صحيفة ألمانية : اليونان تتحايل على قواعد اللجوء الأوروبية وتدفع بآلاف اللاجئين نحو ألمانيا

في تقرير موسّع لصحيفة “بيلد” الألمانية، طُرحت اتهامات مباشرة لليونان بالتحايل على قواعد اللجوء الأوروبية، رغم التعهدات الأخيرة التي أعلنتها كل من أثينا وروما بالتعاون ضمن اتفاق اللجوء الجديد في الاتحاد الأوروبي. وبحسب التقرير، فإن الواقع بعيد تماماً عن الوعود، إذ تظهر بيانات خاصة لدى الشرطة الاتحادية الألمانية ومكتب الهجرة واللاجئين (BAMF) أن السلطات اليونانية تسمح عملياً بانتقال آلاف المهاجرين الحاصلين على حماية في اليونان إلى ألمانيا، حيث يتقدّمون مجدداً بطلبات لجوء من أجل الحصول على امتيازات أكبر.

وتشير الأرقام إلى أن 24,800 شخص تقدّموا بطلب لجوء أولي في ألمانيا عام 2024 رغم حصولهم مسبقاً على وضع حماية في اليونان. ووفق مصادر أمنية نقلت عنها الصحيفة، فإن السلطات اليونانية “تتغاضى عمداً” عن مغادرة هؤلاء عبر الطائرات والحافلات والقطارات نحو دول أوروبية، وعلى رأسها ألمانيا.

وتُظهر البيانات الخاصة بالفترة الممتدة بين 1 يناير و30 نوفمبر 2025 استمرار ما يسمى بـ”الهجرة الثانوية” من اليونان نحو ألمانيا، إذ سجّل نحو 14,500 طلب لجوء جديد لأشخاص سبق أن مُنحوا حماية في اليونان، بينهم 5000 وصلوا جواً، والبقية عبر طرق برية أو بمساعدة شبكات التهريب. وترى مصادر أمنية أن تراجع الأرقام مقارنة بـ2024 يعود إلى ارتفاع تكاليف التهريب بالتزامن مع تشديد إجراءات الحدود.

وفي الفترة نفسها، بتّ مكتب الهجرة في أكثر من 27,800 طلب لأشخاص دخلوا إلى ألمانيا خلال العامين الماضيين رغم امتلاكهم وضع حماية يوناني، حيث جرى رفض 17,500 طلب باعتبارها “غير مبررة” أو “غير مقبولة”، مقابل قبول نحو 10,300.

وقال مانويل أوستَرمان، نائب رئيس نقابة الشرطة الاتحادية، لصحيفة بيلد إن “نظام شينغن فشل بوضوح، ولا توجد تضامن أوروبي حقيقي في ملف الهجرة”، مؤكداً أن اليونان “لا تعيد عملياً أحداً” ممّن يصلون إلى ألمانيا. وأشاد أوستَرمان بجهود وزير الداخلية ألكسندر دوبرينت، لكنه دعا إلى تشديد كبير في الإجراءات، بتحويل الدعم المالي إلى دعم عيني، واحتجاز نحو 50 ألف مهاجر مُلزَمين بمغادرة البلاد داخل مراكز “أنكور” إلى حين ترحيلهم.

ويشرح التقرير الخلفية التي تسمّيها الصحيفة بـ”خدعة اللجوء”، حيث يحصل المهاجرون بعد قبول طلباتهم في اليونان على وثيقة لجوء تتيح لهم التحرك داخل منطقة شينغن، ostensibly لزيارة أقرباء لفترات قصيرة، لكن كثيرين يستخدمونها للانتقال بشكل دائم إلى ألمانيا، حيث يعيدون تقديم طلب اللجوء للاستفادة من الخدمات الألمانية الأكثر سخاءً.