بن طالب وزياش وبيبي... نجوم لن تلمع في سماء كأس الأمم الأفريقية 2025

ستُقام نهائيات كأس الأمم الأفريقية 2025 بالمغرب وسط غياب لافت لعدد من النجوم الذين اعتادوا خطف الأضواء. وبينما تترقب الجماهير انطلاق المنافسات، يبرز غياب أسماء وازنة لأسباب مختلفة، بينهم الجزائري نبيل بن طالب، والإيفواري نيكولا بيبي، والمغربي حكيم زياش، الذين يتصدرون قائمة أبرز اللاعبين الغائبين عن العرس القاري، وفقا لآراء عدد من المحللين والنقاد الرياضيين. نبيل بن طالب... "مفاجأة" بيتكوفيتش من بين أبرز الغائبين عن صفوف المنتخب الجزائري الساعي لإحراز لقب ثالث بعد نكستين متتاليتين، لاعب وسط نادي ليل الفرنسي نبيل بن طالب الذي أسقط اسمه من قائمة الناخب فلاديمير بيتكوفيتش. هذا القرار أثار استغراب كثيرين وكان محط انتقادات واسعة، خاصة في ظل الحضور المنتظم للاعب مع فريقه ضمن منافسات الدوري الفرنسي، إذ شارك في المباريات العشر الأخيرة من أصل 11. اقرأ أيضاكأس الأمم الأفريقية 2025: البرنامج الكامل للمباريات في جدول زمني قابل للتحميل ورغم خيبة أمله، فإن لاعب وسط توتنهام السابق رفض الدخول في أي جدل، مؤكدا احترامه لخيارات المدرب. لكن بن طالب أبدى أسفه الكبير إثر قرار الاستبعاد، وقال في تصريحات لصحيفة "صوت الشمال" الفرنسية، "غيابي عن قائمة كأس أمم أفريقيا أمر محبط جدا بالنسبة لي، لقد قمت بكل شيء من أجل التواجد مع المنتخب. على كل حال القرار ليس بيدي، أنا مجبر على احترام خيارات الطاقم الفني، والتركيز على مستواي ورفعه خلال الفترة القادمة". وكان بن طالب قد عاد إلى صفوف "الخضر" بعد غياب طويل بسبب خضوعه لعملية جراحية في القلب، حيث استعاد مكانته بشكل منتظم مع بين شهري يونيو/وأكتوبر 2025. غير أن عودة إسماعيل بن ناصر، لاعب دينامو زغرب إلى مستواه المعهود، إلى جانب إعادة إدماج رامز زروقي، لاعب وسط نادي تينتي في الدوري الهولندي، أبعدته تدريجيا عن حسابات المدرب فلاديمير بيتكوفيتش. حكيم زياش وسفيان بوفال... جاهزية غير كافية؟ بالنسبة لـ "أسود الأطلس"، والذين يطمحون إلى فك عقدة دامت 50 عاما والتتويج بالكأس القارية، لم تسجل القائمة أي مفاجآت كبيرة. فقد جدد المدرب وليد الركراكي ثقته في أبطال ملحمة مونديال 2022 في قطر، وفي مقدمتهم القائد أشرف حكيمي، الذي كانت تحوم حول موعد مشاركته الفعلية الشكوك بعد إصابته مع فريقه باريس سان جيرمان. أما الغيابات البارزة، فتمثلت في حكيم زياش الملتحق حديثا بنادي الوداد البيضاوي وسفيان بوفال لاعب سانت جيلواز البلجيكي، وهما من الركائز السابقة للمنتخب المغربي، إذ اعتُبرا غير جاهزين من الناحية التنافسية للانضمام إلى مجموعة مغربية لا تملك هامش الخطأ، وتسعى بقوة للتتويج بلقب كأس أفريقيا للأمم على أرضها. "نسور قرطاج" من دون الخزري والمساكني خلال النسخة الحالية سيفتقد المنتخب التونسي خدمات نجمه وهبي الخزري الذي أعلن اعتزاله في منتصف ديسمبر/كانون الأول 2025. وفي مقابلة مع قناة "كانال+" قال نجم سانت إتيان السابق: "حان الوقت لإعلان نهاية مسيرتي. هذا الماضي الذي منحني الكثير، وقدمت له الكثير. أنا متأثر جدا، ولم أكن أعلم أنني سأتفاعل بهذه الطريقة". وقبل توجه منتخب بلاده إلى المغرب للمشاركة في النهائيات، وجه الخزري رسالة دعم لزملائه السابقين. ركيزة أخرى أساسية تغيب عن تشكيلة "نسور قرطاج" في هذه الدورة، تتمثل في القائد يوسف المساكني. إذ بالرغم من حمله الرقم القياسي الأفريقي بعدد المشاركات في كأس أمم أفريقيا بـ8 نسخ فإنه لن يشارك في البطولة القارية، وذلك لأول مرة منذ 2010. اقرأ أيضاكأس الأمم الأفريقية 1976: "قاتلنا خارج الميدان وداخله"... قصة لقب يتيم انتزعه المغرب وسط الحرب تفسيرا لذلك، قال مدرب المنتخب التونسي سامي الطرابلسي إن عدم انضمام المساكني لقائمة المنتخب يعود بشكل رئيسي لعدم ارتباط اللاعب بأي نادي حينها، ما جعل من المستحيل ضمه للمعسكرات التي كانت مبرمجة استعدادا لمباريات ناميبيا وساوتومي وبرينسيب في تصفيات كأس العالم 2026. وأشار الطرابلسي إلى أن غيابه يثير لديه شعورا بالحزن، مقرا بأن اللاعب يعد عنصرا أساسيا في حل الهجمات الصعبة للمنتخب خلال السنوات الماضية. وأضاف أن قلبه "يتألم" لعدم قدرته على استدعاء اللاعب، لكنه شدد على أن الظروف الحالية لا تسمح بذلك. وبالرغم من أن المساكني سجل 23 هدفا في 104 مباراة دولية مع تونس، ما يجعله أحد أبرز نجوم المنتخب التاريخيين، فإن فرصه في المشاركة في البطولة القارية المقبلة قد تبخرت، كما أن إمكانية مشاركته في نهائيات كأس العالم 2026 تبدو ضعيفة للغاية. ويدخل المنتخب التونسي بقيادة سامي الطرابلسي غمار نهائيات النسخة الخامسة والثلاثين من كأس الأمم الأفريقية وعينه على التتويج باللقب الثاني في تاريخه بعد الأول على أرضه في عام 2004. وبعد خروج مخيب من الدور الأول للعرس القاري في نسخة 2024 في ساحل العاج، واستقالة جلال القادري، وتعاقب مدربين عدة مؤقتين (منصر لوحيشي، فوزي البنزرتي، قيس اليعقوبي)، جاء الطرابلسي ليعيد الطموح للمنتخب. نيكولا بيبي في قلب الجدل بالعودة إلى تشكيلة ساحل العاج حاملة اللقب، فقد تجددت المفاجآت في قائمة إيميرس فاي بغياب المهاجم نيكولا بيبي، الذي كان ضمن مجموعة "الفيلة" المتوجة باللقب على أرضها عام 2024. وقد برر المدرب قراره قائلا: "اعتمدنا على مردود اللاعبين. للفوز بمسابقة مثل كأس أفريقيا، لا بد من امتلاك مجموعة متماسكة. كما أخذنا في الاعتبار الانسجام بين اللاعبين". ورغم تألقه مع نادي فياريال الإسباني، فإن غياب بيبي يُعزى بحسب مراقبين على الأرجح إلى ظهوره في مقطع فيديو لصانع المحتوىJust Riadh، حيث أدلى بتصريحات حول المغرب والجزائر وبعض زملائه في المنتخب، ما أشعل جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، صاحبته موجة من الإهانات العنصرية وتهديدات بالقتل طالت اليوتيوبر المذكور. ويبدو أن تلك التصريحات كلفت نيكولا بيبي مكانه في القائمة، في دليل جديد على أن الأمور لا تُحسم دائما داخل المستطيل الأخضر فقط. حسابات شخصية وراء غياب أونانا؟ يُعد غياب أندريه أونانا عن تشكيلة الكاميرون من أكثر الغيابات لفتا للانتباه في قائمة مليئة بالمفاجآت. ورغم العلاقة المتقلبة التي جمعته بـ"الأسود غير المروضة"، كان الحارس الكاميروني في طريقه للمشاركة في منافسات الكأس القارية. غير أن تعيين دافيد باغو من قبل صامويل إيتو والاتحاد الكاميروني لكرة القدم، بدلا من البلجيكي مارك بريس مرشح وزارة الرياضة، تسبب في استبعاد عدد من اللاعبين، من بينهم أونانا نفسه، الذي استعاد مستواه مؤخرا مع طرابزون سبور التركي، حيث يلعب معارا من مانشستر يونايتد. ويلفريد سينغو... تمزق عضلي يبعد صاحب الخبرة بفضل قوته البدنية وسرعته، كان ويلفريد سينغو أحد أبرز نجوم النسخة الأخيرة من البطولة، وأسهم في تتويج ساحل العاج باللقب مطلع عام 2024. غير أن حلم التتويج الثاني تواليا باللقب إن تحقق، سيكون حتما من دونه، بعدما تعرض لاعب موناكو السابق لإصابة بتمزق عضلي في الفخذ مع غلطة سراي، وتنتظر عودته في نهاية ديسمبر/ كانون الأول. لذا رأى المدرب إيميرس فاي في إشراكه مخاطرة غير محسوبة، ففضل الاستغناء عن لاعب صاحب خبرة لعب 30 مباراة دولية. ويليام تروست-إيكونغ يعتزل اللعب دوليا غياب بارز آخر، هو النيجيري ويليام تروست-إيكونغ. فبعد تتويجه بجائزة أفضل لاعب في النسخة الماضية من البطولة، على الرغم من خسارة نيجيريا النهائي أمام ساحل العاج (1-2)، أعلن المدافع البالغ من العمر 32 عاما اعتزاله دوليا في 4 ديسمبر/ كانون الأول دون توضيح الأسباب. واكتفى قائد "النسور الخضر" بالقول: "ارتداء قميص نيجيريا واجب، وامتياز، وشرف. أنا مرتاح لقراري، ومقتنع بأنني قدمت كل ما لدي". وخاض ويليام تروست-إيكونغ 83 مباراة دولية مع منتخب نيجيريا، وشارك في خمس بطولات كبرى.