كأس الأمم الأفريقية... الجزائر-السودان: هل ستكون المواجهة انطلاقة حقيقية لبيتكوفيتش نحو التتويج باللقب مع الخضر؟

خلافة مدرب كجمال بلماضي في قيادة الجهاز الفني للخضر لم تكن مهمة سهلة بالنسبة للمدرب السويسري البوسني فلاديمير بيتكوفيتش. فبسبب تراجع نتائج محاربي الصحراء أجبر بلماضي على مغادرة القيادة، على الرغم من أنه حقق إنجازا تاريخيا للكرة الجزائرية عندما انتزع الخضر اللقب الأفريقي في قلب مصر. كما أن بلماضي حقق سجلا طويلا من الانتصارات مع ثعالب الصحراء بدون أي هزيمة على امتداد 35 مباراة. لكن إخفاقه المدوي لمرتين في تأهيل الجزائر لمونديال قطر 2022، وخروجه المبكر من نهائيات كأس أفريقيا 2021 ثم 2023، لم تترك أمامه أي فرصة للاستمرار في قيادة منتخب بلاده. حصيلة مرضية وتعاقد الاتحاد الجزائري لكرة القدم في نهاية فبراير/شباط 2024 مع فلاديمير بيتكوفيتش، الذي كان يعي أن المهمة غير سهلة بالنظر لتطلعات الجماهير الجزائرية أولا، وثانيا للإرث الذي تركه خلفه بلماضي المعروف بأنه من المدربين الذين يكسبون المقابلات أداء ونتيجة. وفلاديمير بيتكوفيتش، 62 عاما، المولود في البوسنة والهرسك، قاد سويسرا إلى كأس أوروبا مرتين وكأس العالم مرة واحدة خلال فترة امتدت سبع سنوات. ويتفق المتتبعون للكرة الجزائرية على أنه أحدث تغييرات كبيرة عند توليه قيادة الخضر. وبالنظر للحصيلة التي راكمها بيتكوفيتش حتى الآن مع المنتخب الجزائري، فقد حقق ما كان ينتظر منه من طرف الاتحاد المحلي. كسب الخضر تأشيرة مونديال 2026 بعد 12 عاما من الغياب، كما تأهلوا لنهائيات كأس الأمم الأفريقية 2025. فيما قاد المدرب السويسري الجزائر في 21 مباراة، فاز في 16 منها، وتعادل في ثلاثة وهُزم في مباراتين. وبالتالي، كانت الحصيلة مرضية. جاهزية الخضر على المحك أمام السودان بعد هذا الحصاد، يخوض الخضر الأربعاء غمار نهائيات كأس أفريقيا بمواجهة السودان في الرباط. وهو نزال في غاية الأهمية بالنسبة للمدرب واللاعبين عموما. لأنه سيوضح أكثر مدى جاهزية المجموعة للذهاب بعيدا في هذا الحدث الكروي القاري. وعيب على بيتكوفيتش في الكثير من الأحيان أن الأداء كان غائبا في مجمل المواجهات التي خاضها على رأس الخضر. ويعتبر البعض أن أولى مقابلاتهم في العرس القاري ضد السودان، ستكون بمثابة اختبار أيضا إن كان الأداء سيرافق النتيجة في حال كانت إيجابية، حتى تكون هذه المباراة انطلاقة حقيقية وقوية لمنتخب بلادهم في هذه المسابقة.

وتوجد الجزائر ضمن المجموعة الخامسة إلى جانب السودان وبوركينا فاسو وغينيا الاستوائية. ويُتوقع أن تكون صدارتها من نصيب الجزائر. ويفضل المدرب السويسري البوسني أن يتعاطى مع هذه البطولة وفق مراحلها، ويركز بالوقت الحالي على مجموعته، على أن يكسب أولا التأهل للدور المقبل قبل الحديث عن مستقبل مجموعته في البطولة. يقول بيتكوفيتش: "الهدف الرئيسي هو تجاوز الدور الأول، ثم الذهاب لأبعد مدى ممكن في البطولة". خط هجوم نشيط أمام منتخب منضبط تكتيكيا ولا يضم المنتخب السوداني أسماء بارزة تلعب في البطولات الأوروبية، إلا أنه معروف بانضباطه التكتيكي واستعداده لغلق المساحات وتعقيد مهمة المنتخب الخصم، ما يصعب مهمة محرز وزملائه لتسجيل أول انتصار في البطولة. لكن المنتخب الجزائري يملك خط هجوم نشيط، وقادر على أن يصل لشباك الخصم في أي لحظة. فإضافة إلى محرز وبونجاج يملك الخضر مهاجما من طراز رفيع وهو محمد عمورة، إذ ستكون سرعته وحيويته عاملا مهما في خلخلة دفاع المنافس وصناعة الفارق. ومنح بيتكوفيتش عمورة المزيد من الفرص. وأثمرت ثقته بهذا المهاجم الذي يلعب حاليا في صفوف فولفسبورغ الألماني بحصد نتائج إيجابية، إذ أصبح عمورة هداف التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 برصيد 10 أهداف. "لدينا منتخب رائع" وعلى المستوى التكتيكي، من المنتظر أن يعتمد بيتكوفيتش على خطة تقليدية بأربعة مدافعين، من أجل ضمان التوازن الدفاعي وتفادي أي مخاطرة غير محسوبة، يمكن تعطي السبق للسودان في التسجيل عبر مرتدات خاطفة. ويضم المنتخب الجزائري "مجموعة متوازنة تضم لاعبين متميزين"، وفق تصريح لعمورة لوسائل الإعلام المحلية، بعد أن أكد قائلا: "نحن نحترم كل منتخب، لكننا لا نهاب أيا منها". وقال رياض محرز في مؤتمر صحافي عشية مواجهة السودان: "ستكون مناسبة لكتابة تاريخ جديد، يجب أن نحدث الفارق ونقدم الأفضل ولا نملك الأعذار لغير ذلك"، مضيفا: "المعنويات عالية ولا نفكر في ما حصل سابقا، نركز على مباراة الغد، وهي فرصة بالنسبة لنا لتحقيق نتيجة جيدة، لدينا القدرة والمؤهلات ومنتخبا رائعا وعلينا أن نظهر ذلك غدا ونبين أن كل شيء على ما يرام". أحد المواقع كتب أن بيتكوفيتش لم ينجح حتى الآن في امتلاك قلوب جميع الجماهير الجزائرية عكس بلماضي الذي نال حبها لسنوات طويلة. وستكون هذه البطولة مفتاحا حقيقيا بالنسبة له، لكسب هذا الحب والثقة المطلوبة لمواصلة المشوار في قيادة الخضر. بوعلام غبشي