الجزائري شايبي: من الأفضل إقامة كأس إفريقيا صيفاً.. ورفضت فرنسا

يتأهب نجم آينتراخت فرانكفورت الألماني فارس شايبي للمشاركة الأولى مع منتخب بلاده الجزائر في بطولة كأس أمم إفريقيا 2025، سعياً منه لترك بصمة في رحلة التتويج باللقب للمرة الثالثة.

شايبي اختار تمثيل المنتخب الجزائري بعد فترة من الشد والجذب حول هويته الوطنية، ورغم أنه يُفضل إقامة البطولة الإفريقية في الصيف بدلاً من الشتاء حيث تتزامن مع منتصف الموسم، لكنه متحفز ويرغب في مساعدة "ثعالب الصحراء".

وقال شايبي في مقابلة عبر تقنية (زووم) مع رويترز: "نحن ننتظر هذه الكأس بفارغ الصبر. بلا شك ستكون بطولة رائعة. أشقاؤنا المغاربة لديهم بنية تحتية ممتازة ويعرفون كيف ينظمون البطولات، لا نشك في جودة الحياة هناك أو الملاعب أيضاً. أعتقد أن جميع الفرق سعيدة باللعب في المغرب، وأتمنى أن تكون بطولة رائعة".

لماذا مناخ المغرب عامل مساعد؟

خاض شايبي حتى الآن 22 مباراة دولية مع منتخب الجزائر الأول، ويود في استفادة بلاده من إقامة البطولة في المغرب، نظراً لتقارب المناخ والمسافة على الجمهور.

ارتبط الجدل بالبطولة التي ستنطلق في 21 ديسمبر، وتستمر حتى 18 يناير 2026، بعدما كان من المقرر إقامتها في الصيف، ثم قرار الاتحاد الدولي للعبة "فيفا" لانضمام اللاعبين لمنتخباتها قبل أسبوع فقط من موعد النهائيات على غير المعتاد، ما تسبب في إلغاء عدة فرق لمبارياتها الودية أو إعادة جدولتها.

وأضاف لاعب آينتراخت فرانكفورت الذي ظهر مؤخراً أمام برشلونة في دوري أبطال أوروبا: "(المغرب) نفس المناخ مثل الجزائر، لن نشعر بالغربة، سنكون في بلادنا تقريبا. لدينا كل شيء لنقدم بطولة كبيرة، وسنذهب إلى هناك لتحقيق ذلك".

وارتبطت نجاحات الجزائر في كأس الأمم بإقامة البطولة في شمال إفريقيا، حيث حققت لقبها الأول عام 1990 عندما استضافت البطولة، وانتظرت حتى عام 2019 عندما أقيمت البطولة في مصر لتضع النجمة الثانية على قميصها.

ويعتقد شايبي أن التوقيت الأمثل لإقامة البطولة هو الصيف، لكن إقامتها في الشتاء لن يقلل من مساعيه لتخطي الخروج المبكر من دور المجموعات للبطولة التي أقيمت في ساحل العاج مطلع 2024.

وقال: "كانت البطولة مقررة في الصيف، نحن كلاعبين محترفين سنكون دائماً موجودين، وسنلبي نداء الوطن مهما كان التوقيت. لكن من وجهة نظري، أعتقد أن اللعب في الصيف أفضل. هذا لأنه لا يؤثر على الموسم، ونكون في نهاية الموسم مركزين على البطولة، وبعدها نحصل على أيام راحة. أما الآن فنقطع الموسم في منتصفه ونغيب عن مباريات الأندية، وهذا ليس الأفضل، لكن كما قلت، سنتأقلم".

لماذا اختار شايبي تمثيل الجزائر على حساب فرنسا؟

وُلد شايبي (23 عاما) في مدينة ليون الفرنسية لأبوين جزائريين، لكنه اختار اللعب لمنتخب الجزائر منذ البداية ولم يفضل انتظار دعوة من منتخب فرنسا، على عكس أقرانه مثل ريان شرقي وماغنيس أكليوش اللذين حصلا على الاستدعاء الدولي الأول مع الفريق الذي يطلق عليه لقب "الديوك" هذا العام.

وقال اللاعب حول تفضيل الجزائر: "كان اختياراً طبيعياً فالجزائر هي بلدي. فرنسا أيضاً بلدي لأنني ولدت فيها، لكنني أشعر أنني جزائري أكثر. لم يكن اختياراً صعباً، ولم يكن فيه أي تقليل من شأن فرنسا، فهي دولة كبيرة في كرة القدم".

وأضاف: "لكن ثقافتي منذ الصغر جزائرية، وأردت أن أجعل عائلتي فخورة، وهذا كان مهما بالنسبة لي. لم أكن أرى نفسي أختار غير الجزائر".

وأظهر شايبي تناغماً رائعاً في فرانكفورت مع التونسي إلياس السخيري والمصري عمر مرموش، قبل انتقاله إلى مانشستر سيتي، وهو ما عكس تفاهم أبناء شمال إفريقيا سوياً، لكنه لن يتردد في التدخل بقوة على أصدقائه إذا واجههم في كأس الأمم.

وقال شايبي: "نكوّن صداقات عندما نلعب معاً، نحن إخوة حين نكون في نفس الفريق، لكن عندما نكون منافسين، يجب أن ندافع عن بلدنا ونقدم كل شيء في الملعب".

أكمل حديثه مازحاً: "إذا واجهت أحدهما، سيكون أمراً جميلاً، وسنتبادل القمصان في النهاية ونضحك... وأتمنى إذا واجهتهما أن تكون النتيجة لصالحنا".

وساهم شايبي في عودة الجزائر للمشاركة في كأس العالم من جديد بعد غياب 12 عاماً، ليحقق حلم طفولته ويصبح فرداً من تشكيلة المنتخب الذي كان يتابعه في نهائيات 2014 بالبرازيل.

وستلعب الجزائر، التي تشارك في النهائيات للمرة الخامسة، مع الأرجنتين حاملة اللقب والأردن والنمسا في المجموعة العاشرة للبطولة المقامة بمشاركة 48 منتخباً في أمريكا الشمالية الصيف المقبل.

وحول قرعة المونديال قال: "لا يهم من سنواجه، حتى لو كنا سنواجه أي فريق آخر، لا تبدأ أي مباراة بهدف الخسارة مهما كان المنافس، وخاصة في الجزائر لأنك إذا خسرت مباراة تكون تحت ضغط كبير، وإذا فزت سيرفعونك إلى القمة، وهذا شيء جميل في الجزائر، ويحدث أيضاً في تونس المغرب".