قراءة عسكرية في عملية احتلال مدينة غزة.. "قتال مختلف واستثنائي"

أعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي رسميًا بدء المرحلة التالية من عملية مركبات جدعون 2 في غزة، مؤكدة أن العملية البرية في مدينة غزة تدريجية ومبنية على مراحل تتيح وقفها لصالح اتفاق.
وفي هذا الإطار، قال محلل الشؤون العسكرية والإستراتيجية في التلفزيون العربي اللواء محمد الصمادي إن عملية "جدعون 1" فشلت كما فشلت خطة الجنرالات، مؤكدًا أن إسرائيل نجحت في أعمال القتل والإبادة والتدمير.
وأضاف: "الآن تدخل غزة المرحلة الثانية من هذه العملية بإدخال الفرقة 36 المدرعة، إلى جانب وجود الفرقتين 99 و143 في محاور شمال وجنوب قطاع غزة، وهذا يغير حقيقة وطبيعة الصراع، بما أن قوات جيش الاحتلال أصبحت الآن مدعومة بالعمود الفقري وهي الفرقة 36، وهو ما يمنحها قوة تنفيذية أكبر ويرفع من تعقيدات القتال".
وجدد التأكيد أن هذه العملية ستتسبب بمخاطر جسيمة وتفاقم من المعاناة الإنسانية.
واعتبر اللواء الصمادي أن هذا الإعلان يمثل قرارًا سياسيًا وعسكريًا يهدف إلى توسيع العمليات وتنفيذ مزيد من أعمال الإبادة، ويعكس أن الأهداف السياسية سواء كانت إعادة المحتجزين أو تحجيم قوة المقاومة تتحول الآن إلى تنفيذ ميداني أوسع بعد هذه الغارات وانتهاج سياسة الأرض المحروقة والقصف المكثف.
وأشار الصمادي إلى أن إسرائيل تهدف إلى تهجير السكان بهذا القصف الجنوني، مضيفًا: "نتحدث عن حوالي 320 ألفًا نزحوا تحت تأثير النيران، بالإضافة إلى أنه يتردد الآن أن أكثر من 700 ألف مواطن لا يزالوا داخل المدينة".
وقال الصمادي إن إسرائيل تسعى لإنهاك المقاومة، ولذلك "هي تقوم بعمليات القصف العنيف وحرق غزة، وحقيقة ما يجري الآن أن إسرائيل تقوم بعمليات محو مدينة غزة عن الوجود بهذه الكميات من المتفجرات وتدمير الأبراج والمربعات السكنية، وبالمقابل فإن المقاومة لا تستطيع أن تقوم بمعركة تصادمية".
وحول طبيعة المعركة المنتظرة، أكد الصمادي أن المقاومة "تقاتل بمجموعات صغيرة، وهي لا تزال فاعلة على الأرض وقادرة على تلحق مزيدًا من الأضرار في جيش الاحتلال خلال الأيام القادمة، فالجنرالات يعلمون يقينًا أن منطقة العمليات في مدينة غزة مهيأة بالكمائن، والمقاومة مستعدة لعمليات القتال، ولذلك فإن المواجهة لن تكون سهلة".
وأضاف أن "طبيعة الجغرافيا في مدينة غزة مختلفة، ولذلك لجأت إسرائيل لهذا التدمير الكبير حتى تفتح ممرات للوحدات المدرعة والآلية للدخول إلى هذه المناطق التي تنتشر فيها الأزقة، فهي ليست بيئة مثالية للوحدات المدرعة، ولكن عمليات التدمير تمهد لدخولها".
وختم حديثه بالقول إن "جيش الاحتلال استفاد الكثير من الدروس في العمليات السابقة التي ألحقت به الكثير من الأضرار المادية والبشرية، كما أن المقاومة ستقاتل في حرب مدينة غزة بأسلوب قد يكون استثنائيًا أمام هذه الغطرسة وهذا التوغل لجيش الاحتلال".
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه