Syria News
جاري تحميل الأخبار العاجلة...

إدانات للهجوم الإسرائيلي على الدوحة.. لماذا اغتال نتنياهو الوساطة؟

الأربعاء، 10 سبتمبر 2025
إدانات للهجوم الإسرائيلي على الدوحة.. لماذا اغتال نتنياهو الوساطة؟

لم يكن العدوان الإسرائيلي على قطر مجرد ضربة عسكرية، وإنما هو إعلان غير مباشر من تل أبيب بتهديد أمن الإقليم ككل، وانتهاك صارخ للأعراف والقوانين الدولية كافة.

وصفت الدوحة العدوان بـ"إرهاب الدولة"، ووضعته في خانة الغدر، واعدة بالرد بأساليب سياسية وقانونية مع ترقب لجلسة خاصة بمجلس الأمن الدولي الخميس على وقع إدانات عربية وعالمية واسعة.

وتقول الأوساط الإسرائيلية إن تل أبيب أرادت إيصال رسالة أمنية تتجاوز حدود غزة، شعارها اليوم: لا مكان آمنًا لقيادة حماس.

وهذا السلوك يعكس تحولًا نحو إستراتيجية "الذراع الطويلة"، حتى وإن كان الاشتباك يفتح بابًا غير مسبوق مع منطقة الخليج ويدفع الصراع في ملف الصراع إلى مستوى إقليمي معقد، مع رهان مكشوف على إرباك الحلفاء وفرض معادلة ردع جديدة.

وفي واشنطن، لم يكن صدى الضربة أقل خطورة، حيث إن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن عدم استشارته وتحذيره المتأخر لقطر عكست فجوة واضحة بين إسرائيل وحليفتها الأكبر.

والحديث هنا لا يقتصر على امتعاض بروتوكولي، بل يعكس قلقًا من أن التصعيد الإسرائيلي قد يجر الولايات المتحدة إلى معركة لم تخطط لها.

والإشارة هنا، إلى أمن الطاقة والانتشار العسكري، واستقرار الخليج، في الوقت الذي تنتهج فيه إسرائيل منطق المفاجآت والاستخدام الأحادي للقوة.

وفي هذا السياق، يشير طارق النعيمات، سكرتير تحرير صحيفة العربي الجديد، إلى أن "نتنياهو يريد أن يظهر كبطل إسرائيل الخاص من خلال تغيير الوضع القائم وممارسة البلطجة مدعومة بالتفوق العسكري وفي ظل التغاضي الأميركي".

ويضيف النعيمات في حديث للتلفزيون العربي، أن "نتنياهو يكرر التصريحات، التي كان يحسب لها حساب قبل سنوات ويتردد في قولها، لكن هذه المرة بعلانية ويتبنى العمليات التي تمس سيادة الدول الأخرى.

ويتحدث عن "إعادة تعريف تهديدات الأمن القومي بالنسبة لإسرائيل، وهي تغيير الأمر الواقع بالقوة العسكرية وترسيخ إسرائيل كدولة توسعية لا تقف مصالحها عند حدودها الإقليمية، بل تطال فرض النفوذ على دول الجوار والمنطقة بالقوة العسكرية والدعم الأميركي".

ويقول النعيمات: "إنه لا شيء يمكنه منع إسرائيل في لحظة الغطرسة، وهي لا تحترم لا الأعراف ولا التحالفات الدولية وتعتبر أن هذه فترة ذهبية قبيل فترة انتخابات التجديد النصفي في الكونغرس الأميركي".

من جانبه يرى جورجيو كافييرو، مدير مركز دراسات الخليج في واشنطن، أن دول مجلس التعاون الخليجي كانت بعيدة تمامًا لفترة طويلة عن العدوان الإسرائيلي، لكن ذلك تغير البارحة.

ويردف كافييرو في حديث للتلفزيون العربي من واشنطن: "أعتقد أن الجميع في المنطقة، أولئك الذين يفترضون أن الجيش الأميركي كان يعرف ما تقوم به إسرائيل، كان بالفعل واقعيًا".

ويعرب عن اعتقاده بأن "واشنطن ربما تنسق مع تل أبيب للقيام بهذا الهجوم، وهذا يرسل رسالة سلبية لحلفائها الوثيقين وشركائها لا سيما في الخليج".

ويلفت إلى أن "تبعات الاضطلاع بهذا الدور من جانب الولايات المتحدة في ما يخص ضرب مسؤولين من حماس على يد إسرائيل ستكون عميقة".

ويردف: "بغض النظر عما تقوم به الإدارة الأميركية في المستقبل، سيكون من الصعوبة لواشنطن أن تمحو هذا الضرر الذي حل كنتيجة للضربة غير القانونية التي قامت بها إسرائيل ضد الدوحة".

بدوره، يقول الدكتور إمطانس شحادة، مدير برنامج دراسات إسرائيل في مركز مدى الكرمل، إن "ما حصل من هجوم على قطر هو تحول له دلالات عميقة جدًا على مستوى التصرف الإسرائيلي ومفاهيم صناعة القرار والأمن القومي والإستراتيجية الإسرائيلية وتعاملها مع الإقليم والمنطقة بشكل عام، وليس فقط حرب الإبادة على غزة".

ويضيف شحادة في حديث للتلفزيون العربي، أن "نتنياهو أراد أولًا توجيه ضربة قاسية للمفاوضات، إذ أراد تفجيرها، وإنهاءها عمليًا عن طريق اغتيال الوفد المفاوض والمفاوضات ذاتها".

ويعتبر أن "ما حدث يشير إلى أن نتنياهو في مأزق وأراد توجيه هذه الضربة، ربما اعتقادًا منه أنها ستسهم في خروجه منه، ما يمنع استمرار المفاوضات وربما يساعده في الحصول على صورة نصر ما أمام المجتمع الإسرائيلي، والمؤسسة العسكرية والأمنية التي عارضت الضربة في هذا التوقيت".

Loading ads...

ويلفت إلى أن تلك المؤسسة "تريد أن تعطي فرصة للمفاوضات ولديها تحفظ كبير من توسيع الحرب واحتلال مدينة غزة".

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه