Syria News
جاري تحميل الأخبار العاجلة...

أزمة القطاع الصحي في درعا.. مستشفيات شبه معطلة ومرضى بلا علاج

الأربعاء، 10 سبتمبر 2025
أزمة القطاع الصحي في درعا.. مستشفيات شبه معطلة ومرضى بلا علاج

يعيش القطاع الصحي في محافظة درعا حالة انهيار شبه كامل، إذ تعاني المستشفيات العامة من نقص حاد في الأجهزة والكوادر والأدوية، ما يدفع المرضى للجوء إلى القطاع الخاص أو السفر إلى محافظات أخرى، في حين يرزح الأطباء تحت ضغط هائل وظروف صعبة تصل أحياناً إلى تعرضهم لاعتداءات من المراجعين الغاضبين.

ورغم وصول قليل من الدعم للمستشفيات في درعا، إلا أن البنية التحتية الصحية لا تزال في حالة انهيار شبه كامل، وسط شكاوى متزايدة من المواطنين الذين يجدون أنفسهم مضطرين للجوء إلى القطاع الخاص، أو السفر إلى محافظات مجاورة لتلقي العلاج.

وتضم محافظة درعا 7 مستشفيات، وهي: مستشفى درعا الوطني، ومستشفى بصرى، ومستشفى إزرع، ومستشفى الحراك، ومستشفى نوى، ومستشفى طفس، ومستشفى جاسم.

مستشفيات شبه معطلة

مستشفى درعا الوطني، أحد أكبر المستشفيات العامة في المحافظة، يعاني من الإهمال بشكل واضح، فالأقسام الطبية تعاني من نقص في الكوادر المتخصصة، وأجهزة التصوير الإشعاعي خارج الخدمة في كثير من الأحيان، فيما يشتكي المرضى من طول فترات الانتظار ونقص الأدوية المجانية.

يقول "أبو محمد"، وهو أحد سكان مدينة درعا، لموقع تلفزيون سوريا، إنه اضطر لنقل زوجته إلى دمشق لإجراء عملية جراحية بسيطة بسبب عدم توفر طبيب مختص في المستشفى الوطني.

ويضيف "لا يوجد أي احترام لحقوق المرضى في العلاج، حتى الإسعاف الأولي غير متوفر بالشكل المناسب، لا نحتاج إلى إعادة إعمار المستشفى، بل إلى توفر الخدمات والمستلزمات.

بحسب شهادات الأهالي الذين تحدث إليهم موقع تلفزيون سوريا، فإن معظم الأقسام في مستشفى درعا الوطني ومستشفى طفس، تعمل بشكل جزئي، إضافة إلى غياب الأسرّة في أقسام العناية المشددة والجراحة، خاصة بعدما اضطرت مستشفيات درعا لاستقبال الجرحى على خلفية الأحداث في السويداء، إذ عملت فوق طاقتها الاستيعابية ما أدى إلى تدهور الواقع الطبي بشكل أكبر.

في حين تفتقر المستشفيات لعدد كافي من الأجهزة الطبية، حيث معظم الأجهزة معطلة كلياً أو جزئياً، وتعتذر أقسام غسل الكلى والعناية المشددة أحيانا عن استقبال المرضى، إما بسبب تعطل الأجهزة أو نقص الاختصاصيين.

نقص الكوادر الطبية

أدت سنوات الحرب وهجرة الأطباء إلى نقص حاد في الكادر الطبي، وخاصة في محافظة درعا التي شهت هجرة داخلية للأطباء، إذ اضطر معظمهم للجهرة إلى العاصمة دمشق بسبب تردي الوضع الأمني في درعا قبيل سقوط النظام.

نقص الكادر الطبي، دفع الأطباء إلى العمل في أكثر من مستشفى ومركز صحي لتغطية الاحتياجات، مما يؤثر على الخدمات الطبية، وينعكس سلباً على صحة المرضى ومعنويات الأطباء.

وأوضح الطبيب مصطفى العيسى، وهو طبيب داخلية في مستشفى درعا الوطني، لموقع تلفزيون سوريا، أن معظم الأطباء تغطي أكثر من قسم، وأكثر من مركز صحي، بسبب غياب الكوادر، فالأطباء يعملون في المستشفيات بدوام مضاعف دون حوافز، ضمن بيئة تفتقر إلى أبسط الإمكانيات.

وتابع العيسى أنه في الحالات التي لا يمكن التعامل معها أو تحتاج إلى أطباء مختصين، يضطر الأطباء لتحويل المرضى إلى خارج المحافظة، مما يشكل عبء على المرضى وأهاليهم، بحسب الطبيب مصطفى العيسى.

مشادات بين الأطباء والمرضى بسبب نقص الخدمات

وفي ظل هذا الانهيار الحاد في مستوى الخدمات، تشهد المشافي والمراكز الصحية ارتفاعاً ملحوظاً في وتيرة الاعتداءات اللفظية والجسدية على الأطباء والممرضين من قبل بعض المراجعين وذوي المرضى، نتيجة التوتر والضغط النفسي.

وبحسب شهادة أكثر من طبيب، لموقع تلفزيون سوريا، فإن الأطباء يتعرضون للشتائم والضرب بشكل شبه يومي.

وأوضح الطبيب مصطفى العيسى، خلال حديثه لـ موقع تلفزيون سوريا، أن معظم الاعتداءات من قبل مرافقي المرضى على الأطباء تحدث، عندما يُطلب منهم إحضار أدوية أو مستلزمات من الخارج، أو عندما يضطر الأطباء إلى نقل المرضى لخارج المحافظة لتلقي العلاج. .

وقال العيسى: "في الأسبوع الماضي، تعرّض أحد الزملاء للضرب من قبل أحد المراجعين بسبب تأخر المعاينة، فالناس تعاني من الضغط النفسي ونحن كذلك، لكن لا يمكن أن يكون الطبيب كبش فداء لفشل المنظومة الصحية".

وأضاف: "هناك نقص في الكوادر، وانقطاع متكرر للكهرباء، وعدم وجود معدات، ثم تأتيك عائلة تطلب علاجاً لحالة حرجة، وتريد حلاً فورياً، ومع العجز الكامل، يصبح الطبيب هو الهدف الأسهل".

بينما يرى الأهالي، أن الأطباء لا يهتمون بالمرضى بالمستوى المطلوب، كما يرفض معظم الأطباء استقبال المرضى.

Loading ads...

ورغم تقديم بعض الشكاوى إلى الجهات المختصة، إلا أن الحماية القانونية للطواقم الطبية لا تزال ضعيفة، مما يهدد بخطر الاستقالات والتخلي عن المهنة في المحافظة.

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه