يُحدث ظهور أنظمة الذكاء الاصطناعي المستقلة تحولاً جذرياً في التسوق الإلكتروني. إذ يُمكن لهذه الأنظمة تصفح المنتجات، ومقارنة الأسعار، وإتمام عمليات الشراء نيابةً عن المستهلكين، ما يُدخل وسيطاً جديداً بين التجار والمشترين.
المحتويات
التسوق بيد الذكاء الاصطناعيمشكلة الثقةكشف الاحتيال التقليديتعاون استراتيجي بين «فيزا» و«أكامي»حجم التحدياتتكيّف التجارنظرة مستقبلية
التسوق بيد الذكاء الاصطناعي
يُشكك هذا التحول في الافتراض السائد منذ زمن طويل بأن الإنسان هو الطرف الآخر في أي معاملة. فبدلاً من تصفح المواقع الإلكترونية يدوياً، يُوكل المستهلكون بشكل متزايد مهامّ مثل إيجاد أفضل العروض أو إتمام عمليات الشراء إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي. وبينما يُوفر هذا الأمر الراحة، فإنه يُثير أيضاً تساؤلات جوهرية حول الثقة والمساءلة ومنع الاحتيال. الذكاء الاصطناعي يبدأ بالتسوق نيابةً عنك.
مشكلة الثقة
تُدخل التجارة الآلية حالة من عدم اليقين لدى كل من المستهلكين والتجار. فبالنسبة للمستهلكين، تُصبح النزاعات مُعقدة – من المسؤول إذا ارتكب نظام الذكاء الاصطناعي خطأً، مثل طلب منتج بلون خاطئ؟ أما بالنسبة للتجار، فيكمن التحدي في التحقق من النية والشرعية.
كشف الاحتيال التقليدي
صُممت الأنظمة في مجال التجارة للتفاعلات التي يقودها البشر، لا للبرمجيات المستقلة التي تعمل نيابةً عن المستخدمين. وهذا يُنشئ حاجة مُلحة لأُطر أمنية جديدة قادرة على التحقق من هوية كلٍّ من الإنسان ووكيل الذكاء الاصطناعي المُشارك في المعاملة.
تعاون استراتيجي بين «فيزا» و«أكامي»
لمواجهة هذه التحديات، تعاونت «فيزا» (Visa) و«أكامي تكنولوجيز» (Akamai Technologies) لدمج بروتوكول الوكيل الموثوق «Trusted Agent Protocol» من «فيزا» مع منصة الذكاء السلوكي من behavioral intelligence platform أكامي.
يهدف هذا التعاون إلى التحقق من هوية وكلاء الذكاء الاصطناعي، وربطهم بالمستهلكين الحقيقيين، وحظر حركة مرور البرامج الضارة قبل وصولها إلى أنظمة التجار الحساسة.
وتُوفر فيزا إشارات تحقق تُشير إلى ما إذا كان الوكيل مُصرحاً له وما هو الإجراء المقصود منه – التصفح أو الدفع – بينما تُعزز أكامي هذه الإشارات باستخدام بيانات سلوكية مُجمعة عبر الإنترنت. ويُساعد هذا النهج ثنائي الطبقات على بناء الثقة مُبكراً في مسار المعاملة، ما يُقلل من الاحتيال ومحاولات انتحال الشخصية.
حجم التحديات
تتزايد حركة التصفح المُدارة بواسطة الذكاء الاصطناعي بمعدل غير مسبوق، إذ كشف تقرير «أكامي» لعام 2025 حول الاحتيال الرقمي وإساءة الاستخدام أن «حركة مرور» برامج الروبوت المدعومة بالذكاء الاصطناعي نمت بأكثر من 300 في المائة خلال العام الماضي، حيث شهد قطاع التجارة وحده أكثر من 25 مليار طلب من هذه البرامج في شهرين فقط. ورغم أن هذا الحجم لا يزال يمثل جزءاً صغيراً من إجمالي حركة مرور الإنترنت، فإن القدرة على أتمتة الهجمات تجعلها مربحة للغاية لمجرمي الإنترنت.
وتؤكد كل من «فيزا» و«أكامي» على أهمية العمل على نطاق عالمي لمواجهة هذه التهديدات بفاعلية. وتعالج «فيزا» المعاملات في ما يقرب من 200 سوق، وتدير «أكامي» حركة المرور عبر الإنترنت، ما يُمكّنها من مواكبة وتيرة الأتمتة.
تكيّف التجار
على الرغم من أن المستهلكين سيستفيدون من تجارب تسوق أكثر سلاسة، فإن العبء الأكبر يقع على عاتق التجار. إذ يجب عليهم تكييف بنيتهم التحتية لاستيعاب التفاعلات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتحديد البيانات التي يمكن للوكلاء الوصول إليها، وكيفية عرض الأسعار والمخزون، وكيفية عمل برامج الولاء والتخصيص عندما يكون الذكاء الاصطناعي – وليس متصفحاً بشرياً – هو المحرك الرئيسي للتفاعل. وهذا يمثل تحدياً كبيراً، إذ إنه تحوّلٌ كبير في استراتيجية التجارة الإلكترونية، يُلزم التجار بإعادة النظر في أنظمتهم للحفاظ على قدرتهم التنافسية وأمانهم.
نظرة مستقبلية
لا تدّعي كلٌّ من «فيزا» و«أكامي» معرفة الشكل الدقيق للتجارة الإلكترونية القائمة على الوكلاء خلال ثلاث سنوات. ومع ذلك، فإنهما تُقدّمان بروتوكول الوكيل الموثوق به كطبقة توافق مصممة لمساعدة البنية التحتية للتجارة على التطور دون التضحية بالتحكم أو الأمان. ومع انتقال وكلاء الذكاء الاصطناعي من مجرد ابتكار إلى ضرورة، قد تُحدّد طبقة الثقة هذه ما إذا كان التجار سيتبنون التجارة الإلكترونية القائمة على الوكلاء أم سيرفضونها تماماً.
وسيعتمد مستقبل التسوق عبر الإنترنت على تحقيق التوازن بين الراحة والأمان، بما يضمن أن تُعزّز الأتمتة ثقة المستهلك بدلاً من تقويضها.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه






