حصار على الفقراء.. لماذا يمنع "الحوثي" المبادرات التطوعية في صنعاء؟

مع تصاعد المخاطر الإنسانية في اليمن، بفعل تدهور الأوضاع الاقتصادية وانعدام الأمن الغذائي، تواصل جماعة “الحوثي” فرض قيود مشددة على المبادرات التطوعية في العاصمة “المختطفة” صنعاء.
هذه المبادرات، التي كانت متنفساً رئيسياً لمئات الأسر الفقيرة، أصبحت اليوم تواجه سلسلة من العراقيل الرسمية والإدارية، ما يزيد من معاناة السكان، ويهدد حياة آلاف اليمنيين في فصل الشتاء القارس.
قيود على المبادرات
تعمل المبادرات التطوعية على تقديم مساعدات أساسية، تشمل بطانيات وملابس وأغذية، إضافة إلى مبالغ نقدية رمزية لدعم الأسر المحتاجة.
يأتي اليوم العالمي للطفل، الذي يحتفى به في العشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، ليذكّر الناس بمأساة الأطفال في اليمن، الذين يعيشون واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
ومع ذلك، أصبح الحصول على إذن لتوزيع هذه المساعدات صعباً للغاية، إذ تفرض جماعة “الحوثي” شروطاً معقدة، تشمل تقديم تقارير مفصلة واتباع إجراءات رسمية صارمة.
كما تضطر المبادرات إلى تسليم جميع المساعدات وكشوف المستفيدين، إلى هيئات رسمية تابعة للجماعة “الحوثية، بحجة أن هذه الجهات هي الوحيدة المخولة بالتوزيع.
ويحرم هذا النهج “الحوثي”، عشرات الأسر من الوصول المباشر للمساعدات، ويجعل العمل التطوعي عبئاً مالياً وإدارياً على الشباب المتطوع.
احتكار الدعم وتوظيفه للسيطرة
تحولت سياسات جماعة “الحوثي” تجاه المبادرات التطوعية، إلى أداة لاحتكار الدعم والسيطرة على السكان، ما يفرض على الفقراء الاعتماد على القنوات الرسمية فقط ويعزز سلطة الجماعة، ويمنع أي استقلالية للمجتمع المدني.
إضافة لذلك، تستغل جماعة “الحوثي” حالة الفقر بين السكان، لتوجيه الشباب نحو المشاركة في الأنشطة التعبوية للجماعة، بما يضمن ولاءهم السياسي، ويعزز احتكار الجماعة لنفوذها على المستوى المحلي.
أزمة إنسانية متفاقمة
تأتي هذه الإجراءات في وقت تتفاقم فيه أزمة الأمن الغذائي في اليمن، حيث تشير تقديرات المنظمات الدولية إلى أن أكثر من 16 مليون شخص، سيحتاجون إلى مساعدات غذائية عاجلة خلال الأشهر المقبلة، بما يعادل نحو 40 في المئة من السكان.
مع تصاعد المخاطر الإنسانية في اليمن، بفعل تدهور الأوضاع الاقتصادية وانعدام الأمن الغذائي، تواصل جماعة “الحوثي” فرض قيود مشددة على المبادرات التطوعية في العاصمة “المختطفة” صنعاء.
ويٌعد الأطفال أكثر عرضة لخطر سوء التغذية الحاد، في ظل توقف مراكز التغذية ونفاد الإمدادات الحيوية، ما يهدد حياة مئات الآلاف منهم.
وكانت المبادرات التطوعية في صنعاء وعموم مناطق سيطرة جماعة “الحوثي”، تشكل الملاذ الأخير للأسر الفقيرة، لكن القيود الحالية على عملها زادت من حجم المعاناة، وجعلت البقاء على قيد الحياة أكثر صعوبة، في ظل غياب أي برامج دعم فعالة.
ومنذ أكثر من عشر سنوات، تواصل جماعة “الحوثي” خنق اليمنيين بلا رحمة، متحكمة في حياة الأسر الفقيرة، ومعيقة أي جهود إنسانية للتخفيف من معاناتهم.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
اقرأ أيضاً

حقل نفط أفريقي يواجه مشكلات فنية تؤجل الإنتاج - الطاقة
منذ ثانية واحدة

كيا سيراتو سيدان سعرها 700 ألف جنيه
منذ ثانية واحدة



