وقف إطلاق النار بغزة ومقترح المغرب بشأن الصحراء الغربية يتصدران أحداث العالم العربي في 2025

استمرار صراعات السودان واندلاع احتجاجات جنوب تونس، وتحقق خطوات إيجابية في سوريا وغزة... في ما يلي أبرز أحداث عام 2025 في العالم العربي. وقف إطلاق النار في غزة في تشرين الثاني/نوفمبر 2025، أقر مجلس الأمن الدولي خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار في غزة بعد نحو عامين من الحرب بين إسرائيل وحماس أوقعت عشرات آلاف القتلى في القطاع. وتتضمن الخطة التي اُعتبرت "تاريخية"، ثلاث مراحل، انتهت الأولى بنجاح، وشملت اتفاقا بين إسرائيل وحماس لوقف القتال، تبادل الأسرى، وبدء انسحاب جزء من القوات الإسرائيلية، بمساعدة الولايات المتحدة ومصر وقطر. بدأ وقف إطلاق النار بعد أن وافقت عليه حماس وإسرائيل، لكن تم تسجيل بعض الخروقات الميدانية، حيث تبادلت الأطراف الاتهامات بانتهاك الهدنة. ومع ذلك، يظل الاتفاق ساريا ويستمر العمل به رغم الصعوبات. وفي انتظار تنفيذ المرحلتين المواليتين من خطة ترامب، اللتين تشملان إعادة البناء وإعادة ترتيب الوضع السياسي، لا يزال الفلسطينيون يعانون نقصا في الطعام والماء والكهرباء والخدمات الصحية. رفع العقوبات عن سوريا تم رفع جزء كبير من العقوبات عن سوريا في عام 2025. ففي أيار/ مايو، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال منتدى الاستثمار السعودي-الأمريكي بالرياض عن رفع جميع العقوبات المفروضة على الحكومة الانتقالية السورية بعد سقوط نظام الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024. لاحقا، أعلن الاتحاد الأوروبي رفع العقوبات عن دمشق في قطاعات رئيسية مثل الطاقة والنقل والخدمات المصرفية، مع استثناء أتباع النظام السابق. وفي كانون الأول/ ديسمبر 2025، أقر مجلس النواب الأمريكي إلغاء "قانون قيصر" الذي فرض عقوبات على سوريا منذ عام 2019، وهو يعتبر خطوة تاريخية نحو رفع العقوبات كليا، رغم أن التنفيذ سيكون مشروطا بوفاء الحكومة السورية بمعايير سياسية وأمنية وإنسانية معينة. كذلك قامت كندا برفع عقوباتها عن سوريا في كانون الأول/ديسمبر 2025 وبدأت في استئناف العلاقات الاقتصادية معها. الضربة الإسرائيلية على الدوحة في سبتمبر/أيلول 2025 نفّذت إسرائيل ضربة جوية على الدوحة، استهدفت اجتماعا لقيادات من حركة حماس كانوا موجودين في إطار مشاورات ومفاوضات غير مباشرة تتعلق بوقف إطلاق النار في غزة. الهجوم شكل سابقة أمنية خطيرة بسبب مكانه وتوقيته السياسي الحساس. أسفرت الضربة عن سقوط خمسة قتلى في حماس وعنصر في قوات الأمن الداخلي القطرية. قطر دانت الهجوم واعتبرته انتهاكا لسيادتها، بينما حذرت أطراف دولية من تداعياته على مسار التهدئة والاستقرار الإقليمي. مجلس الأمن يؤيد مقترح المغرب للحكم الذاتي في الصحراء الغربية في نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2025، صوت مجلس الأمن الدولي لصالح قرار يدعم مقترح المغرب للحكم الذاتي في الصحراء الغربية باعتباره "الحل الأكثر واقعية" للنزاع الذي يمتد منذ نحو 50 عاما. القرار دعا جميع الأطراف إلى الدخول في مفاوضات على هذا الأساس. القرار، الذي صوت لصالحه 11 عضوا مع امتناع روسيا والصين وباكستان، فيما رفضت الجزائر المشاركة (في التصويت)، جدد أيضا ولاية بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (المينورسو) لعام إضافي. رحب المغرب بالقرار واعتبره مرحلة تاريخية نحو حل النزاع، بينما أعلن مسؤول الشؤون الخارجية في البوليساريو محمد يسلم بيسط أن الجبهة قد تقبل بالخطة المغربية، شرط أن يصادق عليها الشعب الصحراوي عبر استفتاء. احتجاجات قابس في تونس في ولاية قابس بجنوب شرق تونس اندلعت احتجاجات واسعة في أكتوبر/تشرين الأول 2025 بسبب أزمة بيئية متفاقمة مرتبطة بالتلوث الصناعي الناتج عن المجمع الكيميائي الوطني (مصنع الفوسفات)، إذ اتهم السكان المصنع بإطلاق غازات سامة تسببت في اختناق وإصابات، خصوصا بين الأطفال والطلاب، ما أثار غضبا شعبيا واسعا ضد استمرار تشغيل الوحدات الملوِّثة. تطورت الحركة الاحتجاجية إلى إضراب عام ومظاهرات شارك فيها آلاف المواطنين، مطالبين بـ إغلاق أو تفكيك الوحدات الملوِّثة وحماية الصحة والبيئة، بينما ردت السلطات أحيانا باستخدام الغاز المسيل للدموع واعتقالات بحق بعض المتظاهرين، ما أثار نقاشا حول حرية التعبير والحق في الاحتجاج في تونس. الانتخابات في سوريا شهدت سوريا في 2025 انتخابات برلمانية بعد مرحلة سياسية انتقالية أعقبت سقوط بشار الاسد. جرت الانتخابات في سياق أمني وسياسي هش، وترافقت مع وعود بإعادة بناء المؤسسات وفتح مسار سياسي جديد بعد سنوات من الحرب والانقسام. لكن العملية الانتخابية أثارت جدلا واسعا حول شروط النزاهة والتمثيل، في ظل غياب أجزاء من اللاجئين والنازحين. اعتبرها مؤيدوها خطوة نحو الاستقرار، بينما رآها منتقدوها غير كافية لتحقيق انتقال ديمقراطي فعلي. استمرار الحرب في السودان وتدهور الوضع الإنساني في عام 2025، استمر النزاع المسلح في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. شهدت المدن الكبرى مثل الخرطوم وأم درمان تبادلا للهجمات المسلحة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، واستمرار حالة عدم الاستقرار السياسي والعسكري التي أثّرت في الحياة اليومية للسودانيين. في تشرين الأول/ أكتوبر 2025، سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر في دارفور، وصدرت تقارير عن مجازر ضد المدنيين. أسفر استمرار القتال وسقوط الفاشر عن أزمة إنسانية حادة، مع نزوح الملايين داخل البلاد وخارجها. نقص الغذاء والمياه والخدمات الصحية زاد من معاناة المدنيين، بينما دعت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى تسهيل إيصال المساعدات وحماية المدنيين، لكن استمرار العنف عرقل جهود الإغاثة الإنسانية بشكل كبير. الاعتراف بدولة فلسطينية شهد العالم موجة جديدة من الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين. خلال اجتماعات الأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول، أعلنت عدة دول غربية دعمها، من بينها فرنسا وبلجيكا وبريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال. وارتفع بذلك عدد الدول المعترفة بدولة فلسطين إلى حوالي 156–159 دولة من أصل 193 عضوا بالأمم المتحدة. هذا التوسع مهم لأنه يعطي فلسطين مكانة دبلوماسية أكبر ويزيد الضغط الدولي من أجل حل سلمي للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني. لكن بعض الدول مثل الولايات المتحدة وإسرائيل لم تغير موقفها، معتبرة أن الاعتراف يجب أن يكون نتيجة اتفاق تفاوضي شامل وليس خطوة منفردة.