Published On 24/12/2025|آخر تحديث: 17:36 (توقيت مكة)في مقال نشرته صحيفة "زمن إسرائيل" العبرية، شن الكاتب ماندي شابيرو هجوما لاذعا على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معتبرا أن طلب العفو الرئاسي دون الاعتراف بالذنب يمثل طعنة في قلب القيم اليهودية وهروبا من المسؤولية التي أقر بها ملوك بني إسرائيل وأعداؤهم على حد سواء.ويرى الكاتب أن الكتاب المقدس اليهودي هو في جوهره وثيقة تُؤسس لتحمل المسؤولية والاعتراف بالخطأ، حيث وردت عبارة "أخطأت" ومثيلاتها عشرات المرات على لسان الشخصيات المحورية في التاريخ اليهودي، وهو ما يرفضه نتنياهو اليوم.أعظم مثاليقارن الكاتب بين سلوك نتنياهو المطلوب أمام المحكمة الجنائية الدولية، وما فعله الملك داود (النبي دواد عليه السلام)، الذي يصفه بأنه "أعظم مثال على تحمل المسؤولية"، موضحا أنه رغم قوته وانتصاراته، لم يتردد في الإقرار بأخطائه عدة مرات، ولم يستغل نفوذه لإسكات منتقديه أو تبرير أفعاله، حسب قول الكاتب.ويؤكد الكاتب أن الملك داود (النبي داود عليه السلام) حين اعترف بالخطأ لم يكن يطلب العقاب رغبة في المعاناة، بل لأنه كان يريد الاستمرار في الملك ونيل الصفح، مدركا أن الاعتراف هو الجسر الوحيد للشرعية.وحسب الكاتب، فإن هذا الصدق هو ما جعل من داود قائدا تاريخيا، بخلاف القادة الحاليين الذين يتحصنون خلف المصطلحات القانونية الجافة.
عجز رئيس وزراء إسرائيل عن القيام بما قام به "فرعون"طعنة في قلب القيم اليهودية وهروب من المسؤولية
حتى فرعونيشدد الكاتب على أن التوبة في الفكر اليهودي تتطلب الاعتراف أولا ثم طلب العفو، مضيفا أن محاولة نتنياهو القفز مباشرة إلى طلب العفو دون المرور ببوابة الاعتراف بالذنب تشويه لهذا المبدأ الأخلاقي.ويشير الكاتب إلى أن هذا المبدأ لم يقتصر على الصالحين، بل شمل الشخصيات السلبية في التاريخ اليهودي، مثل "فرعون" و"بلعام" و"عخان"، الذين اعترفوا بالذنب في وقت ما.واعتبر الكاتب أن عجز رئيس وزراء إسرائيل عن القيام بما قام به "فرعون" يمثل سقطة أخلاقية ودليلا على غياب الشجاعة التي يُفترض أن تكون من سمات القادة.يوم حزينيوضح الكاتب أن هناك هوة واسعة بين المصطلح القانوني التقني "لم أُدَنْ"، الذي يتمسك به نتنياهو، وبين المصطلح الأخلاقي "أخطأت". إعلان فالأول يعني أن المحكمة لم تصدر حكمها بعد، أما الثاني يعني الإقرار بأن السلوك لم يكن لائقا، وأن الهدايا التي حصل عليها لم يكن ينبغي أن يقبلها بغض النظر عن تكييفها الجنائي.ويضيف الكاتب أن التقليد اليهودي يفرق بوضوح بين "الخطيئة" و"الجريمة"، فمن الممكن أن يكون الشخص بريئا من الناحية القانونية لكنه مذنب من الناحية الأخلاقية، وهذا هو صلب الأزمة التي يعيشها نتنياهو مع إرثه السياسي، على حد تعبير الكاتب.وفي الختام، يرى الكاتب أنه بغض النظر عن مسألة العفو عن نتنياهو، فإن الأمر المؤكد هو أن امتناع زعيم "دولة اليهود" عن قول الحقيقة، حتى فيما يتعلق بالهدايا البسيطة، يمثل يوما حزينا جدا في التاريخ اليهودي.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
اقرأ أيضاً

صفقة مسقط تختبر طريق السلام اليمني
منذ دقيقة واحدة




