نيسان وهوندا تعلنان عن شراكة جديدة لاكتساح السوق الأمريكي

المربع نت – من الواضح أن نيسان وهوندا لا يستطيعان الابتعاد عن بعضهما طويلاً. فبعد أشهر من إنهاء مفاوضات الاندماج، يعود ثاني وثالث أكبر مصنّعي سيارات في اليابان للاقتراب مجدداً، وهذه المرة عبر محادثات تهدف للتعاون في تطوير سيارات ومحركات جديدة مخصّصة لسوق الولايات المتحدة.

الرئيس التنفيذي الجديد لنيسان، إيفان إسبينوزا، المولود في المكسيك، يؤكد أن الهدف ليس الدخول في جولة اندماج جديدة، بل شراكة أكثر مرونة، وقال: نحن نتحدث عن كيفية التعاون في السوق الأمريكية، مشيراً إلى أنّ تطوير المنتجات بشكل مشترك وتقاسم مشاريع المحركات مطروحان على الطاولة.

ووصف إسبينوزا المحادثات بأنها بنّاءة وإيجابية للغاية، موضحاً لصحيفة نيكّاي آسيا أن فرق الشركتين، وصولاً إلى أعلى المستويات الإدارية، باتت تعقد اجتماعات منتظمة.

لا مفاوضات اندماج بعد الآن بين هوندا ونيسان

لكن الرئيس التنفيذي، الذي تولى منصبه في أبريل بعد مغادرة ماكوتو أوشيدا، سارع إلى نفي أي عودة لفكرة الاندماج قائلاً: نحن لا نناقش الاندماج أو أي ارتباطات رأسمالية.

وعلى الرغم من ذلك، هناك دوافع عديدة تحفّز التعاون، من ضمنها تطوير البرمجيات. فالولايات المتحدة أصبحت ساحةً صعبة، خاصة بعد زيادة واشنطن للرسوم الجمركية على السيارات اليابانية.

شاهد أيضاً:

فقد انخفضت الرسوم من 27.5 بالمئة إلى 15 بالمئة في سبتمبر بموجب اتفاق تجاري جديد، لكنها لا تزال أعلى بكثير من مستوى ما قبل الحرب التجارية البالغ 2.5 بالمئة. وتتوقع نيسان أن تؤدي الرسوم الجديدة إلى خفض أرباحها هذا العام المالي بنحو 275 مليار ين (1.8 مليار دولار)، بينما تستعد هوندا لتأثير أكبر يصل إلى 385 مليار ين (54.2 مليار دولار).

وتقاسم الموارد على مستوى عالمي يمكن أن يساعد العلامتين على البقاء في المنافسة، خصوصاً مع فتور السوق الأمريكية تجاه السيارات الكهربائية الخالصة، واستمرار صانعين صينيين مثل بي واي دي في التوسع عالمياً بأسعار تنافسية للغاية.

وقال إسبينوزا: الجيد أن الشركتين تمتلكان تغطية قوية في الولايات المتحدة من حيث التصنيع وسلاسل التوريد والهندسة. لدينا الكثير من الخيارات للاستكشاف.

اقرأ أيضاً: هوندا تطور محرك V6 جديد كلياً للأجيال القادمة من موديلاتها

إنتاج سيارات نيسان في مصانع هوندا؟

كانت الشركتان قد وقعتا في أغسطس 2024 اتفاقية تعاونية في الأنظمة الذكية داخل السيارات والمولدات الكهربائية، لكن الجولة الجديدة من المحادثات قد تمضي أبعد من ذلك، لتصل إلى منصات مشتركة أو مجموعات دفع تُطوّر وتُصنّع داخل أمريكا الشمالية.

ولم يذكر إسبينوزا تحديداً احتمالية قيام نيسان بإنتاج سيارات داخل مصانع هوندا في أمريكا الشمالية، لكنه لم يستبعد إمكانية ذلك مستقبلاً.

وفي الوقت نفسه، تمضي نيسان في تنفيذ خطة إعادة الهيكلة الشاملة، والتي تشمل خفض 20 ألف وظيفة وتقليص عدد مصانعها العالمية من 17 إلى 10 بحلول 2028.

ورغم تكبّد الشركة لخسارة قدرها 221.9 مليار ين (31.2 مليار دولار) هذا العام، يؤكد إسبينوزا أن العلامة ما تزال مرنة مصرحاً: العالم يتغير بسرعة كبيرة. نحن منفتحون على أي نوع من التعاون، طالما أنه يضيف قيمة لنيسان ولمساهميها.