مسار تحول الطاقة يواجه اقتصادًا غير مستقر وانتكاسات سياسية.. من يربح؟ (تقرير) - الطاقة

يواجه مسار تحول الطاقة تداعيات الاقتصاد الكلي غير المستقر والانتكاسات السياسية ضد المبادرات الخضراء في العديد من البلدان، وسط إجماع بين العديد من الخبراء على أن هذا التحول -بما في ذلك تكاليفه وخططه وأهدافه- يحتاج إلى جرعة كبيرة من الواقعية. وعلى الرغم من أن منصة "بلومبرغ إن إي إف" تتوقع أن يبلغ مستوى الاستثمار المطلوب في تحول الطاقة 5.6 تريليون دولار سنويًا من عام 2025 إلى عام 2030، فإن القطاع المالي يعود إلى الطاقة التقليدية، إن لم يكن يتراجع تمامًا عن المجال الأخضر. وكان الانهيار المذهل لتحالف بنوك الحياد الكربوني في أكتوبر/تشرين الأول المنصرم بمثابة نقطة ضعف أخرى للساعين إلى تمويل تحول الطاقة من الوقود الأحفوري إلى الوقود الأخضر، حسب مصادر تابعتها منصة الطاقة المتخصصة. وضمّ "تحالف بنوك الحياد الكربوني" ما يقرب من 150 بنكًا عالميًا بين صفوفه منذ تأسيسه عام 2021. رغم ذلك، فإن الانسحابات الجماعية للبنوك في وقت سابق من هذا العام قلّصت من أهميته وأدت في النهاية إلى زواله. تراجع الاستثمارات الخضراء تراجعت شركات الطاقة الكبرى أو قلّصت استثماراتها الخضراء، وتضع تركيزًا متجددًا وعلنيًا على تعزيز استكشاف الهيدروكربونات وإيراداتها. واحتل موضوع معالجة تحول الطاقة مركز الصدارة في مؤتمر دوق إدنبرة لطاقة المستقبل الذي اختتم مؤخرًا في لندن، ونظمته شركة وورشيبفول أوف فيولرز (Worshipful Company of Fuellers)، إحدى الشركات العريقة في مدينة لندن، والمرتبطة الآن بقطاع الطاقة بأكمله. وتخللت المؤتمر مناقشات بشأن الطاقة المتجددة، والنفط والغاز، والهيدروجين، والطاقة الحرارية الأرضية، وحلول تكنولوجيا المناخ الناشئة، وأعرب المشاركون عن مخاوفهم بشأن سرعة وتكاليف وفاعلية حلول تحول الطاقة المقترحة. مشروع للديزل الأخضر في مدينة بورت آرثر بولاية تكساس الأميركية – الصورة من رويترز في كلمته خلال الفعالية، قال رئيس مؤسسة أبحاث سياسات الطاقة (Energy Policy Research Foundation)، مقرها واشنطن، لوسيان بولياريسي: "من المؤكد أننا نعيش في عصر تُعدّ فيه الكهرباء المحرك الرئيس". وأضاف: "لكن إذا نظرنا إلى توليد الكهرباء نفسه -المصدر الثانوي الذي تتنافس عليه جميع أنواع الوقود- نجد أن المصادر الرئيسة للطاقة المتجددة لا تزال متقطعة، فيما لا يزال الطلب يعتمد بصورة كبيرة على الهيدروكربونات". وأردف: "إذا طلب مني أحدهم أن أذكر مثالًا على إزالة الكربون بفاعلية من حيث التكلفة في عصر تحول الطاقة، فسأشير بصراحة إلى تحول قطاع الكهرباء من الفحم إلى الغاز الطبيعي، الذي أسهم في خفض البصمة الكربونية العالمية أكثر من أي حل آخر للطاقة المتجددة في العقد الماضي". وأشار بولياريسي إلى أن الطلب المتزايد من قطاع التكنولوجيا على المزيد من الكهرباء يؤدي إلى زيادة استعمال جميع أنواع الوقود، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة. وقال: "بناءً على التوجه الحالي، أتوقع ارتفاعًا في استهلاك الغاز الطبيعي على المدى المتوسط، ودورًا متزايدًا للطاقة النووية على المدى الطويل". تحول الطاقة لا ينبغي أن يكون عقيدة قال مؤسس شركة إنرسترات للاستشارات مدير قسم الوقود (2025-2026) لدى شركة وورشيبفول أوف فيولرز، أشوتوش شاستري: "لا ينبغي أن يكون تحول الطاقة عقيدة أو سباقًا أعمى بين نوع وقود معين وآخر". وأضاف: "يجب أن يتمحور الأمر حول اتخاذ القرارات الصائبة في الوقت المناسب، وتشجيع أصحاب المصلحة في جميع قطاعات الطاقة على الحوار والتعاون فيما بينهم، وفي نهاية المطاف، إجراء المزيد من المحادثات القائمة على البيانات، من الغاز الطبيعي إلى الطاقة النووية، وكل ما بينهما". محطة توليد الكهرباء العاملة بالغاز في مدينة بيتسبرغ بولاية كاليفورنيا الأميركية – الصورة من بلومبرغ وفي كلمته خلال الفعالية، قال الخبير الاقتصادي الدولي الباحث البارز لدى مركز سياسة الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا في نيويورك، كريستوف روهل: "إن العالم بحاجة إلى تجاوز المبالغة في المبالغة". وأضاف: "فيما يتعلق بتحول الطاقة البحت، فإن ما حققناه في السنوات الـ35 الماضية لا يُذكر، إذ لا يزال الطلب على الطاقة يعتمد بصفة كبيرة على النفط والغاز، ولا يزال الفحم يُستعمل لتوليد الكهرباء". وفي إشارة إلى ارتفاع أسعار الطاقة في أعقاب الحرب الروسية-الأوكرانية عام 2022، وما تلاها من تبريد وتطبيع، قال روهل إن الوقود الأحفوري، وليس مصادر الطاقة المتجددة، هو الذي "أنقذ الموقف" عندما واجه العالم صدمة أسعار. وأوضح: "كان ارتفاع الأسعار الناجم عن دوافع جيوسياسية قصير الأجل إلى حد كبير، نظرًا إلى تحول الولايات المتحدة من مستورد صافٍ للطاقة إلى مُصدّر صافٍ لها، وقد قلب هذا التطور السوق رأسًا على عقب، وكبح جماح أسعار النفط التي تُوليها قطاعات واسعة من الاقتصاد العالمي اهتمامًا بالغًا". وأشار إلى أن "استعمال النفط سيظل يؤدي دورًا مهمًا في مزيج الطاقة العالمي، وأن استخراج الهيدروكربونات سيُصبح جزءًا لا يتجزأ من مشهد موارد الطاقة لعقود مقبلة". موضوعات متعلقة.. قمة المناخ كوب 31.. تركيا بين دبلوماسية الوساطة وتحديات تحول الطاقة (مقال) كيف يدعم الذكاء الاصطناعي تسريع تحول الطاقة العالمي؟ (تقرير) تحول الطاقة العالمي يواجه مستقبلًا غامضًا بسبب ترمب اقرأ أيضًا.. وظائف الطاقة في الشرق الأوسط وأفريقيا تتجاوز 8 ملايين وظيفة.. هذه خرائطها بدء إنتاج حقل الجافورة السعودي.. خطوة تتوج إنجازات قطاع الطاقة عالميًا (مقال) صفقات الحفر العربية في نوفمبر 2025.. تمديد عقود 15 عامًا واستحواذات إقليمية المصدر.. لماذا يحتاج خطاب تحول الطاقة إلى جرعة من الواقعية؟ من مجلة فوربس.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
اقرأ أيضاً





