Syria News
جاري تحميل الأخبار العاجلة...

حذف منشورًا يتعلق بـ"الإبادة".. متحف الهولوكوست الأميركي يثير موجة انتقادات

الإثنين، 8 سبتمبر 2025
حذف منشورًا يتعلق بـ"الإبادة".. متحف الهولوكوست الأميركي يثير موجة انتقادات

مثلما تركت محارق النازية وصمة لا تمحى في تاريخ الإنسانية، يترك ما يجري في غزة جرحًا غائرًا على جبين الوجدان الإنساني، حيث ترتكب حرب إبادة واضحة أمام أنظار العالم، وعلى الهواء مباشرة.

وظلت الهولوكوست مثالًا مرعبًا للإبادة الجماعية، التي تعني القتل الممنهج لمجموعة كبيرة من البشر، بسبب جنسيتهم أو عرقهم أو دينهم. وصنفت الهولوكوست على أنها أحد أبشع الجرائم في التاريخ الحديث.

وبالنسبة للإعلام والدعاية، لعب جوزيف غوبلز دورًا حاسمًا في صناعة الدعاية النازية وتنظيمها، وكان هو العقل المدبر لآليات التأثير على الجماهير من خلال التحكم الكامل في وسائل الإعلام، وخلق حالة من التوحيد الذهني، على نحو يصبح معه الانسياق خلف الأيديولوجيا النازية أمرًا بديهيًا ومحتملًا، بل ومقبولًا.

وأصدر النازيون قوانين تكرس التمييز ضد اليهود وسلب حقوقهم، وأقاموا معسكرات اعتقال أرسلوا إليها كل من اعتقدوا أنهم أعداء للدولة.

وأجبر النازيون اليهود في بولندا على العيش في مناطق محددة تسمى الأحياء اليهودية أو ما يعرف بالغيتوهات، وأنشؤوا معسكرات للإبادة أكبرها أوشفيتز- بيركناو.

وفي الحادي عشر من ديسمبر/ كانون الأول عام 1946، قضت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن الإبادة الجماعية جريمة بموجب القانون الدولي، تتعارض مع روح المنظمة وأهدافها، وتدينها كل دول العالم المتحضرة. ومن هنا برز شعار "لن تتكرر أبدًا" كتعهد عالمي لمنع تكرار هذه المأساة، ولكن ما نراه أمامنا يظهر أن الإبادة الجماعية تتكرر.

وفي غزة، الحديث عن الإبادة ليس فائضًا في التعبير اللغوي، بل هو توصيف قانوني على استيفاء المعايير كافة لارتكاب إسرائيل الإبادة الجماعية في غزة بحسب رئاسة أكبر رابطة من العلماء المتخصصين في أبحاث الإبادة الجماعية حول العالم.

وذكرت الرابطة في تقريرها، الذي نشرته في الآونة الأخيرة، أن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تنفذ جرائم منهجية ضد الإنسانية تشمل هجمات عشوائية على المدنيين والبنية التحتية المدنية كالمستشفيات والمنازل، إلى جانب التعذيب وحرمان السكان من الغذاء والماء، ما يرقى إلى جرائم حرب وإبادة جماعية واضحة.

فجيش الاحتلال الإسرائيلي قتل أو جرح أكثر من خمسين ألف طفل، ما يعتبر عاملًا من عوامل الإبادة الجماعية لأنه يستهدف بقاء مجموعة كاملة.

وفي مشهد يكاد يكون سورياليًا، قرر متحف الهولوكوست في لوس أنجلوس، وهو أول متحف أسسه ناجون وأقدم متحف للهولوكست، نشر صورة مناهضة للإبادة الجماعية، على صفحته في إنستغرام، لتوسيع معنى شعار "لن تتكرر أبدًا" ليشمل الإنسانية جمعاء، وليس اليهود فقط. وهذه لفتة إنسانية جميلة. وما إن مر بعض الوقت حتى تراجع المتحف عن منشوره السابق.

فقد هددت جماعات الضغط الصهيونية وبعض المتبرعين اليهود بسحب دعمهم للمتحف، فتراجع المتحف عن منشوره السابق وحذفه، لتصير كلمة "لا يمكن تكرار هذه الجريمة" لا تنطبق على الجميع من البشر، وهنا تعني أنها لا تنطبق على الفلسطينيين.

ونشر المتحف اعتذارًا وتوضيحًا جاء فيه أن "منشورهم السابق كان عرضة للتفسير الخطأ من البعض. على أنه بيان سياسي يعكس الوضع الجاري في الشرق الأوسط، ولم يكن ذلك في نيتنا".

وأثار هذا الاعتذار والحذف بعد النشر موجة كبيرة من الغضب والاستهجان على مواقع التواصل الاجتماعي.

فقالت عبير خطيب: "تحت ضغط الجماعات الصهيونية على متحف الهولوكوست في لوس أنجلوس المتحف يحذف المنشور، وكأنه يقول: لا يمكن تكرار ذلك تعني اليهود فقط وليس كل البشر".

وكتبت ريان غريم: "لا يوجد من الكلمات ما يعبر عما جرى. تخيلوا فقط حجم المعترضين على المنشور الأول حتى دفعت إدارة المتحف إلى نشر اعتذار وحذف المنشور".

من جهتها، قالت أصال: "شيء لا يصدق! اعتذر متحف الهولوكوست في لوس أنجلوس عن مشاركة منشور عام مناهض للإبادة الجماعية، لأنه قد "يساء تفسيره" ليشمل الفلسطينيين. الفلسطينيون مجردون من إنسانيتهم لدرجة أنهم مستبعدون من عبارة "لن يتكرر أبدًا".

Loading ads...

في حين قال شايغان: "‏عندما تستثني عبارة "لن يتكرر أبدًا" الفلسطينيين، يصبح التجريد من إنسانيتهم مؤسسيًا. الإبادة الجماعية مهمة فقط بالنسبة للبعض، بينما يختفي البعض الآخر من الذاكرة".‏

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه