دراسة تكشف دور الفيتامين د في تعزيز طول العمر
دراسة تكشف دور فيتامين د في تعزيز طول العمر.
تزايد الاهتمام في دور الفيتامين د في تعزيز طول العمر في السنوات الأخيرة، حيث تبحث الدراسات في كيفية تأثير هذا الهرمون الأساسي على الإصابة بالسرطان، والشيخوخة البيولوجية، وصحة القلب، وعلى الرغم من أن الفيتامين د معروف بدوره في دعم قوة العظام والمناعة، تشير الأدلة الحديثة إلى أنه قد يلعب دورًا أوسع في تعزيز الصحة على المدى الطويل، ومع ذلك، يؤكد الباحثون باستمرار أن هذه النتائج تحتاج لمزيد من الدراسات قبل استخلاص استنتاجات مؤكدة.
دور الفيتامين د في تعزيز طول العمر والوقاية من السرطان
راجعت دراسة كبيرة نُشرت في مجلة (Nutrients) نتائج 50 دراسة سابقة شملت أكثر من مليون مشارك، وبينت أن المستويات العالية من الفيتامين د مرتبطة بانخفاض احتمال الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، بالإضافة إلى تحسين فرص البقاء على قيد الحياة لدى المصابين بالفعل بالمرض، وتتماشى هذه النتائج مع عقود من الأبحاث التي أظهَرت أن الفيتامين د يؤثر على وظيفة الجهاز المناعي، والالتهابات، وسلوك الخلايا، وكلها عوامل مرتبطة بتطور السرطان.
يعمل الفيتامين د من خلال مستقبِلاته في الخلايا المناعية، ما يساعد في تنظيم نشاط الخلايا التائية وتقليل الالتهابات المرتبطة بتقدم السرطان. كما يلعب دورًا في التحكم في نمو الخلايا وقد يساعد في تفعيل عمليات تحد من بقاء وانتشار الأورام، ومن ناحية أخرى، ارتبطت المستويات المنخفضة من الفيتامين د بزيادة الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
تلعب العوامل الحياتية دورًا مهمًا أيضًا، فالنظام الغذائي الغني باللحوم الحمراء وقليل الفواكه والخضروات والألياف، مع نقص الفيتامين د والكالسيوم، يزيد من الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. أظهَرت الأبحاث أن المصادر الغذائية للفيتامين د والمكملات قد تدعم نتائج أفضل، رغم أن بعض الدراسات لم تجد تأثيرًا واضحًا.
على الرغم من هذه النتائج الواعدة، شددت الدراسة على ضرورة إجراء تجارب سريرية كبيرة لتحديد الآليات الدقيقة وتأكيد كيفية مساهَمة الفيتامين د في الوقاية من السرطان، ولكن تشير النتائج الحالية إلى إمكانات مهمة، لكنها تحتاج لمزيد من الأدلة.
استكشاف دور الفيتامين د في تعزيز طول العمر
أظهَرت دراسة أخرى أُجريت باستخدام بيانات تجربة VITAL العلاقة بين مكملات الفيتامين د وطول التيلوميرات، وهي علامات للشيخوخة البيولوجية، فالتيلوميرات تَقصُر طبيعيًا مع التقدم في العمر، وتسارع قصرها يرتبط بالأمراض المتعلقة بالتقدم بالعمر. أظهَر المشاركون الذين تناولوا مكملات الفيتامين D3 يوميًا (2,000 وحدة دولية) قصرًا أقل في التيلوميرات في خلايا الدم البيضاء مقارنةً بالمجموعة التي تناولت الدواء الوهمي.
قدر الباحثون أن هذا التأثير يعادل تقريبًا تباطؤ الشيخوخة البيولوجية بثلاث سنوات، وكان التأثير أقوى لدى الأفراد غير المصابين بالسمنة ومن لا يتناولون أدوية خافضة للكوليسترول. بينما تشير هذه النتائج إلى دور الفيتامين د في تعزيز طول العمر، فإن الدراسة كانت تحليلًا بعد التجربة ولم تُصمم أصلاً للتحقيق في التيلوميرات، مما يعني أن النتائج مثيرة للاهتمام لكنها ليست حاسمة، وهناك حاجة لمزيد من الدراسات لتأكيد ما إذا كان الفيتامين د يساهم مباشرة في إبطاء الشيخوخة.
الفيتامين د وصحة القلب: تقليل خطر النوبة القلبية الثانية
أجرى باحثون في (Intermountain Health) دراسة ثالثة تمثلت في تجربة لفحص ما إذا كانت مكملات الفيتامين D3 تقلل من الإصابة بنوبة قلبية ثانية، حيث كان معظم المشاركين لديهم مستويات منخفضة من الفيتامين د، وتم تعديل جرعات المكملات لكل شخص للوصول إلى مستوى مستهدَف في الدم.
على الرغم من أن الفيتامين د لم يقلل جميع المضاعفات القلبية، إلا أنه خفّض خطر النوبات القلبية المتكررة إلى النصف تقريبًا، فقد أصيب بها 3.8% في مجموعة الذين تناولوا الفيتامين د مقابل 7.9% في المجموعة الضابطة. تشير هذه النتائج إلى أن الحفاظ على مستويات كافية من الفيتامين د قد يدعم صحة القلب، رغم أن النتائج لم تُنشر بعد في مجلة محكّمة، ونظرًا لأن الأبحاث السابقة أظهَرت نتائج مختلطة بشأن الفيتامين د وصحة القلب، فلا تزال هناك حاجة لدراسات أكبر لتأكيد ما إذا كان الفيتامين د يوفر فوائد قلبية وقائية ثابتة.
نصيحة من موقع صحتك
يبدو أن الفيتامين د يؤثر على العديد من جوانب الصحة، من الوقاية من السرطان إلى الشيخوخة ووظائف القلب، ومع ذلك، تؤكد جميع الدراسات في هذا المجال على أن المزيد من البحث مطلوب قبل تقديم توصيات قوية. لدعم الصحة العامة، يُنصح بالتعرض المنتظم لأشعة الشمس، وتناول الأطعمة الغنية بالفيتامين د، ومناقشة تناول المكملات مع أخصائي الرعاية الصحية. قد يساعد هذا النهج المتوازن على الاستفادة بأمان من دور الفيتامين د في تعزيز طول العمر بينما يواصل العلماء استكشاف إمكاناته الكاملة.
آخر تعديل بتاريخ
24 نوفمبر 2025
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه





