعذيبهم.
وكانت لدى جهاز مخابرات القوات الجوية، محكمة عسكرية ميدانية خاصة بها في المزة في دمشق، تُصدر أحكاما بالإعدام أو تُرسل المحكومين إلى “سجن صيدنايا”.
كذلك احتوى موقع القوات الجوية على مقبرة جماعية خاصة به، وذلك وفقا لما قاله “مركز العدالة والمساءلة السوري” في واشنطن، والذي استند في نتائجه إلى صور الأقمار الصناعية وزيارة للموقع بعد سقوط نظام الأسد.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه





