في وقت يجد فيه بعض خريجي جيل زد أنفسهم خارج سوق العمل، يعيش كثيرون شعور الضياع المهني وعدم اليقين بشأن موعد انطلاقة مسيرتهم. هذا الإحساس ليس غريبًا على ديفيد بازوكي، الرئيس التنفيذي لشركة روبلوكس.
فعلى الرغم من أنه يدير اليوم منصة ألعاب بقيمة 60 مليار دولار، وتبلغ ثروته الصافية قرابة 5 مليارات دولار، إلا أن طموحاته المهنية بعد تخرجه من جامعة ستانفورد عام 1985 لم تكن واضحة على الإطلاق.
وعلى غرار الكثير من الطموحين اليوم، كان من السهل عليه الاعتماد على نصائح الأساتذة والمرشدين والأصدقاء لمعرفة كيفية بدء مسيرته المهنية.
بينما يحذر بازوكي من أن الإفراط في تقدير آراء الآخرين قد يتركك في وضع أسوأ. فحين ينظر إلى الوراء، يقول إن أفضل نصيحة تلقاها كانت التوقف عن المبالغة في الاستماع لما يقوله الآخرون.
كما يستعيد بازوكي حديثه لطلاب جامعته الأم قائلًا: “جزء كبير من تطوري كان محاولة تجاهل النصائح التي قدمت لي مع مرور الوقت”
وأضاف: «عندما تمر بمرحلة صعبة، استمع فقط لمن يقول لك: ثق بحدسك».
مسار نجاح الرئيس التنفيذي لـ«روبلوكس»
على الرغم من سمعة ستانفورد كمنصة لإطلاق شركات بمليارات الدولارات، اصطدم بازوكي بجدار بعد التخرج. حيث لم تتحقق وظيفة أحلامه.
واتسم سجله المهني محدودًا: إحدى خبراته القليلة تمثلت في تنظيف النوافذ مع شقيقه خلال أحد فصول الصيف.
وفي السياق ذاته، قال بازوكي أمام طلاب كلية الأعمال في ستانفورد “أتذكر تلك الفترة القاسية بعد التخرج، وأنا أحاول معرفة ما الذي سأفعله في حياتي”
بدلًا من الوثوق بحدسه، لجأ إلى أسلوب تحليلي مفرط قائلا “أعددت جدولًا يضم تسع مسارات مهنية محتملة، ومعها مؤشرات ومقاييس: هذا المسار جيد من هذه الزاوية، لكنه أقل جودة من زاوية أخرى”
كما علق ضاحكًا “كانت طريقة غريبة جدًا لمحاولة تحديد مساري المهني”
كذلك، أدرك بازوكي في تلك المرحلة لأول مرة أهمية الاعتماد على الغريزة الشخصية.
خيبات متتالية.. ثم إعادة ضبط
بعد حصوله على وظيفة مدفوعة الأجر بعد التخرج، أمضى بازوكي عامين أو ثلاثة في ما يصفه اليوم بـ«أسوأ وظائف في العالم»، واجه خلالها «خيبات أمل كبيرة».
لذا، قرر التوقف وإعادة التفكير، والاستماع إلى حدسه وكانت النتيجة فارقة.
كذلك، شق طريقه الخاص وأسس شركة Knowledge Revolution المتخصصة في البرمجيات التعليمية. والتي بيعت عام 1998 مقابل 20 مليون دولار.
وبعد إتمام الصفقة، توقع أن تتلقفه الشركات الكبرى لمنصب تنفيذي. لكن ذلك لم يحدث. وجد نفسه مرة أخرى تائهًا، مضطرًا لصناعة طريقه بنفسه.
وفي السياق ذاته، قال في تصريح سابق لمجلة Fortune هذا العام. “مرة بعد مرة، عليك أن تشارك بنفسك في صناعة واقعك”
ولكن بعد سنوات قليلة، بدأ العمل على مشروعه الجديد الذي تحول لاحقًا إلى روبلوكس — المنصة العالمية للألعاب التي تضم اليوم أكثر من 150 مليون مستخدم نشط يوميًا.
ثق في نفسك.. النصيحة الأهم والأشهر للنجاح
في عصر تهيمن عليه البيانات واتخاذ القرارات القائمة على التحليل، قد يبدو الاعتماد على الحدس فكرة غير منطقية.
ومع ذلك، لا يزال كثير من القادة التنفيذيين يستندون إلى غرائزهم في اتخاذ قرارات مصيرية.
كذلك، قال ريان روسلانسكي، الرئيس التنفيذي لشركة LinkedIn، عند سؤاله عن نصيحة مهنية “عليك أن توازن بين آراء الكثيرين، لكن في نهاية المطاف يجب أن تمتلك قناعة داخلية وتتخذ قراراتك بنفسك”
وأضاف “يجب أن تعرف ما هو الصواب، وأن تهتم به، وأن تكون شغوفًا به. وإذا قررت أن تضع نفسك في الواجهة، فليكن ذلك لأنك تريد فعلًا… لا لأن أحدًا آخر أخبرك بذلك”
بينما شدد ينس غريدي، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Skims، على أهمية الثقة بالحدس
كذلك أضاف في بودكاست Aspire الذي تقدمه زوجته إيما “يمكنك تغذية حدسك بأن تكون شخصًا فضوليًا. حدسك هو في الحقيقة ذاكرتك الجماعية، حصيلة تجاربك وتعلمك. كل كتاب تقرؤه، وكل مقال تطلع عليه، وكل محادثة، وكل قرار صائب أو خاطئ اتخذته — كل ذلك يصنع حدسك”
يذكر أن المرونة، الحدس القوي، وإستراتيجية الابتكار المستمرة تشكل العناصر الأساسية لأي شركة تطمح لتحقيق النجاح طويل الأمد. وتفصلها عن منافسيها الذين يفشلون في التكيف مع التغيرات السوقية.
وبالتالي، يمكن القول إن القدرة على التفكير مثل الشركات الناشئة لا تعني مجرد البقاء في السوق. بل تعني تأسيس أعمال يمكنها النمو والازدهار لعقود قادمة.
الرابط المختصر :
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه






