كأس الأمم الإفريقية في المغرب 2025.. هذه حظوظ المنتخبات العربية المشاركة

تستعد القارة الإفريقية لاستقبال واحدة من أكثر نسخ كأس أمم إفريقيا ترقبًا، اليوم الأحد، حيث يستضيفها المغرب وتجمع بين الزخم التنظيمي، والتنافس الفني العالي، وتعدد الطموحات القارية.
ويأتي هذا الحدث في توقيت حساس للكرة الإفريقية، مع تصاعد حضور منتخباتها عالميًا، وازدياد عدد اللاعبين المحترفين في كبرى الدوريات، ما يرفع سقف التوقعات بشأن مستوى البطولة ونتائجها.
ضمن هذا المشهد، تحظى المشاركة العربية باهتمام خاص، إذ تدخل ستة منتخبات عربية غمار المنافسة بأهداف متفاوتة، تتراوح بين السعي إلى اللقب، ومحاولة استعادة الهيبة التاريخية، أو تثبيت الحضور القاري وسط ظروف معقدة.
ويمنح تنظيم البطولة في المغرب بعدًا إضافيًا للآمال العربية، سواء بفعل عامل الأرض بالنسبة للمنتخب المضيف، أو بسبب القرب الجغرافي والجماهيري الذي قد يخلق أجواء داعمة لبقية المنتخبات العربية.
منتخب المغرب
سيكون المنتخب المغربي أمام فرصة جديدة لإثبات علو كعبه خاصة على أرضه، لا سيما وأن الكرة المغربية حققت طفرة في الإنجازات العالمية والحضور الدولي في السنوات الأخيرة، منذ أن شهد مونديال قطر 2022 ولادة جيل ذهبي لأسود الأطلس، مرورًا بإحراز المغرب كأس العالم للناشئين وبطولة كأس العرب قبل أسبوع.
ويقود المنتخب المدرب وليد الركراكي، الذي يُحسب له بناء هوية فنية واضحة قائمة على الانضباط التكتيكي، والصلابة الدفاعية، والاستفادة القصوى من نوعية اللاعبين المحترفين في أوروبا. وتمكّن الركراكي من خلق توازن بين الواقعية والفعالية الهجومية، مع قدرة على إدارة المباريات الكبرى تحت الضغط.
الروح عالية، والعيون على المجد. 💪
المغرب قادم بقوة نحو النجمة الثانية في كأس الأمم الإفريقية ⭐🇲🇦#TotalEnergiesAFCON2025pic.twitter.com/DYvaBXsUrE
— كأس الأمم الإفريقية توتال إنرجيز 2025 (@caf_online_AR) December 18, 2025
ويضم المنتخب المغربي جيلًا يُعد من بين الأقوى في القارة، يتقدمه أشرف حكيمي، أحد أبرز الأظهرة في العالم، وإبراهيم دياز، الذي يمثل إضافة هجومية نوعية، إلى جانب لاعبين مثل عز الدين أوناحي، ونصير مزراوي، وبلال الخنوس، دون أن ننسى الحارس العملاق ياسين بونو، وسفيان امبراط بالطبع، وغيرهم من الأسماء الثقيلة.
يخوض المنتخب المغربي النهائيات ضمن المجموعة الأولى إلى جانب مالي وزامبيا وجزر القمر، في واحدة من أكثر المشاركات حساسية في تاريخه الحديث.
ويُعد "أسود الأطلس" من أعرق المنتخبات الإفريقية، إذ توّجوا باللقب مرة واحدة عام 1976، وبلغوا المباراة النهائية عام 2004، إلى جانب حضور شبه دائم في الأدوار الإقصائية خلال العقود الأخيرة، وسيكون المرشح الأول للقب.
منتخب مصر
يتواجد المنتخب المصري في المجموعة الثانية إلى جانب جنوب إفريقيا وأنغولا وزمبابوي، في مشاركة جديدة لمنتخب يُعد المرجع التاريخي الأول في بطولة كأس أمم إفريقيا.
فـ"الفراعنة" هم الأكثر تتويجًا باللقب القاري بواقع سبعة ألقاب في أعوام: 1957 و1959 و1986 و1998 و2006 و2008 و2010، وهو رقم لم يقترب منه أي منتخب آخر في القارة.
ورغم أن المنتخب المصري لم ينجح في استعادة اللقب منذ نسخة 2010، وشهدت مشاركاته الأخيرة تذبذبًا في النتائج والخروج المبكر أحيانًا، إلا أنه بقي حاضرًا في المشهد القاري، وبلغ نهائي البطولة مرتين متتاليتين في نسختَي 2017 و2021، قبل أن يخسر اللقب في المرتين، ما يؤكد أن مصر لم تخرج فعليًا من دائرة المنافسة.
يقود المنتخب في هذه المرحلة المدرب حسام حسن، الذي تولى المهمة في إطار مشروع يهدف إلى إعادة بناء الفريق فنيًا وذهنيًا، مع الاعتماد على مزيج من العناصر المخضرمة والوجوه الجديدة.
منتخب مصر جاهز للمنافسة على لقب كأس الأمم الإفريقية 💪🇪🇬
رحلة البحث عن النجمة الثامنة للفراعنة 🌟#TotalEnergiesAFCON2025 pic.twitter.com/yDJMv5RLQL
— كأس الأمم الإفريقية توتال إنرجيز 2025 (@caf_online_AR) December 19, 2025
ويعوّل المنتخب المصري في نسخة 2025 على مجموعة من أبرز نجومه المحترفين، يتقدمهم محمد صلاح، قائد الفريق وأيقونة الكرة المصرية، إلى جانب عمر مرموش الذي فرض نفسه بقوة في الملاعب الأوروبية، فضلًا عن لاعبين مثل محمود حسن "تريزيغيه"، ومحمد عبد المنعم، وأحمد فتوح، إضافة إلى عناصر شابة تسعى لحجز مكانها في جيل جديد.
وتاريخيًا، يُعرف المنتخب المصري بقدرته على إدارة مباريات البطولات الكبرى، وبشخصيته القوية في الأدوار الإقصائية، حتى في الفترات التي لا يكون فيها مرشحًا أول للقب.
ومن هذا المنطلق، تدخل مصر كأس أمم إفريقيا 2025 بطموح استعادة هيبتها القارية، وإضافة لقب ثامن إلى سجلها الذهبي، مستندة إلى خبرة متراكمة وثقل تاريخي يجعلها دائمًا ضمن الحسابات، مهما تغيّرت الظروف.
يلعب المنتخب الجزائري ضمن المجموعة الخامسة إلى جانب بوركينا فاسو وغينيا الاستوائية والسودان، في مشاركة يسعى من خلالها "محاربو الصحراء" إلى استعادة مكانتهم بين كبار القارة بعد خيبات النسختين الماضيتين.
ويُعد المنتخب الجزائري من أبرز القوى الإفريقية في العقود الأخيرة، إذ تُوّج بلقب كأس أمم إفريقيا مرتين، الأولى على أرضه عام 1990، والثانية عام 2019 في مصر، في واحدة من أقوى النسخ التي قدّم خلالها جيل ذهبي أداءً لافتًا تُوّج بالفوز على السنغال في النهائي. كما بلغ نصف النهائي في أكثر من مناسبة، وكان حاضرًا دائمًا في دائرة المنافسة القارية.
غير أن المنتخب الجزائري عرف تراجعًا مفاجئًا بعد تتويج 2019، حيث خرج من دور المجموعات في نسختَي 2021 و2023، ما فتح باب التساؤلات بشأن تجديد الدماء وبناء مرحلة جديدة.
ومنذ ذلك الحين، يعمل الاتحاد الجزائري على إعادة ترتيب البيت الفني، بهدف استعادة التوازن والروح التنافسية التي ميّزت المنتخب في ذروة تألقه.
وصول لاعبي الجزائر من أجل المشاركة في كأس الأمم الإفريقية 2025 🇩🇿📸#TotalEnergiesAFCON2025 pic.twitter.com/tYS18mZ4aq
— كأس الأمم الإفريقية توتال إنرجيز 2025 (@caf_online_AR) December 19, 2025
يقود المنتخب حاليًا المدرب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش، الذي تسلّم المهمة بخبرة طويلة في البطولات الكبرى، أبرزها قيادته منتخب سويسرا في كأس العالم وبطولات أوروبا.
ويُعوّل عليه لإعادة الانضباط التكتيكي وبناء منظومة جماعية أكثر استقرارًا، مع الحفاظ على الطابع القتالي الذي لطالما ارتبط بالكرة الجزائرية.
ويضم المنتخب الجزائري مجموعة من الأسماء البارزة التي تشكل العمود الفقري للفريق، يتقدمها القائد رياض محرز، إلى جانب محمد الأمين عمورة، ورامي بن سبعيني، وعيسى ماندي، وفارس شعيبي، ورايان آيت نوري. وتمتزج هذه الخبرة بعناصر شابة تسعى لفرض نفسها وإعادة الحيوية إلى تشكيلة “الخضر”.
ويدخل المنتخب الجزائري كأس أمم إفريقيا 2025 بطموح واضح لتصحيح المسار، وإثبات أن الخروجين المبكرين كانا مجرد عثرة عابرة، لا تعكس القيمة الحقيقية لمنتخب يمتلك تاريخًا قاريًا معتبرًا وجمهورًا لا يقبل إلا بالمنافسة على اللقب، في بطولة تمثل اختبارًا حقيقيًا لعودة “محاربي الصحراء” إلى الواجهة الإفريقية.
منتخب تونس
يشارك المنتخب التونسي في كأس أمم إفريقيا 2025 ضمن المجموعة الثالثة إلى جانب نيجيريا وأوغندا وتنزانيا، في نسخة جديدة يطمح خلالها "نسور قرطاج" إلى كسر عقدة الغياب الطويل عن منصات التتويج، وتأكيد حضورهم الدائم بين كبار القارة.
ويُعد المنتخب التونسي من أكثر المنتخبات الإفريقية انتظامًا في المشاركة بالبطولة، إذ لم يغب عن النهائيات منذ عام 1994، وهو رقم قياسي يعكس استقراره النسبي على المستوى القاري.
تُوّج نسور قرطاج" بلقبهم الوحيد عام 2004 على أرضهم، في إنجاز لا يزال حاضرًا بقوة في الذاكرة الكروية التونسية، إضافة إلى بلوغهم أدوارًا متقدمة في عدة نسخ لاحقة، أبرزها نصف النهائي في 2019.
وعلى الرغم من هذا الحضور المتواصل، عانى المنتخب التونسي في السنوات الأخيرة من تذبذب في المستوى والنتائج، حيث خرج من ربع النهائي في أكثر من نسخة، ما جعل سقف الطموحات أقل من تاريخ المنتخب، وفتح نقاشًا واسعًا بشأن الحاجة إلى تجديد فني وبناء مشروع أكثر طموحًا.
يقود المنتخب في المرحلة الحالية المدرب التونسي سامي طرابلسي، الذي يراهن على مزيج من الانضباط التكتيكي والواقعية المعهودة في الكرة التونسية، مع محاولة منح مساحة أكبر للعناصر الشابة، دون التفريط بخبرة الأسماء الأساسية التي شكّلت العمود الفقري للفريق في السنوات الماضية.
ويعتمد المنتخب التونسي على مجموعة من اللاعبين أصحاب الخبرة القارية والدولية، يتقدمهم أيمن دحمان، إلى جانب منتصر الطالبي وعلي العابدي، ويان فاليري، وبالطبع الدينامو ألياس السخيري، إضافة إلى أسماء شابة تحاول فرض نفسها في التشكيلة.
ويدخل "نسور قرطاج" نسخة 2025 بطموح استعادة الثقة وتحقيق مسار تنافسي أطول، في بطولة تُعد فرصة جديدة لإعادة الاعتبار لمنتخب لطالما كان حاضرًا بثبات في كأس أمم إفريقيا، لكنه يبحث منذ أكثر من عقدين عن تتويج يعيد كتابة تاريخه القاري من جديد.
السودان وجزر القمر
يشارك منتخبا السودان وجزر القمر في كأس أمم إفريقيا 2025 بطموحات متباينة، لكنهما يجتمعان في كونهما يمثلان الحضور العربي الأقل تتويجًا قياسًا ببقية المنتخبات العربية المشاركة، مع سعي كل منهما لتقديم بطولة تعكس تطوره الكروي.
يخوض منتخب السودان المنافسات ضمن المجموعة الخامسة إلى جانب الجزائر وبوركينا فاسو وغينيا الاستوائية، مستندًا إلى تاريخ عريق في البطولة توّجه بلقب وحيد عام 1970.
ويشارك “صقور الجديان” في نسخة 2025 وسط ظروف استثنائية تمر بها البلاد، ما يمنح حضورهم بعدًا معنويًا إضافيًا، مع اعتمادهم على الانضباط التكتيكي واللعب الجماعي بقيادة المدرب جيمس إبياه، وبوجود أسماء بارزة مثل محمد عبد الرحمن "الغربال" ورمضان عجب.
أما منتخب جزر القمر، فيتواجد في المجموعة الأولى إلى جانب المغرب ومالي وزامبيا، ويُعد من المنتخبات العربية الصاعدة في شرق إفريقيا. ورغم حداثة تجربته القارية، نجح في لفت الأنظار خلال مشاركته الأولى في نسخة 2021 ببلوغه دور الـ16.
ويخوض المنتخب البطولة بطموح تأكيد حضوره مجددًا، مستفيدًا من جيل من اللاعبين المحترفين في الدوريات الأوروبية، مع التركيز على التنظيم الدفاعي واللعب السريع في مواجهة منتخبات أكثر خبرة، بقيادة المدرب ستيفانو كوزين الإيطالي.
وتعكس مشاركة السودان وجزر القمر في نسخة 2025 صورة أخرى للكرة العربية في إفريقيا، بين منتخب تاريخي يسعى لاستعادة مكانته، وآخر حديث العهد بالبطولة يطمح إلى تثبيت اسمه على الساحة القارية.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه





