Syria News
جاري تحميل الأخبار العاجلة...

بعد حظر الهواتف.. كيف تغير الوضع في مدارس فنلندا؟

الجمعة، 12 سبتمبر 2025
بعد حظر الهواتف.. كيف تغير الوضع في مدارس فنلندا؟

يتجمع تلاميذ في ردهة مدرسة فنلندية ويتجاذبون أطراف الحديث بصوت عال خلال فترة الاستراحة بين الحصص الدراسية، بعدما منعت الإدارة منذ بداية العام الدراسي في أغسطس/ آب استخدام الهواتف المحمولة.

وفي مدرسة "كونغسفاغنز" -التي تستقبل تلاميذ تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عامًا، وتقع في سيبو شمال شرق هلسنكي- جمع المعلّمون هواتف التلاميذ صباحًا وأطفؤوها حتى نهاية اليوم الدراسي.

وتؤكد مديرة المدرسة ماريا تولبرغ أنّ التحوّل نحو مدرسة من دون هواتف "فاق التوقعات"، مضيفةً: "قال الكثيرون إنهم لم يدركوا مدى إدمانهم على هواتفهم".

وخلال زيارة للمدرسة، تقول تولبرغ: "بالطبع، تذمر التلاميذ قليلًا في البداية، لأنهم لا يستطيعون استخدام الهواتف خلال فترات الاستراحة، لكنهم أيضًا يفهمون السبب وراء هذا القرار".

ودخل قانون حظر الهواتف خلال الدراسة حيز التنفيذ في الأول من أغسطس في مختلف أنحاء فنلندا، التي لطالما اشتهرت بجودة قطاعها التعليمي.

وفي السابق، كانت الهيئة الوطنية للتعليم توصي المدارس بتقييد استخدام الهواتف المحمولة في الصفوف الدراسية. واختارت بلديات عدة تمديد هذا الحظر ليشمل فترات الاستراحة بين الحصص.

تأتي هذه الخطوة في وقت تعرب دول كثيرة عن قلقها بشأن تأثير استخدام الهواتف الذكية على الصحة النفسية للتلاميذ وعملية تعلّمهم. وقد فرضت كلّ من كوريا الجنوبية، وإيطاليا، وفرنسا قيودًا مشابهة لتلك التي اعتمدتها فنلندا.

وتؤكّد الأستاذة في مادة الكيمياء في مدرسة "كونغسفاغنز" أنيكا رايليلا أنّ الصفوف أصبحت أكثر هدوءًا، والتلاميذ أقل تشتتًا بعد تطبيق هذا الإجراء.

وتضيف: "في السابق، كنا نضطر إلى تذكيرهم في كل حصة تقريبًا بضرورة إبقاء هواتفهم في حقائبهم وعدم استخدامها أثناء الدرس"، مشيرةً إلى أنّ التلاميذ باتوا يتواصلون اجتماعيًا بشكل أكبر خلال فترات الاستراحة.

وتتابع: "أصبح بإمكاننا أخيرًا رؤية عيونهم ووجوههم، وهو أمر ألطف بكثير من إلقاء التحية على شخص ينظر إلى شاشة هاتفه".

ويقول كي ليندفورس (15 عامًا) إن البيئة المدرسية أصبحت "مختلفة تمامًا"، مضيفًا: "أتحدث أكثر مع الآخرين، وثمة صالة في المدرسة تحتوي على ألعاب لوحية، وهذا أمر مذهل".

بينما تجد زميلته لوتا كناباس أن الضجيج في المدرسة أصبح أكبر. وتقول: "أتفهم أن الهواتف لا يمكننا استخدامها في الحصص، لكنني أجد من السخافة بعض الشيء مصادرتها طوال اليوم".

أما أوسكار إنغمان (14 عامًا)، فيشير إلى أنّ بعض التلاميذ يشعرون أكثر بالوحدة، موضحًا: "أرى عددًا إضافيًا من الأشخاص الذين يصبحون اجتماعيين ويتحدثون أكثر. لكنني أرى أيضًا أشخاصًا يجلسون بمفردهم في الممرات".

وتؤكد المديرة أن المدرسة تعتزم تنظيم أنشطة لضمان انشغال الأطفال وعدم تركهم بلا نشاط، مشيرةً إلى أن التنمر الإلكتروني في المدرسة قد انخفض.

وتضيف "كان التلاميذ يلتقطون صورًا ويصورون مقاطع فيديو خلال الحصص، وغالبًا أثناء فترات الاستراحة، واضطررنا مرارًا إلى إجراء تحقيقات عندما كانت فيديوهات تنتشر بشكل كبير".

ويؤكد وزير التعليم الفنلندي أندرس أدليركروتز أن القانون أُقرّ بعد تراجع الأداء الأكاديمي للتلاميذ وأن المقاربة الفنلندية "تتمثل في التفكير في كيفية توفير مساحة أكبر للتعلم والتدريس".

وأظهرت النتائج الأخيرة لدراسات "بي آي إس إيه" -التي تجريها منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية للعام 2022- أن مستوى مهارات التلاميذ الفنلنديين البالغين 15 عامًا قد تراجع في مجالات الرياضيات، وفهم المقروء، والعلوم.

ومع ذلك، لا تزال فنلندا تحتل مرتبة أعلى من متوسط منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في كل المواد. ويقول أدليركروتز: "من المهم أن يحصل الأطفال على كتب ورقية، لكنهم بحاجة أيضًا إلى امتلاك مهارات رقمية".

Loading ads...

ويتابع: "مع ذلك، في عالم يتحرك بسرعة كبيرة، ربما يكون دور المدارس أيضًا هو تعليم البطء، وأن تكون مكانًا يُجبر فيه المرء على قراءة نصوص أطول، والتركيز على شيء واحد، والعمل بجد لتحقيق هدف بعيد المدى".

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه