سلام أوكرانيا وتوتر فنزويلا يثبّتان أسعار النفط العالمية

شهدت أسعار النفط اليوم الخميس، استقرارًا على نطاق واسع؛ إذ حوّل المستثمرون تركيزهم مجددًا إلى محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا. بينما يراقبون أي تداعيات لاحتجاز الولايات المتحدة ناقلة خاضعة للعقوبات قبالة سواحل فنزويلا.
ووفقًا لما نقلته “رويترز”، تراجعت عقود خام برنت الآجلة 5 سنتات، أو ما يعادل 0.08%، إلى 62.16 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 0400 بتوقيت جرينتش. بينما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي سنتًا واحدًا، أو 0.02%، إلى 58.45 دولارًا للبرميل.
فهرس المحتوي
توترات احتجاز ناقلة نفط تعيد المخاوفموقف واشنطن ومخاوف السوقترقب لمحادثات السلام الروسية-الأوكرانيةتأثير السياسة النقدية وضعف المخزونات
توترات احتجاز ناقلة نفط تعيد المخاوف
وكانت مؤشرات الأسعار قد أنهت تعاملات اليوم السابق على ارتفاع ملحوظ. وجاء هذا الارتفاع بعد إعلان الولايات المتحدة عن احتجازها لناقلة نفط عملاقة قبالة ساحل فنزويلا؛ حيث أثارت التوترات المتصاعدة بين البلدين مخاوف جدية لدى المتداولين بشأن اضطرابات محتملة في إمدادات الخام العالمية.
وفي سياق متصل، علّق إمرل جميل؛ كبير محللي النفط لدى LSEG، على الموقف. وأشار قائلًا: “حتى هذه اللحظة، لم تتسرب آثار حادثة الاحتجاز إلى السوق بشكل كامل”. لكنّه حذّر من أن أي تصعيد إضافي في المنطقة سيفرض تقلبًا كبيرًا ومفاجئًا على أسعار الخام العالمية.
وأضاف جميل موضحًا: “السوق ظل في حالة ترقب حذر”. وبالتوازي، استمرت مراقبة التقدم المحرز في اتفاقية السلام بين روسيا وأوكرانيا. والتي شكلت عاملًا رئيسًا آخر يؤثر في حالة عدم اليقين بأسواق الطاقة.
صورة تعبيرية (المصدر: انفاتو)
موقف واشنطن ومخاوف السوق
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أدلى بتصريحات يوم الأربعاء، أعلن خلالها عن عملية احتجاز نوعية. وصرح ترامب قائلًا: “احتجزنا للتو ناقلة قبالة سواحل فنزويلا. ناقلة ضخمة، ضخمة جدًا، بالفعل هي الأكبر على الإطلاق، كذلك هناك أمور أخرى تحدث”.
ومع ذلك، لم يذكر مسؤولو إدارة ترامب اسم السفينة التي جرى احتجازها. لكن، ذكرت شركة فانغارد البريطانية لإدارة مخاطر الشحن البحري، أن ناقلة Skipper يُعتقد أنها الناقلة التي خضعت للاحتجاز قبالة المياه الإقليمية لفنزويلا.
وفي سياق ذي صلة، قال تجار ومصادر مطلعة في قطاع الشحن، إن المشترين في آسيا طالبوا بخصومات حادة على أسعار النفط الخام الفنزويلي. وجاءت هذه المطالب في ظل الضغوط الناتجة عن تدفق كميات كبيرة من النفط الخاضع للعقوبات من كل من روسيا وإيران. وأدى ذلك إلى زيادة المعروض في السوق العالمي.
وبالإضافة إلى ذلك، أشار التجار إلى ارتفاع مخاطر عمليات التحميل في البلد الواقع بأمريكا الجنوبية. وذلك حدث تزامنًا مع تعزيز الولايات المتحدة لوجودها العسكري في منطقة الكاريبي. ما ضاعف من التحديات اللوجستية والسياسية التي تواجه تجارة النفط الفنزويلي.
ترقب لمحادثات السلام الروسية-الأوكرانية
وكان المستثمرون أكثر تركيزًا على تطورات محادثات السلام الروسية–الأوكرانية. فقد أجرى قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا اتصالًا مع ترامب لبحث أحدث الجهود الأمريكية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، في خطوة وصفوها بأنها “لحظة حرجة” في مسار العملية.
كما دعمت التقارير التي تحدثت عن استهداف أوكرانيا لإحدى سفن “الأسطول الخفي” الروسي الأسعار مؤقتًا، وفقًا لما ذكره توني سيكامور؛ محلل الأسواق في IG، في مذكرة تحليلية.
وأضاف “سيكامور”: “من المرجح أن تُبقي هذه التطورات أسعار النفط فوق مستوى الدعم البالغ 55 دولارًا للبرميل حتى نهاية العام. ما لم يحدث اتفاق سلام غير متوقع في أوكرانيا”.
تأثير السياسة النقدية وضعف المخزونات
وفي سياق آخر، خفّض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة القياسي، وذلك بالرغم من انقسام داخلي حاد ساد المجلس. ومن شأن أسعار الفائدة المنخفضة أن تسهم في تقليل تكاليف الاقتراض المترتبة على المستهلكين. كذلك، دعمت هذه الخطوة النمو الاقتصادي. الأمر الذي أدى بدوره إلى زيادة الطلب المتوقع على النفط الخام في الأسواق العالمية.
وفي غضون ذلك، دعم انخفاض مخزونات النفط الخام الأمريكية الأسعار، على الرغم من أن التراجع المسجل جاء أقل من التوقعات السائدة في السوق.
وجاء ذلك وفقًا لما أظهرته بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الأسبوعية حول وضع البترول؛ حيث سجلت مخزونات الخام انخفاضًا قدره 1.8 مليون برميل، لتبلغ 425.7 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 5 ديسمبر.
وبالمقارنة، أشارت توقعات المحللين في استطلاع أجرته وكالة رويترز للأنباء إلى انخفاض أكبر. وكان المحللون قد توقعوا انخفاضًا قدره 2.3 مليون برميل. وذلك أشار إلى تراجع في المخزونات، لكنه ظل أقل حدة مما كان يترقبه السوق.
الرابط المختصر :
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه





