تشهد صناعة السيارات في بريطانيا انخفاضًا في الإنتاج بسبب سياسات حزب العمال، التي فرضت ضرائب ولوائح تنظيمية إضافية على الشركات، وأدت إلى خسائر كبيرة اقتصاديًا وعلى صعيد الوظائف. وانخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.1% في أكتوبر/تشرين الأول المنصرم مقارنةً بالشهر السابق، حسب تحديثات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة. وتراجع قطاع البناء بنسبة 0.6%، في حين شهد قطاع الخدمات في المملكة المتحدة، الذي يُمثّل 3 أرباع الاقتصاد المحلي، انخفاضًا بنسبة 0.3%. خلال الأشهر الـ3 المنتهية في أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، انكمش الإنتاج الصناعي بنسبة 0.5%، مدفوعًا بانخفاض بنسبة 18% في صناعة السيارات في بريطانيا. الهجوم الإلكتروني على شركة جاكوار لاند روفر في مقال له نُشر مؤخرًا، أشار الخبير الاقتصادي البريطاني، ليام هاليغان، إلى أن الهجوم الإلكتروني على شركة جاكوار لاند روفر (JLR) ألقى بظلاله على الوضع، حيث أوقف الإنتاج في مصانعها بالمملكة المتحدة طوال شهر سبتمبر/أيلول الماضي. وأوضح ليام هاليغان أن إنتاج شركة جاكوار لاند روفر (JLR) شهدَ تعافيًا جزئيًا منذ ذلك الحين، ما أسهم في رفع الإنتاج على مستوى الاقتصاد بنسبة 1.1% خلال الشهر، ومنع انخفاض الناتج المحلي الإجمالي لشهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي بشكل حادّ. الخبير الاقتصادي البريطاني، ليام هاليغان – الصورة من لينكدإن ورغم عودة بعض إنتاج جاكوار لاند روفر، ما يزال إجمالي إنتاج صناعة السيارات في بريطانيا أقل بكثير من مستويات أغسطس/آب الماضي، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة. ويشهد الاقتصاد البريطاني ركودًا منذ الصيف، وسط استمرار ارتفاع معدلات التضخم وتكاليف الكهرباء، وتكهنات سياسية غير مجدية -غذّتها وزيرة الخزانة راشيل ريفز ومساعدوها- قبيل بيان الموازنة الشهر الماضي. وفرض حزب العمال ضرائب ولوائح تنظيمية إضافية على الشركات، ما أثّر سلبًا في التوظيف. وارتفعت البطالة من 4.2% عند تولّي حزب العمال السلطة في يوليو/تموز 2024 إلى 5%، وهو أعلى مستوى لها في 4 سنوات، مع اقتراب بطالة الشباب من 16%. وانكمش الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة في 9 من الأشهر الـ16الماضية، وفي 4 من الأشهر الـ7 الماضية، في ظل حكومة وعدت بـ"تحفيز النمو". قطاع صناعة السيارات في بريطانيا يقول ليام هاليغان، إن قطاع صناعة السيارات في بريطانيا عانى معاناة شديدة في ظل حكم حزب العمال، وكذلك حزب المحافظين. وأضاف أن إنتاج صناعة السيارات في بريطانيا بلغ ذروته عند 1.9 مليون سيارة في أواخر التسعينيات، وظل عند 1.7 مليون سيارة في عام 2016. وأشار إلى انه منذ عام 2019، انخفض إنتاج السيارات بشكل حادّ، ويعود ذلك جزئيًا إلى جائحة كوفيد-19، مع استمرار هذا الانخفاض. ومن المتوقع أن ينخفض الإنتاج من 905 آلاف و117 سيارة في عام 2023 إلى 779 ألفًا و584 سيارة في عام 2024، يُتوقع القطاع أن يصل الإنتاج في عام 2025 إلى 755 ألف سيارة، أي بانخفاض قدره 16.6% خلال عامين. وأردف ليام هاليغان: "تشهد صناعة السيارات في بريطانيا أدنى مستوياتها (قبل الجائحة) منذ عام 1952". وقال: "إن شركات سيارات أجنبية تهيمن على هذا القطاع، حيث تمتلك شركة تاتا الهندية (Tata) شركة جاكوار لاند روفر، وشركة فولكسفاغن الألمانية (Volkswagen) شركة بنتلي (Bentley)، وشركة ستيلانتيس الأوروبية (Stellantis) شركة فوكسهول (Vauxhall). وتمتلك شركة بي إم دبليو الألمانية (BMW) شركة رولز رويس (Rolls-Royce)، وتُعدّ أكبر 10 شركات لصناعة السيارات في بريطانيا مملوكة لشركات أجنبية. وزيرة الخزانة البريطانية راشيل ريفز – الصورة من ذا تيليغراف قطاع التصنيع في المملكة المتحدة قال الخبير الاقتصادي البريطاني، ليام هاليغان: "ما تزال صناعة السيارات جزءًا حيويًا من قطاع التصنيع في المملكة المتحدة والاقتصاد عمومًا". وأوضح أن صناعة السيارات في بريطانيا تدرّ عشرات المليارات من الجنيهات الإسترلينية سنويًا، وتُسهم بمليارات الجنيهات في الضرائب، وتُوظّف ما يقرب من مليون عامل، غالبًا بوظائف ذات أجور جيدة نسبيًا في مناطق مثل ميدلاندز وشمال شرق إنجلترا، حيث تندر هذه الوظائف. وأكد ليام هاليغان أن انهيار صناعة السيارات في بريطانيا بأكمله سيكون كارثة اقتصادية وسياسية واجتماعية. وقال: "هذا هو المصير الذي ينتظر القطاع ما لم يتجاوز حزب العمال مجرد التظاهر بالفضيلة، ويُخفف قوانين الحياد الكربوني بسرعة وبشكل كبير". وإلّا، ستُدمّر صناعة السيارات في بريطانيا، إذ سيصبح الإنتاج غير مُجدٍ اقتصاديًا، وسيُغرق السوق بسيل من السيارات الكهربائية صينية الصنع المدعومة بشكل كبير. وأضاف أنه منذ عام 2023، واجهت شركات صناعة السيارات في بريطانيا غرامات باهظة ثبّطت عزيمتها عن إنتاج السيارات، مهددةً إياها بالإفلاس في حال استمرارها. وقد فُرضت هذه الغرامات بموجب قوانين السيارات المحايدة كربونيًا، في البداية، إن لم تكن 22% من السيارات الجديدة التي تبيعها الشركات محليًا كهربائية بالكامل. موضوعات متعلقة.. مصانع السيارات في بريطانيا معرّضة للإغلاق بسبب الضرائب الجديدة تيسلا تتصدّر مبيعات السيارات في بريطانيا خلال ديسمبر رسوم تنتظر السيارات الكهربائية في بريطانيا.. العودة إلى مركبات البنزين ممهدة اقرأ أيضًا.. إنتاج مصر من الغاز الطبيعي يستقر عند 4.1 مليار قدم مكعبة يوميًا لماذا انخفضت أسعار النفط تحت 60 دولارًا للبرميل؟ (تحليل) اكتشافات الذهب والمعادن في 2025.. نشاط كبير لـ3 دول عربية المصدر: سياسات حزب العمال المتهورة بشأن السيارات الكهربائية تدفعنا نحو كارثة اقتصادية، من صحيفة ذا تيليغراف
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
اقرأ أيضاً
