دواء جديد يقلل مستويات الكوليسترول الضار بنسبة تقارب 60%.
يُعد التعامل مع الكوليسترول الضار تحديًا كبيرًا لكثير من الناس، خاصةً أولئك الذين يعانون من حالات وراثية تُبقي مستوياته مرتفعة حتى مع اتباع نمط حياة صحي وتناول الأدوية الموصوفة، وقد نُشرت مؤخرًا دراسة في مجلة (JAMA) حول دواء تجريبي يُسمى إنليسيتايد، وتشير نتائجها إلى أنه قد يوفر خيارًا واعدًا، ومع ذلك، تبقى النتائج أولية، ويؤكد الباحثون الحاجة إلى المزيد من الدراسات لتأكيد فعاليته على المدى الطويل.
ما الذي يميز هذا الدواء؟
يُصنّف إنليسيتايد ضمن فئة أدوية تُعرف باسم مثبطات (PCSK9)، وهي أدوية تساعد الجسم على التخلص من الكوليسترول الضار بشكل أكثر فعالية، ففي حين يستجيب الكثيرون لتغييرات نمط الحياة وتناول أدوية مثل الستاتين، يظل آخرون يعانون من ارتفاع مستويات من الكوليسترول الضار، مما يجعل هذه الأدوية مهمة.
مثبطات (PCSK9) المعتمدة حاليًا من هيئة الغذاء والدواء الأميركية تُعطى عن طريق الحقن فقط، وهنا يبرز اختلاف إنليسيتايد، فهو يُطوَّر على شكل حبة تؤخذ عن طريق الفم. هذا الاختلاف يشكل عنصرًا مهمًا، إذ يتجنب بعض الناس الحقن، وتُظهر التجارب أن الالتزام بالعلاج يزيد عندما يكون على شكل حبوب يومية، مما يساعد المرضى على المواظبة على تناول العلاج بسهولة أكبر.
اختبار إنليسيتايد لدى المصابين بارتفاع الكوليسترول
شملت الدراسة التي أجريت في جامعة تكساس ساوث ويسترن الطبية 303 أشخاص يعانون من فرط كوليسترول الدم العائلي غير المتماثل، وهي حالة وراثية تسبب ارتفاعًا كبيرًا في مستويات الكوليسترول الضار. كان جميع المشاركين يتناولون الستاتين مسبقًا، لكن مستويات الكوليسترول الضار لديهم بقيت مرتفعة، وقد أُجريت الدراسة في 59 موقعًا ضمن 17 دولة، مما يوفر بيانات واسعة ومتنوعة.
جرى تقسيم المشاركين إلى مجموعتين: 202 شخص تناولوا إنليسيتايد يوميًا لمدة 52 أسبوعًا، بينما تناول 101 من المشاركين دواءً وهميًا، وبعد 24 أسبوعًا، ظهرت فروق لافتة بين المجموعتين؛ إذ شهد أكثر من نصف من تناولوا إنليسيتايد انخفاضًا بمتوسط 58.2% في الكوليسترول الضار، في حين ارتفعت مستويات الكوليسترول الضار قليلًا في مجموعة الدواء الوهمي.
وبحلول الأسبوع 52، استمرت التحسينات، إذ انخفضت مستويات الكوليسترول الضار لدى مجموعة إنليسيتايد بمتوسط 55.3%، بينما ارتفعت بنسبة 8.7% لدى مجموعة الدواء الوهمي. كما تحسنت مؤشرات أخرى مرتبطة بصحة القلب، ومنها:
الكوليسترول غير عالي الكثافة: انخفض بنسبة 52.3% مقابل 2.1% في المجموعة الوهمية.
الأپولَيپوپروتين B (apo B): انخفض بنسبة 48.2%، بينما ارتفع قليلًا في المجموعة الأخرى.
الليبوبروتين a: انخفض بنسبة 24.7%، وهو انخفاض مهم لأن هذا المؤشر يرتبط بعوامل وراثية وغالبًا ما يبقى مرتفعًا حتى لدى الأشخاص الذين يتبعون نمطًا صحيًا.
أشار الباحثون إلى أن تأثير إنليسيتايد كان مشابهًا تقريبًا للتأثيرات التي تحققها مثبطات (PCSK9) القابلة للحقن، مما يعزز أهمية النتائج.
دور مثبطات (PCSK9) في مواجهة الكوليسترول الضار
يعمل بروتين (PCSK9) على تقليل عدد المستقبِلات التي تساعد الجسم في التخلص من الكوليسترول الضار من الدم، وعند تثبيطه، يزداد عدد هذه المستقبِلات، مما يحسن قدرة الجسم على إزالة الكوليسترول الضار. تعمل هذه الآلية بشكل مختلف عن الستاتين، ولهذا فإن الجمع بينهما قد يكون فعالًا بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مستمر في الكوليسترول، وإذا أثبت إنليسيتايد فاعليته في الدراسات القادمة، فقد يقدم نفس فوائد العلاجات القابلة للحقن ولكن بطريقة أكثر سهولة وراحة.
ماذا بعد؟
على الرغم من النتائج الواعدة، يؤكد الباحثون ضرورة إجراء المزيد من الدراسات، فقد ركّزت هذه الدراسة على أشخاص يعانون من حالة وراثية محددة، ومن المهم اختبار الدواء على أشخاص آخرين، ويرجح الخبراء أن الدواء قد يعمل أيضًا لدى الذين لا يعانون من حالات وراثية، ولكن هذا لم يُثبت بعد.
كما يشير الباحثون إلى أن خفض الكوليسترول الضار هو خطوة واحدة فقط، ولا بد من دراسات أطول لمعرفة ما إذا كان الدواء يقلل فعلًا من الإصابة بأمراض القلب على المدى البعيد، ولهذا يشير الباحثون فيها إلى أنه من المبكر جدًا استخلاص استنتاجات نهائية.
نصيحة من موقع صحتك
إذا كنت تعاني من ارتفاع الكوليسترول أو أبلغك طبيبك بأن مستويات الكوليسترول الضار ما تزال مرتفعة رغم العلاج، فتحدث معه حول الخيارات المتاحة. قد توفر العلاجات الجديدة مثل إنليسيتايد خيارات أكثر سهولة في المستقبل، لكن في الوقت الحالي يبقى الالتزام بنمط حياة صحي واتباع الخطة العلاجية الموصوفة أفضل الطرق للحفاظ على صحتك، واحرص دائمًا على استشارة فريق الرعاية الصحية قبل إجراء أي تغيير، وابقَ على اطلاع مع تطور الأبحاث.
آخر تعديل بتاريخ
01 ديسمبر 2025
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه





