Syria News

الأربعاء 24 ديسمبر / كانون الأول 2025

  • الرئيسية
  • عاجل
  • سوريا
  • العالم
  • إقتصاد
  • رياضة
  • تكنولوجيا
  • منوعات
  • صحة
  • حواء
  • سيارات
  • أعلن معنا
جاري تحميل الأخبار العاجلة...

حمل تطبيق “سيريازون” مجاناً الآن

store button
سيريازون

كن على علم بجميع الأخبار من مختلف المصادر في منطقة سيريازون. جميع الأخبار من مكان واحد، بأسرع وقت وأعلى دقة.

تابعنا على

البريد الإلكتروني

[email protected]

تصفح حسب الفئة

الأقسام الرئيسية

  • عاجل
  • سوريا
  • العالم
  • إقتصاد
  • رياضة

أقسام أخرى

  • صحة
  • حواء
  • سيارات
  • منوعات
  • تكنولوجيا

روابط مهمة

  • أعلن معنا
  • الشروط والأحكام
  • سياسة الخصوصية
  • عن سيريازون
  • اتصل بنا

اشترك في النشرة الإخبارية

ليصلك كل جديد وآخر الأخبار مباشرة إلى بريدك الإلكتروني

جميع الحقوق محفوظة لصالح مؤسسة سيريازون الإعلامية © 2025

سياسة الخصوصيةالشروط والأحكام
فيلم “أشياء صغيرة كهذه”.. دراما موجعة عن مغاسل ماغدالين في إ... | سيريازون
logo of الجزيرة الوثائقية
الجزيرة الوثائقية
2 أشهر

فيلم “أشياء صغيرة كهذه”.. دراما موجعة عن مغاسل ماغدالين في إيرلندا بطولة “كيليان مورفي”

الإثنين، 20 أكتوبر 2025
فيلم “أشياء صغيرة كهذه”.. دراما موجعة عن مغاسل ماغدالين في إيرلندا بطولة “كيليان مورفي”

يبدأ فيلم “Small Things Like These” (أشياء صغيرة كهذه) لمخرجه البلجيكي “تيم ميلانتس” وينتهي في أجواء رمادية باردة، حيث يعكس الطقس الكئيب الفكرة القاتمة التي تخيّم على بلدة نيو روس الإيرلندية الهادئة خلال الأسابيع الأخيرة التي تسبق عيد الميلاد في تسعينيات القرن الماضي.يعمل بيل فيرلونغ (كيليان مورفي) بائعًا للفحم في بلدة صغيرة، مهنة بالكاد تكفي لإعالة زوجته إيلين (إيلين والش) وبناته الخمس اللواتي تتكفل الكنيسة بتعليمهن، فيما تشكل تكاليف زواجهن القادم همًا آخر يثقل كاهله. ورغم ضيق الحال، يعيشون حياة أسرية دافئة يسودها الهدوء والرضا البسيط، لكن هذا التوازن الهش ينهار في صباح عابروقد عُرض الفيلم لأول مرة في مهرجان برلين السينمائي الدولي يوم 15 فبراير/شباط 2024، وهو مقتبس عن رواية تحمل الاسم نفسه للكاتبة الإيرلندية كلير كيغان.عندما يصبح الدير سجنًا للعاريكتشف تاجر الفحم بيل فورلونج (أدّاه الممثل كيليان مورفي) القسوة التي تتعرض لها الفتيات في أحد الأديرة المحلية.ففي صباحٍ باكر، بينما يفرغ أكياس الفحم من شاحنته الصغيرة ليضعها في المستودع، تلتقط عيناه مشهدًا صادمًا: أُمّ تجرّ ابنتها عنوة نحو بوابة الدير المجاور.صورة تجمع كارلو شاتريان، المدير الفني لمهرجان برلين السينمائي (يمين) ومارييت ريسنبيك، المديرة التنفيذية للمهرجان (يسار) مع أعضاء فريق عمل فيلم “أشياء صغيرة كهذه”، الممثل والمنتج الأيرلندي كيليان مورفي (الصف الثاني، 5 يسار)، والممثلة الإنجليزية إميلي واتسون (يمين)، والمنتج والممثل الأمريكي مات ديمون (الثاني، يسار)، والمخرج البلجيكي تيم ميلانتس (الخامس، يمين) على السجادة الحمراء قبل حفل الافتتاح والعرض الأول للفيلم خلال الدورة الرابعة والسبعين من مهرجان برلين السينمائي، فبراير 2024/شباطعندها يدرك أن المكان الذي يُفترض أن يكون ملاذًا للسكينة والعبادة، ما هو إلا فضاءٌ مظلم يُعرف باسم مغاسل المجدلية، حيث تُودَع الفتيات اللواتي “حبلن” بطريقة غير شرعية لقضاء أشهر الحمل بعيدًا عن الأنظار، في محاولة “لغسل العار” من خلال الاحتجاز والعمل القسري وسط جوّ من القهر والعبودية.ذاكرة الجرح الأول.. الطفل الذي نجا من العارتكون هذه الحادثة الشرارة التي توقظ في بيل ألمًا قديمًا من طفولته؛ فقد نشأ في كنف أمٍّ عازبة، وكان هو نفسه ثمرة علاقة غير شرعية.لكن والدته كانت محظوظة بما يكفي لتفلت من المصير ذاته، إذ لم تُودع في أحد تلك الأديرة.يؤدي كيليان مورفي دور عامل الفحم الكئيب الذي يعيش حياة بسيطة مع عائلته، بعد أن وُلد لامرأة غير متزوجة، ليحمل وصمة العار التي تلاحقه منذ طفولته. ذات صباح شتوي قارس، يكتشف فتاة محتجزة في أحد الأديرة التابعة لمغسلة تديرها الراهبات. ومن تلك اللحظة، يتحول الفيلم إلى تأمل عميق في معنى الرحمة والضمير، وماذا يعني أن يكون الإنسان صالحا في زمنٍ يبرر فيه الجميع الشر بالصمتتُظهر مشاهد الفلاش باك أن ذاكرته لا تحتفظ بالكثير من الصور الواضحة، بل بإيماءاتٍ صامتة وإشاراتٍ مبهمة تحمل أثر جرحٍ لم يندمل.ورغم أن الفيلم يتلاعب على السطح ببنية الغموض، فإن المشاهد يستطيع أن يلمس بوضوح أثر تلك الندبة النفسية على شخصية بيل.الفتاة الأسيرة.. عتمة الدير وسراديب الخوفيتكرّر لقاء بيل بالفتاة التي أُدخلت عنوة إلى الدير أكثر من مرة. في المرة الأولى، تقوده خطواته إلى سراديب ذلك العالم السريّ الموحش، حيث يلمحها وسط العتمة. تتوسّل إليه الفتاة بأن يُخرجها من ذلك المكان الذي يشبه السجن، أن يأخذها إلى النهر أو إلى أي مكان آخر بعيد عن قبضتهنّ.تنهار حياة العامل البسيط، حين يرى فتاة شابة تُسحب بالقوة إلى أحد المباني المجاورة للدير المحلي. كان واضحا له أنها حامل وغير متزوجة – تماما كما كانت أمه ذات يوم – وأن عائلتها، مدفوعة بالخزي والعار، جاءت بها إلى الراهبات لتُطهر من خطيئتهاجسدها يرتعش وأفكارها مشوشة، فيما تبرق عيناها بذعرٍ صامت يختصر كل العذاب. لكن خطوات إحدى الراهبات المهرولة تقطع هذا الاتصال القصير. يُطلب من بيل بصفاقة أن يغادر المكان، وتقول له الراهبة ببرود:“لا نسمح للناس بالدخول والخروج وقتما يشاؤون.”عند تلك العتبة يتضح أن ما يجري في الداخل خط أحمر لا يمكن المساس به، وأن حياة الفتيات في الدير سرٌّ يُعامل كما لو كان من أسرار الربّ. لم تكن القسوة في الكلمات، بل في الباب الذي يُصفق بعنف، وفي الحركات الميكانيكية للراهبات، وفي نظراتهنّ الجامدة التي تشي بسلطةٍ لا ترحم.تتشابك أحداث الفيلم مع مأساة “مغاسل ماغدالين”، تلك الدور التي كانت تديرها الكنيسة الكاثوليكية في إيرلندا للأمهات غير المتزوجات، حيث كانت تُودع فيها الفتيات والنساء الشابات بعد أن يتبرأ منهن أهلهن خزيًا، لتُسلم مصائرهن إلى ما يسمى بـ”رعاية” الراهبات. وقد كُشف في تسعينيات القرن الماضي عن امتلائها بالوحشية والقهر، إذ كانت النساء يُجبرن على العمل القسري باسم التطهير والرحمةيستعيد المشهد هنا إرثًا سينمائيًا معروفًا في الأفلام التي تناولت فضائح مغاسل المجدلية، مثل فيلم The Magdalene Sisters (2002)، لكنه في هذا العمل أكثر كتمانًا وأقل مباشرة، إذ يعتمد المخرج على الإيحاء لا المواجهة، وعلى ثقل الصمت بدل فضيحة القول.اشترك فيالنشرة البريديةاشترك في النشرة البريدية وتابع أحدث أفلامنا الوثائقيةبين دفء البيت وصقيع الضميريعود تاجر الفحم إلى بيته كما يفعل كل ليلة بعد عناء النهار، لكن هذه المرة محمّلًا بما رآه.يدخل مسكنه الصغير المتواضع، ومعه نلج فضاءً منزليًا دافئًا، تملؤه الضحكات وضوضاء البنات ودفء الحياة اليومية. وفي خضمّ هذا الجوّ العائلي الحميم، يتّجه بيل بثقلٍ نحو المغسلة، في طقسٍ صار جزءًا من روتينه اليومي.يرى “بيل” صورة أمه في وجه إحدى الفتيات المحتجزات، فيندفع لإنقاذها مدفوعا بذكريات ماضيه، بينما تتوسل إليه زوجته أن يبتعد خشية غضب الكنيسة. لكن السرد يظل حبيس منظور بيل وحده، إذ يجعل الفيلم من معاناته الشخصية محوا للبطولة، فيما تُختزل الشخصيات النسائية إلى عناصر معيقة، رغم أن القصة في جوهرها تدور حول مأساة النساء أنفسهنيغسل يديه من أثر الفحم، فيما يركّز المخرج على حركة الفرك الطويلة للصابون فوق الجلد المتسخ، في لقطةٍ بصرية كثيفة بالرمز والمعنى.إنها يدان تعملان لتؤمِّن لقمة العيش، لكنّهما أيضًا تحملان خطيئة الصمت. كأنّ فركهما لا يُزيل سواد الفحم، بل يُخفي أثر الذنب.يصبح هذا المشهد استعارة قوية لضميرٍ يريد أن يتطهّر من رؤيةٍ أليمة لكنه لا يجرؤ على الكلام، إذ إن مجرّد إفشاء السرّ الذي تتكتّم عليه الكنيسة قد يعني له النبذ والتشرّد، وربما حرمان بناته من التعليم في مجتمعٍ تتحكم فيه المؤسسة الدينية بكل مفاصل الحياة.في تلك الأديرة كانت الفتيات يلدن أطفالهن ثم يُنتزعون منهن قسرًا، ويُجبرن على العمل بلا أجر في ظروف قاسية ماتت بسببها كثيرات. كانت الجرائم التي ارتكبت هناك فادحة إلى حد دفع الحكومة الإيرلندية لاحقًا إلى الاعتذار رسميًا، وإنشاء “المركز الوطني للبحث والتذكر” في موقع آخر مغسلة أُغلقت في البلاد، تكريمًا للضحايا واستعادةً للذاكرة“إن أصابع الراهبات موجودة في كل فطيرة في المدينة”،تحذّره صاحبة الحانة بهذه العبارة الساخرة التي تلخّص طبيعة السلطة الأخلاقية الكاسحة للكنيسة الكاثوليكية في تلك الفترة، وتجعل من الصراع بين الضمير والمصلحة محور الفيلم كله.تواطؤ الجميع مع الجريمةلا يتطرّق الفيلم مباشرةً إلى الفظائع التي ارتُكبت في مغاسل المجدلية — تلك التي ظلّت لعقودٍ من أسرار الكنيسة الكاثوليكية في أيرلندا — بل يلمّح إليها من بعيد.تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من ثلاثين ألف فتاة احتُجزن في تلك الأديرة تحت ذريعة “التوبة”، وأُجبرن على أداء أعمال قسرية شاقة امتدت لسنوات، فيما لقيت بعضهن حتفهن أو اختفين بلا أثر.مع ذلك، لا يسعى المخرج تيم ميلانتس إلى تقديم وثيقة إدانة تاريخية، بل يذهب أعمق من ذلك، متأملًا الذنب الجمعي وارتباك الضمير الإنساني أمام الظلم. فهو لا يسأل فقط عمن ارتكب الجريمة، بل عمن صمت عنها أيضًا.كيف يتصرّف الإنسان حين يجد نفسه شاهدًا على الجور؟ هل يختار الصمت اتقاءً لغضب المجتمع، كما تفعل الزوجة التي تمثل صوت التواطؤ قائلة:

“دعنا لا نتعدى حدود الناس”أم يبرر انسحابه كما تفعل صاحبة الحانة التي تختبئ خلف حكمةٍ براغماتية تقول فيها:“الابتعاد عن المشاكل لا يعني الضعف، بل القدرة على العيش بسلام”؟

Loading ads...

بهذه المفارقات يصنع الفيلم توتره الداخلي، في مواجهةٍ بين الأخلاق الفردية والسلطة الجمعية.وتبلغ القراءة الفلسفية هنا مستوى عميقًا، إذ يلامس ميلانتس الحدود بين الموقف الأخلاقي الكانطي القائم على الواجب، والروح الموضوعية الهيغلية التي تبرّر الخضوع للنظام الاجتماعي.ومن خلال هذا الصراع، ينسج الفيلم شبكة من التناقضات الداخلية، والعُقد النفسية، وجروح الماضي التي لا تشفى.ضباب إيرلندا.. وقيادة في العتمةخلف زجاج شاحنته الصفراء الصغيرة، يخوض “بيل فيرلونغ “صراعًا صامتًا بين ضميره ومخاوفه. يقود في الضباب ويمشي في الضباب، حاملاً أكياس الفحم كمن يحمل أثقال العالم فوق كتفيه.الفيلم يختار سردا هادئا عن رجل عادي، لا يملك سلطة ولا نفوذا، لكنه يمتلك ضميرا لا يقبل التسوية. وهكذا يصبح الفيلم – ببساطته وكثافته – تأملا في معنى البطولة الأخلاقية، وفي ثمن الشجاعة حين تتجلى في أكثر صورها تواضعايُطيل الفيلم لحظات الصمت وكبح الانفعال حتى حافة الاختناق، وكأن المخرج يختبر حدود الاحتمال الإنساني أمام وطأة الذنب. تقترب الكاميرا من وجه بيل، تتعقّب حركاته البطيئة وتفكّك سكونه، لتقرأ ما لا يُقال: وجعًا يطفو من تحت الجلد، وتردّدًا يغلّفه سؤال وجودي ثقيل.هنا تصبح الإيماءة والنظرة لغة السرد الحقيقية؛ الصورة تتكلم بدل الكلمات، والسكوت يتحوّل إلى حوارٍ مع النفس. وفي هذا الفضاء الرمادي تبلغ أداءات سيليان مورفي ذروتها، إذ يجسّد الرجل المنكسر الذي يواجه قسوة العالم وعجز الغفران، في تماهٍ نادرٍ بين الجسد والمعنى.الكاميرا التي تصغي.. ضوءٌ يتلمّس وجوه الصمتتُوسّع الكاميرا هذا الإحساس بالاختناق طوال زمن الفيلم، فتتحول الصورة إلى مساحة للتأمل أكثر منها للسرد. يمنح المخرج للضوء والظلّ أدوارًا رمزية متقنة؛ فالضوء لا يكشف تمامًا، والظلمة لا تخفي كل شيء.تتحرّك الكاميرا في المنازل والطرقات كما لو أنها تتنصّت على الأرواح لا على الأصوات، تقتبس من وجوه الشخصيات ضوءًا خافتًا يكفي لقراءة الوجع.أثناء تسليم الفحم إلى مغسلة الكنيسة – التي يتجنبها الجميع كما لو كانت قلعة دراكولا – يدخل بيل إلى الداخل ليرى بنفسه الفتيات الخائفات العاملات هناك، وكأنهنّ فلاحات مستعبدات. في وجوههنّ يرى ملامح أمه الفقيرة التي كانت ستلقى المصير نفسه لولا أن سيدة ثرية أنقذتها قديماوفي هذا الجو البصري الملبّد بالضباب، تُطل المدينة بأزقتها المبتلّة ونوافذها الشاحبة التي لا تطلّ إلا على داخل بيل المكدود.ثم، في حركة أبطأ، تُقرّب الكاميرا وجهه حتى تلامس عبء ذاكرته وصدمة وعيه، بينما تسلّط الضوء على البرود المتعمد للأشياء حوله: التلفزيون، الغلاية، طنجرة العشاء، المائدة التي تجلس إليها بناته المهذّبات.كل شيء يبدو مُرتّبًا ومنضبطًا كأنّه يعيش تحت رقابة الكنيسة نفسها، في مشهدٍ يتجلّى فيه تأثير المؤسسة الدينية على تفاصيل الحياة اليومية، حتى داخل البيوت.أسلوب ميلانتس هنا يُذكّر بالسينما الأوروبية الكلاسيكية التي تمزج بين الواقعية المظلمة والتصوير التأملي، حيث تُصبح الكاميرا عينًا متأملة أكثر منها راصدة، تُصغي بدل أن تتكلم، وتراقب بدل أن تحكم. اللغة التي تُقال بالصمتالاقتصاد في الحوار عنصر أساسي في بنية الفيلم. فالمعاني لا تُقال، بل تُستنتج من النظرات والإيماءات، مما يجعل كل كلمة تُقال تبدو أثقل وزنًا.بنى المخرج إيقاعه السردي على الصمت البطيء والانكشاف المتدرّج، تاركًا للمشاهد فسحةَ التأويل.وقد كان من السهل أن يقع الفيلم في فخ الميلودراما، نظرًا لطبيعة موضوعه الأخلاقي الحاد، لكنه حافظ على حسّ فني متماسك ظلّ وفيًّا لروح النصّ الأدبي لكلير كيغان، التي عُرفت بدقّتها ولغتها المقتصدة.وجوه الممثلين.. همس الصورة وبلاغة السكونإلى جانب الأداء اللافت ل “سيليان مورفي”، يقدّم طاقم الممثلين أداءً متوازنًا ومتقشّفًا يتناسب مع أجواء الفيلم الكئيبة.يتحدثون بصوتٍ خافت، وتبدو وجوههم كما لو كانت جدرانًا تُخفي ما لا يُقال.أقوى مشاهد الفيلم دراميًا هو لقاء بيل مع الأخت ماري (إميلي واتسون)، الراهبة المسؤولة عن الدير، التي تجلسه أمام نارٍ مشتعلة وتقدّم له كوب شاي وبطاقة عيد ميلاد تخفي بداخلها رزمة نقود. وحين تقول بابتسامة باردة: “أظن أن هذا ينهي الموضوع”، ندرك عمق التواطؤ بين الكنيسة والمجتمع، وكيف تُشترى الأخلاق بالمال والصمتتُبرع الممثلة البريطانية إميلي واتسون في تجسيد شخصية الراهبة “ماري”، بحضورٍ صلب يخفي وراءه هشاشةً نفسيةً وتناقضًا أخلاقيًا واضحًا.تتحوّل ملامحها إلى تجسيدٍ لهيمنة المؤسسة على الفرد، ولذلك الصراع الأبدي بين الإيمان والخطيئة، الطاعة والرحمة.حين ينتفض الضمير.. لحظة الخلاص الأخيرةفجأة، وتحت وطأة صمتٍ ثقيل لا يُسمع فيه سوى أنفاس بيل عند الحلاّق وهو يتهيأ لقصّ شعر زبونٍ جديد، ينتفض الرجل الشارد بوخزةٍ من ضميره، فيسحب المِئزر عن عنقه كمن يخلع خوفه القديم.تقول الروائية كلير كيغان، صاحبة الرواية التي اقتبس عنها الفيلم، إن ترقبها لمشاهدته لم يكن بدافع الفضول الفني فقط، بل بسبب تجربة شخصية مؤلمة، إذ أُرسلت في سن 15 إلى دارٍ للأمهات العازبات تديرها الكنيسة الكاثوليكية في بلدة Coleshill، ضمن منظومة “التطهير الأخلاقي” التي خضعت لها آلاف الفتيات في بريطانيا وإيرلندا. لذلك كانت مشاهدة الفيلم بالنسبة لها مواجهة مع الذات والماضي، وسؤالًا مؤرقًا: كم من نفسي سأراها على الشاشة؟ وهل سيُفتح الجرح من جديد؟وبخطواتٍ واسعة في ليلٍ موحشٍ لا تكاد تضيئه مصابيح الشوارع الخافتة، يذرع المسافة نحو مرقد الفتاة المنهكة وسط أكياس الفحم.يحملها بين ذراعيه عبر الطريق المبتلّ على ضفاف النهر، نحو بيته الصغير المضيء وسط بلدةٍ غارقة في الصمت. لكن هذا الفعل البسيط، الذي يبدو وكأنه خلاص شخصي، يهدد في العمق بنية السكون الجماعي ويقوّض النظام الأخلاقي الذي يحكم البلدة.في نهاية الفيلم، تظهر كتابة تُهدي العمل إلى أكثر من 56 ألف فتاة أُرسلن إلى هذه المؤسسات بين عامي 1922 و1998، تحت ذريعة “التكفير والإصلاح”يتركنا الفيلم على حافة الرجفة نفسها، بلا إجابة، كأنه يقول إن الخلاص الفردي لا يتحقق إلا بثمنٍ جماعي، وإن الضمير حين ينتفض لا يحرّر صاحبه فقط، بل يهزّ العالم من حوله. وفي الختام، يهمس السؤال في وجداننا:هل يكفي أن نرى المأساة ولا نتكلم؟ أم أن الصمت ذاته خطيئة أخرى؟

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


اقرأ أيضاً


قرار بحظر مشروبات الطاقة لمن يقل عن 18 عامًا في الكويت

قرار بحظر مشروبات الطاقة لمن يقل عن 18 عامًا في الكويت

سي إن بالعربية

منذ 4 دقائق

0
إلى أين وصلت التحقيقات في أسباب تحطم طائرة رئيس أركان الجيش الليبي ومقتله؟

إلى أين وصلت التحقيقات في أسباب تحطم طائرة رئيس أركان الجيش الليبي ومقتله؟

فرانس 24

منذ 5 دقائق

0
تركيا تعلن الشروع في تحليل بيانات الصندوق الأسود الخاص بطائرة رئيس أركان الجيش الليبي المنكوبة

تركيا تعلن الشروع في تحليل بيانات الصندوق الأسود الخاص بطائرة رئيس أركان الجيش الليبي المنكوبة

فرانس 24

منذ 5 دقائق

0
كأس أمم أفريقيا: بوركينا فاسو تخطف الفوز من غينيا الاستوائية في سيناريو "هيتشكوكي"

كأس أمم أفريقيا: بوركينا فاسو تخطف الفوز من غينيا الاستوائية في سيناريو "هيتشكوكي"

فرانس 24

منذ 5 دقائق

0