Syria News
جاري تحميل الأخبار العاجلة...

ذاكرة النزوح «المُر» تمنعهم من الفرار للجنوب.. قصص مؤلمة من قلب غزة

الخميس، 11 سبتمبر 2025
ذاكرة النزوح «المُر» تمنعهم من الفرار للجنوب.. قصص مؤلمة من قلب غزة

إنه الخيار المؤلم لسكان مدينة غزة، فإما الفرار إلى مهانة وغموض النزوح أو التحدي والبقاء تحت نيران الحرب

Loading ads...

إلهام شمالي، مثل مئات الآلاف من سكان مدينة غزة، تواجه خيارا مؤلما، فإما أن تفر مع عائلتها، مرة أخرى، لتواجه مرارة النزوح والتهجير، أو أن تخاطر بتحدي أوامر الإخلاء الإسرائيلية قبل ما يُتوقع أن يكون هجوما شاملا على أكبر مدن القطاع. بحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.شمالي، البالغة من العمر 47 عاما، فرّت من منزلها في المدينة مرة واحدة خلال الحرب التي بدأت قبل عامين تقريبا، لكنها عادت عندما أصبح الجزء الجنوبي من غزة خطيرا للغاية.هذه المرة، قالت في حديثها لصحيفة "نيويورك تايمز، إن عائلتها ستنتقل إلى حي آخر في مدينة غزة، تعتقد أنه قد يكون أكثر أمانا في حالة الهجوم الإسرائيلي، لكنها أصرّت على أنهم لن يغادروا المنطقة تماما.وتضيف شمالي، التي كانت أستاذة جامعية قبل الحرب: "نعلم أننا إذا غادرنا، فلن نعود أبدا". وهو نفس الأمر الذي يشعر به العديد من جيرانها.لا يثقون بإسرائيلوأمس الأول الثلاثاء، أمر الجيش الإسرائيلي جميع سكان مدينة غزة بإخلاء المدينة، استعدادا لهجوم قال إنه سيسيطر عليها بالكامل. وقد سيطر الجيش بالفعل على حوالي 40% من المدينة وقصف عدة أبراج شاهقة.لكن الكثير من سكان مدينة غزة، التي دُمّرت معظمها بالفعل، يؤكدون أنهم لا يستطيعون، أو لن يغادروا.وفي مقابلات مع "نيويورك تايمز"، قال العديد من الفلسطينيين في المدينة إنهم لا يثقون بإسرائيل للسماح لهم بالعودة إلى ديارهم إذا ما فروا. وذكر آخرون أنهم لا يملكون المال الكافي للمغادرة، أو أنهم أو أحباؤهم بحاجة إلى رعاية طبية قد لا تكون متاحة إذا غادروا.أُجبر جميعهم تقريبا على ترك منازلهم وملاجئهم مرة واحدة على الأقل خلال الحرب، وكثيرون منهم تكرر ذلك عدة مرات، وقال كثيرون إنهم لا يعتقدون أن أي مكان في القطاع آمن. الدكتور بكر جاعود، طبيب في مستشفى ناصر للأطفال، حيث يتلقى ابنه سيف الدين، البالغ من العمر 11 عاما، علاجا من الصرع، يقول "لا أستطيع مغادرة مدينة غزة للذهاب إلى الجنوب. ببساطة، لا أستطيع". وأضاف: "جميع الأدوية التي يحتاجها تقريبا مفقودة، لكن الوضع في الجنوب سيكون أسوأ بكثير".وتصور إسرائيل مدينة غزة على أنها معقل لحماس، وقالت إنها يجب أن تسيطر عليها بالكامل للقضاء على مقاتلي الحركة هناك. وفي الأسبوع الماضي، بدأت تطلب من المدنيين المغادرة إلى ما أسمته "منطقة إنسانية" في منطقة المواصي الساحلية الجنوبية.وفي وقت سابق من الحرب، أصدر الجيش الإسرائيلي تعليمات للمدنيين بالذهاب إلى المواصي. لكن تلك المنطقة التي كانت قليلة السكان قبل الحرب، كانت تفتقر إلى المأوى والصرف الصحي والمياه وتوزيع الغذاء والرعاية الطبية اللازمة لاستيعاب أعداد كبيرة من الناس. وشنت إسرائيل غارات جوية هناك بشكل متكرر، مما أسفر عن مقتل العشرات في ما وصفته بمنطقة أكثر أمانا.البقاء رغم الرعبأما أولئك الذين قرروا البقاء في مدينة غزة، فقد سيطر عليهم شعور بالرعب وهم يشاهدون جيرانهم المذعورين يبدؤون في حزم ما تبقى من ممتلكاتهم.بالنسبة لهداية الفالوجي، 30 عاما، ستبقى هي وأطفالها، مشيرة إلى أن منزلهم في جباليا المجاورة دُمّر في وقت سابق من الحرب بغارة قتلت زوجها وشقيقها. عندما اضطروا لمغادرة أنقاض المبنى للانتقال إلى خيمة، شعرت الفالوجي وكأنها "هجرت" منزلها وحياتها قبل الحرب.وفي هذه الجزئية، أضافت الفالوجي، التي يبلغ ابنها الأصغر الآن ثلاث سنوات: "بكيت طوال الطريق. لن أغادر. لن أتخلى عن غزة. إما أن أموت هنا، أو أبقى صامدة في مدينتي".ذكريات النزوح المُرولا تزال ذكرى الحرمان والعنف خلال عمليات الإجلاء السابقة تلوح في الأفق لدى الكثيرين ممن قالوا إنهم سيبقون في مدينة غزة.وهو ما يحصل مع محمد النجار، 36 عاما، الذي لا يزال تطارده ذكريات تجاربه في الجنوب، حيث عاش لمدة عام قبل الحرب مع زوجته وطفليه. كانت المنطقة قاتمة ومدمرة مثل الشمال، وقال النجار، الذي يعمل مصورا لوسائل إعلام فلسطينية غير تابعة لحماس، إنهم عادوا في النهاية إلى مدينة غزة لأن الجنوب "لا يملك موارد ولا بنية تحتية ولا أمان". وأوضح أن العودة إلى المواصي وبناء خيمة جديدة هناك ستكلف حوالي 1000 دولار. إذا غادر الآن، فلن يرى المدينة كما يعرفها مرة أخرى - حتى لو عاد. وتابع "أنا قلق للغاية هذه المرة إذا تمكنوا من دفعنا إلى الجنوب، فقد لا نتمكن أبدا من العودة". "وإذا عدنا، ستُدمر مدينة غزة تماما".والأمر نفسه تحدثت عنه الشمالي، التي عبّرت هي الأخرى عن مخاوفها من النزوح إلى المواصي، مؤكدة أن عائلتها لا تملك المال للوصول إلى هناك "الجنوب ليس آمنا على الإطلاق، الجيش يقتل الناس كما يفعل في الشمال، فما الهدف من ذلك؟".ولفتت إلى أنهم سيبحثون عن الأمان في حي بمدينة غزة أبعد غربا من مأواهم الحالي، مراهنة على أن المنطقة ستكون أكثر أمانا خلال الهجوم.بالنسبة للدكتور جعود، كان أهم شيء هو البقاء بالقرب من المستشفى حتى يتمكن من مواصلة علاج الجرحى، ولكن أيضا حتى يتمكن ابنه من تلقي الرعاية. وذكر أنه فقد 18 من أفراد عائلته خلال الحرب، بمن فيهم شقيقه وابن أخيه الشهر الماضي. ولا يريد أن يفقد أي شخص آخر.قبل أسبوعين، دُمّر منزل العائلة في حي الشيخ رضوان. واضطروا للانتقال إلى خيمة على الشاطئ، حيث قال إنه يسمع صوت الانفجارات ليلا مع زوجته وطفليه. aXA6IDY1LjEwOS42MC4yMzIg جزيرة ام اند امز

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه