22 نوفمبر 2025
ضمور العصب البصري بعد عمليات استخدام زيت السيليكون
قبل نحو 15 عامًا، خضعتُ لعملية جراحية في العين اليمنى لتركيب زيت السيليكون لعلاج مشكلة في الشبكية. وبعد فترة، أُعيدت العملية بإضافة زيت السيليكون مرة أخرى، لكن الرؤية لم تتحسن، بل ازدادت سوءًا. لاحقًا، استشرتُ طبيبًا آخر، وأخبرني أن العملية لم تنجح، وأن هناك ضمورًا شديدًا في العصب البصري وتلفًا كبيرًا. ومنذ ذلك الوقت، فقدتُ القدرة على الإبصار في تلك العين تمامًا. فهل هناك أي حل أو إجراء طبي يمكن اتخاذه لتحسين الحالة؟
تدقيق طبي
أخي السائل، ضمور العصب البصري وتأثره بعد تعرض العين لمشاكل في الشبكية وتكرار العمليات باستخدام زيت السيليكون يُعد من الإجراءات المتقدمة في علاج الانفصال الشبكي أو الضرر الشديد بها. زيت السيليكون عادة يُستخدم كـ"دعامة داخلية" مؤقتة، لكنه لا يعالج المشكلة نفسها، بل يثبّت الشبكية مؤقتًا. ومع الأسف، في بعض الحالات، لا تتحسن الرؤية رغم التدخل الجراحي، خاصة إذا حدث تلف أو ضمور العصب البصري، وهو ما يُعد من الحالات الصعبة طبيًا، نظرًا لأن العصب البصري لا يُمكن استرجاعه أو زراعته بعد الضمور.
أسباب ضمور العصب البصري بعد عمليات استخدام زيت السيليكون
1. ارتفاع ضغط العين المزمن (Glaucoma):
زيت السيليكون قد يُعوق خروج سائل العين (الخلط المائي) عبر الزاوية.
هذا يؤدي إلى ارتفاع تدريجي في ضغط العين (IOP).
الضغط المرتفع يضغط على العصب البصري ويقطع عنه التغذية.
النتيجة: ضمور تدريجي أو حاد في العصب البصري.
2. الضغط المباشر من فقاعات السيليكون على رأس العصب (Optic Nerve Head):
إذا تشكّلت فقاعات زيت كبيرة داخل العين، قد تضغط على قرص العصب البصري.
يؤدي ذلك إلى تلف ميكانيكي مباشر في ألياف العصب.
3. ضعف التروية الدموية للعصب البصري بعد العملية:
قد تؤثر الجراحة داخل العين على تدفق الدم في الشرايين الدقيقة المغذية للعصب.
في بعض الحالات، تكون هناك قابلية سابقة لضعف التروية (مثل مرضى السكري أو الضغط).
هذه التغيرات، مع وجود الزيت، قد تُسرّع من تضرر العصب.
4. التأخير في إزالة زيت السيليكون:
يُفترض أن يُزال الزيت بعد 3–6 أشهر من الجراحة، لكنّ بقاءه لفترة طويلة يزيد خطر ارتفاع ضغط العين، كما يزيد خطر التهاب مزمن أو تكلّس الزيت، ويؤدي إلى تغيرات في التغذية الدموية للعصب البصري.
5. تسمم أو تأثير سام مباشر (Silicone toxicity):
رغم أن زيت السيليكون يُعتبر خاملاً كيميائيًا، إلا أن بعض الدراسات تشير إلى إمكانية حدوث:
تفاعل مناعي أو التهابي مزمن.
إطلاق جزيئات ميكروسكوبية تؤثر على الخلايا العصبية، خصوصًا في حال وجود شوائب أو تسرب الزيت إلى غير موضعه.
6. تسرب زيت السيليكون إلى العصب البصري أو التجويف الدماغي (Silicone migration):
في بعض الحالات النادرة، قد ينتقل جزء من الزيت عبر القرص البصري إلى العصب أو حتى إلى الدماغ.
يُسبب التهابًا أو انسدادًا ميكانيكيًا في الألياف العصبية.
قد تظهر كتل زيتية داخل العصب (مشاهدة في التصوير بالرنين المغناطيسي).
نصائح للتعامل مع ضمور العصب البصري بعد عمليات استخدام زيت السيليكون
الاستمرار بمتابعة العين عند طبيب متخصص حتى وإن كانت الرؤية معدومة، لضمان عدم حدوث مضاعفات أخرى كارتفاع ضغط العين أو الالتهاب
فحص العين الأخرى بانتظام، لأنها أصبحت العين الوحيدة المعتمدة، ويجب حمايتها بكل الوسائل الممكنة.
استخدام نظارات واقية أو عدسات خاصة للعين السليمة في الأماكن المزدحمة أو أثناء الأعمال اليومية.
الاستفسار من الطبيب المختص عن إمكانية الاستفادة من تقنيات التأهيل البصري أو الأجهزة المساعدة للمكفوفين وضعاف البصر.
البحث عن مراكز تأهيل بصري قد تساعدك في التكيف العملي والنفسي مع فقدان الإبصار في هذه العين.
المحافظة على الصحة العامة (كالسكر والضغط) لأنها تؤثر بشدة على الأعصاب والشبكية.
عدم استخدام أي قطرات أو علاجات دون إشراف طبيب، حتى وإن كانت "لتنظيف العين".
في حال وجود ألم أو ضغط داخل العين.
كلمة أخيرة
من المهم المتابعة مع طبيب عيون مختص في أمراض الشبكية والأعصاب البصرية، وليس فقط جراح الشبكية. قد يُجري الطبيب تقييمًا دقيقًا باستخدام الأشعة (OCT، أو فحص العصب البصري)، للتأكد من مدى ضمور العصب البصري ومعرفة إن كان هناك مجال لأي دعم بصري أو تقنيات بديلة.
للمزيد من المعلومات حول مشكلتك تصفح موقع صحتك
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه






