وثائقي “العراب.. أحمد خالد توفيق”.. أديب الرعب والخيال العلمي

وصفه الكثير من النقاد بأنه عراب الجيل، ورأى فيه الكتاب الشباب الأب الروحي والموجه لمواهبهم وإبداعاتهم. كتب في أدب الرعب والخيال العلمي والماورائيات، وإلى جانب وظيفته كأستاذ للطب في جامعة طنطا، فقد كتب عن هموم البسطاء وحاجات المهمشين، وحذّر من التقوقع الطبقي في المجتمع المصري، ودق أجراس الخطر من تآكل الطبقة الوسطى وتلاشيها.فيلم “العراب.. أحمد خالد توفيق” على منصة الجزيرة 360إنه الكاتب الدكتور أحمد خالد توفيق، الذي أفردت له الجزيرة الوثائقية فيلما من إنتاجها، وعرضته على منصاتها المختلفة تحت عنوان: “العراب.. أحمد خالد توفيق”، حشدت فيه جمعا من النقاد والكتاب، وتلاميذ الدكتور ومريديه، الذين سلطوا الضوء على جوانب من إبداعات الفقيد الراحل وهمومه ومخاوفه، وعما يمكن وصفه بـ”النبوءات القاتمة” التي تحققت بعد وفاته.مواجهة الخوف بالخوفعبر التاريخ الإنساني كان لأدب الرعب والخيال والأساطير حضور قوي في الثقافة الشعبية للمجموعات البشرية، يقول “ستيفن كينغ”، كاتب أدب الرعب: “نحتاج في أحيان كثيرة إلى خلق وحوش أسطورية وعفاريت من وحي خيالنا تعيننا على مواجهة مخاوفنا الحقيقية”.اقرأ أيضا list of 3 itemslist 1 of 3باسم خندقجي.. كاتب خلف قضبان الاحتلال تنافس روايته على جائزة البوكر 2024list 2 of 3كاتب “لعبة الحبار” كان مفلسا.. باع حاسوبه ليأكل والمسلسل جنى 900 مليون دولار لكنه لم يصبح غنياlist 3 of 3“عبد الوهاب المسيري”.. صاحب الشعلة الاشتراكية والقلم الإسلامي وكاتب موسوعة الصهيونيةend of listوفي السياق ذاته جاء حديث الدكتور أحمد خالد توفيق عن نفسه: “كنت واسع الخيال وأخاف كثيرا في طفولتي، ولكنني كنت منظما في التعامل مع مخاوفي، فكتبتها في قائمة على ورقة، وأحسست حينها أنني كلما كتبت في الرعب تخلصت من هذه المخاوف، فأنا أخاف من الغد والاحتمالات القادمة، وأخاف من الشيخوخة وساعاتها المملة الطويلة، وأخاف من النضوب؛ أن أصحو في يوم فلا أجد ما أكتبه”.أحمد خالد توفيق طفلًا مع والده؛ وُلد في مدينة طنطا، عاصمة محافظة الغربية في دلتا النيل، في العاشر من يونيو/حزيران 1962، وتخرج في كلية الطب عام 1985، ثم حصل على درجة الدكتوراه عام 1997. وتقع طنطا في منتصف المسافة تقريبا بين القاهرة والإسكندرية، على بعد نحو 94 كيلومترًا شمال القاهرة و130 كيلومترًا جنوب شرق الإسكندريةوكان توفيق شغوفا بالقراءة ومحبا للكتابة منذ صغره: “كان مدرّسي في الابتدائية أول من اكتشفني، فكان يصف كتاباتي في التعبير بأنها مسروقة. وكنت أدخر من مصروفي وأشتري كتب سلسلة “رجل المستحيل” أو “ملف المستقبل”، كتبت كثيرا لنفسي، حتى جاءت اللحظة التي قررت فيها أن أكتب للناس”.ابن طنطا الخجول، الذي ألهب خيال الشبابوقد نشأ الدكتور توفيق في مدينة طنطا وبقي فيها حتى آخر أيامه، وكان ضد فكرة الانتقال إلى القاهرة، المدينة المخيفة التي تبتلع من يدخلها، فالناس فيها متوتّرون غالبا، وقلما يكونون في هدوء واستقرار، على عكس طنطا التي تمنح ساكنها الاستقرار والهدوء. ويقول إنه مهنته في الطب أضافت 60% إلى الأدب الذي كتبته، وأصدر سلسلة كاملة معتمدة على الألغاز الطبية والأمراض.وعن بدايات الكتابة يقول دكتور توفيق: في 1992 تلقيت إعجابا مبدئيا من المؤسسة العربية الحديثة للنشر، فأرسلت لهم أول سلسلة، ولكنني صدمت بردهم أنها غير مترابطة ولا تصلح للنشر، فأصبت بإحباط شديد وتخيلت أنني لن أكتب بعدها أبدا، ثم عُرضت على لجنة أخرى برئاسة نبيل فاروق فنالت إعجابهم. إن إعطاء فرصة ثانية قد تكون لحظة فارقة في مسيرة شخص”.ضيوف الفيلمولم يكن توفيق هو أول من كتب في أدب الرعب، ولكنه أول من تخصص فيه، على حد تعبير القاص منير عتيبة، فيما ترى الروائية شيرين هنائي أن أدب الرعب كان متناثرا في أنحاء القصص والروايات حتى جاء توفيق ووحده في قصة. ويرى الشاعر خلف جابر أن توفيق نشأ رومانسيا وخياليا، يؤول الأشياء ويحاول اكتشاف نفسه، فكتب في مجالات كثيرة قبل أن يتخصص في الرعب.ويصف الروائي السوداني حمور زيادة أن النصف الأول من الثمانينيات شهد إقبال الشباب السوداني على زيارة المكتبات وقراءة السلاسل البوليسية والرعب، الصادرة عن المؤسسة العربية الحديثة للنشر آنذاك، ويضيف: “تعرفت إلى كتابات دكتور توفيق عندما كنت أزور القاهرة، وأصبحت أنتظر- بشغف- صدور الأعداد الجديدة من قصصه، وما زلت نهما بقراءتها”.ولادة شخصية “رفعت إسماعيل”صنع الدكتور توفيق شخصية الحكّاء العجوز “رفعت اسماعيل” لتشكل رابطا شديدا بين القارئ والقصة وتجعله جزءا من الأحداث. وعلى عكس صورة البطل القوي الوسيم في القصص، فإن اختراع شخصية ذلك العجوز الأصلع المدخن، الذي يشد القارئ بحنكته وتراكم خبراته، أضافت بعدا أكثر جاذبية لقصص توفيق، كما يقول الكاتب الصحفي حسام إبراهيم.من أشهر اعماله رواية “يوتوبيا”، وسلسلة “فانتازيا”، وسلسلة “ما وراء الطبيعة” التي يتقاسم بطلها، رفعت إسماعيل، مع مؤلفها مهنة الطب التي زاولها توفيق. وكان رفعت إسماعيل، ذلك الرجل العادي ظاهريا الذي يعيش حياة حافلة بالظواهر الخارقة للطبيعة، “اول شخصية تجسد المنطق. عالم طاعن في السن، ضعيف وقبيح، ويعاني قلقا حاداوهي شخصية جذابة من أول سطر، حيث الشغف والخوف يشدان القارئ لإتمام القصة، كما وصفها الكاتب والصحفي عمرو عز الدين. فيما ترى الروائية سالي عادل أن شخصية العجوز “رفعت اسماعيل” تحكي لنا أشياء نفهمها ونستوعبها، بعكس الشخصيات التي قرأنا عنها في سلاسل أخرى، وأن الدكتور توفيق صنع لنا توليفة عجيبة من أدب الرعب الكوميدي الساخر.اشترك فيالنشرة البريديةاشترك في النشرة البريدية وتابع أحدث أفلامنا الوثائقيةويصف توفيق الكتابة بأنها نوع من استعادة المراهقة أو الطفولة: “فقد كان حلمي الطفولي أن أدخل في مجلة “ميكي” وأعيش مع شخصياتها بتفاصيلها الدقيقة، ثم تطور الحلم لأدخل في كتب الأدب والروايات مثل يوسف إدريس وتشيكوف، ومن هنا ولدت فكرة سلسلة “فانتازيا”، وهي بنت -اسمها عبير- تقرأ بنهم كبير، وتدخل إلى برنامج كمبيوتر، ليدخلها بدوره في عوالم أدبية مختلفة”.من أهم اسهامات أحمد خالد توفيق انه هدم صورة البطل العربي النمطي “الوسيم النبيل”. ففي “ما وراء الطبيعة” يقدم الدكتور رفعت إسماعيل؛ رجلًا نحيلا مريضا، بعيدًا كل البعد عن صورة البطل التقليدي، لكنه مع ذلك يصبح أقرب الشخصيات الى قلب القارئ حتى تسأل بعض القارئات ما أذا كان حقيقيًا ام مجرد بطل من خيال الكاتبوتصف الصحفية إنجي ابراهيم أن الدكتور توفيق كان يرفع من شأن المرأة القارئة، وكانت شخصياته من الفتيات -رغم مستواهن العادي من الجمال والتعليم- ولكن خيالهن الواسع كان يفضي بهن إلى عوالم أكثر تعددا وتعقيدا. وتتحدث سلسلة “سفاري” عن طبيب مصري غادر مصر إلى أفريقيا، وهنالك واجه حالات مرضية مختلفة، وتتوقف السلسلة عند الجوانب السياسية والجغرافية لكل بلد يزوره.انحيازه للقضية الفلسطينيةوكان يستخدم الخيال لمناقشة قضايا مؤلمة لئلا ينساها الجيل، وكان أشد مخاوفه أن ينسى الشباب عدوهم الحقيقي، في عدد “قصاصات” من سلسلة سفاري تحدث عن مغامرة لأحد العلماء لنقل أفكار ووجدان شخص “إسرائيلي” إلى وعي الدكتور المصري “علاء عبد العظيم”، من أجل تبرير الجرائم التي ارتكبها الصهاينة على أرض فلسطين، وقدم سردية مجزرة قِبية (1953) مثالا على ذلك.وكان الدكتور توفيق منحازا بامتياز للقضية الفلسطينية وفضح ممارسات الاحتلال الصهيوني فيها، منطلقا من خلفية قومية ناصرية، ومؤمنا بمركزية القضية. وكان مشغولا بهذا الصراع الوجودي في وقت خبت فيه القضية وتخلت عن مركزيتها لصالح صراعات بينية صغيرة.ضيوف الفيلموقد تعرض الدكتور أحمد خالد توفيق لإهمال نقدي متعمد، لا يخصه وحده فقط، بل يخص المجال الذي كتب فيه، فلا يوجد اهتمام نقدي بأدب الرعب والأدب البوليسي وأدب الفتيان، وهذه ثغرة كبيرة تتعلق بشريحة مهمة من القراء. وعوض هذا الإهمال نقد القراء أنفسِهم لأعمال الدكتور توفيق.كان حساسا تجاه النقاد ويشعر بغبن، ولكنه في النهاية قدم منتجا، استخدم فيه تقنيات الكتابة الروائية، ودعمته رؤية كاتب ذكي وصاحب فكرة محددة، ووصل إلى شريحته المستهدفة من القراء بنجاح.يقول إيهاب الملاح، الناقد الأدبي: توفيق من فئة الكتاب الذين يثقفون الجيل، من أمثال طه حسين، من خلال كتاباته تعرف القراء إلى أسماء ومعارف ومعلومات ما كانوا ليعرفوها لولا قراءة كتبه. وكتب للشباب بلغة بسيطة “أدب اليافعين”، فلا ألفاظ معقدة تجعل القارئ غريبا عما يقرأ، ولكنه منسوج بطريقة جميلة وجذابة تشد القارئ حتى نهاية القصةيوتوبيا.. الفصام المجتمعي النكدكان الدكتور توفيق يخاف من المستقبل ألا يكون مشرقا كما يريده لنفسه وللأجيال القادمة، وهذه المخاوف عبر عنها في روايته “يوتوبيا”، وهي نظرة استشرافية للمستقبل، رصد من خلالها التناقضات المفزعة التي شهدها المجتمع المصري في ذلك الوقت، والهوة الرهيبة بين الفقراء والأغنياء، وانسحاق الطبقة الوسطى في المجتمع.لجأ أحمد خالد توفيق في عدد من أعماله إلى ثيمة “الديستوبيا” أو أدب “المدينة الفاسدة”، بوصفها النقيض المظلِم لـ”اليوتوبيا” أي المدينة الفاضلة. ففي روايته “يوتوبيا”، على سبيل المثال، يستشرف المستقبل من خلال رؤى قاتمة لعالم ينهار فيه ما تبقى للإنسان من حريته ومشاعره وطاقته، وتتحلّل فيه الروابط الاجتماعية تحت ضغط الجشع والعنف واللامساواةفالأغنياء يزدادون غنى والفقراء يزدادون فقرا، وهذا يولد قسوة وعنفا بين الطبقتين، ومع الوقت يؤدي إلى انفصام شديد في المجتمع، فهنالك فئات غنية تعيش في محميات مسورة ومحروسة، وباقي الشعب المسحوق يعيش في غابة ويأكل بعضه بعضا.صدرت الرواية في 2008، وهي وتصف المجتمع المصري في 2023، منقسما إلى كانتونات مغلقة يعيش فيها الأغنياء، ويتوفر لهم كل شيء من ملذات الحياة، فيما يعيش المسحوقون خارج الأسوار. وعندما يشكو الأغنياء من الملل، يخرجون من محمياتهم للصيد، ولكن صيد ماذا؟ إنهم يصطادون من “الأغيار”، بقية المصريين، ويتسلون بافتراسهم.كان لهذه الرواية تأثير كبير ومباشر في جيل الشباب المصري، وقد رأى المصريون آثارها بالفعل على المجتمع، فبعد الثورة والانقلاب عليها بدأت ملامح الانفصال تظهر جلية بين الفقراء والأغنياء. وليست هذه نبوءة بقدر ما هي تحذير ونداء للمصريين جميعا، حاكمِهم ومرؤوسيهم، أنهم إذا لم يتداركوا الأمور فهي صائرة لا محالة إلى ما حذرت منه “يوتوبيا”.المقالات الصحفية.. الانحياز للفقراء والمهمشيناكتشف توفيق أن الكتابة هي الأسلوب الأمثل لإيصال أفكاره إلى الآخرين، واختار لنفسه أسلوبا في الكتابة يدل عليه، بحيث إذا قرأت نصا فبإمكانك أن تميز أن كاتبه هو خالد توفيق، وهو دائما يجد المفردة المناسبة للفكرة التي تدور في ذهنه ويريد توصيلها للقارئ، سواء كانت فكرة اجتماعية أو سياسية أو علمية أو خيالية.جانب من مقالات الدكتور توفيقوفي مقالاته الصحفية تكلم بجرأة وحرية، فانتقد الأوضاع السياسية والاجتماعية، ولكن بأسلوب إيجابي، يصف المشكلة ويضع الحل، وهذا ما جنّبه الاحتكاك مع الجهات الأمنية أو التعرض لمقص الرقيب، ولم يكن توفيق منعزلا عن المجتمع، بل يحتك بطلبته في كلية الطب وبالموظفين في الجامعة، ويشتبك -رغم طيبته ووداعته- بجرأة وجسارة مع القضايا المجتمعية التي تستحق الاشتباك.وكانت مقالاته تحظى بعدد كبير من القراءات، سواء السياسية أو الاجتماعية أو الفنية، وكان يتطور بكتاباته تبعا لتطور القارئ، دون أن يغفل أن يبدأ من جديد مع الأجيال الصاعدة. وكان يقول: “أفضل السكوت على أن أقول شيئا لا أقتنع به، ولا أحد يرغمني على قول ما لا أريد”.نهاية شخصية رفعت إسماعيلبعد 20 عاما من مرافقته اللصيقة في سلاسله القصصية ورواياته قتل الدكتور رفعت اسماعيل، فقد انتهى زمنه وآن للكاتب أن يستبدله ببطل جديد، وحرص على تكريمه في النهاية. واختار توفيق أن يكون هو بطل روايته “مثل إيكاروس”.وتتحدث الرواية عن شخص عادي يعرف ما سيأتي من كوارث، ويحكي عنها للناس. وهذا ما تسبب في مشاكل وأزمات لم يستطع إيقافها ولا استطاع إيقاف نفسه عن الحديث فيها أو منع الانحدار إليها، فأضحت معرفته بلا قيمة لأنه لا يستطيع التغيير. وهذا بالضبط ما كان يعاني منه الدكتور توفيق، فقد كان مصابا بكآبة “أن تعرف أكثر”، فلديه الكثير ليقوله لأبناء الجيل، والقليل مما يستطيع فعله.ويصف القاص ميشيل حنا الدكتور توفيق بأنه كان يكتب بإنسانية، ويتحدث عن آلام الإنسان أينما كان، فهو معذب بآلام البشرية، وكان قارئا متميزا، والقراءة تغذي المخيلة ومخزون المعرفة الذي سيكتب من خلاله، قرا الميثولوجيا اليونانية بتمعن، ووظفها جيدا في رواية “مثل إيكاروس”.الكاتب أحمد خالد توفيق.. رفيق الشبابفي 2016 حصلت “مثل إيكاروس” على جائزة أفضل كتاب في معرض الشارقة. الرواية مبنية على أسطورة “أرض الظلام” من سلسلة “ما وراء الطبيعة” وتنتمي إلى أدب “الدستوبيا”، وهو لون يعتمد على الصراع الأزلي بين الخير والشر، بين القوى الغاشمة والإنسانية. وتسخير شخصيات عادية بسيطة قادرة على أخذ العالم باتجاه الخير.أما رواية “ممر الفئران” فتتحدث عن بطل اسمه “الشرقاوي”، رجل أربعيني يدخل في غيبوبة ويذهب إلى عالم موازٍ، أرض مظلمة أصابها نيزك وحجب عنها ضوء الشمس، ويتعرف هناك على النورانيين، وهم المقاومة الشعبية ضد ملك الظلام “القومندان”، وهي رواية فلسفية عميقة بنهاية مغايرة، فالطريق مسدود والأمل مفقود.عاش بصمت.. ومضى بغير ضجيجأحب جيل الشباب خالد توفيق الإنسان، الذي جعل من الرعب أدبا يمكن أن يتخصص فيه كاتب، وشارك كّتابا شبابا كثيرين في أعمال مثل سلسلة “مولوتوف” الساخرة وغيرها، وأصبحوا فيما بعد من الكتاب المشهورين، واستحق لقب “العرّاب” لاهتمامه بقُرائه، وكان يهتم بشكل شخصي بكل واحد منهم، يجيب على أسئلتهم مهما كانت ساذجة أو سطحية، وقد تأتي الإجابة في قصة من قصصه.رحيل الروائي الطبيب أحمد خالد توفيق كان صدمة قاسية لمحبيه؛ فالكاتب الذي غاب عن عالمنا وهو في الخامسة والخمسين كان في الأصل طبيبا قبل أن يكون أديبا، وقد اختار تخصصا طبيا نادرا وغامضا لدى كثيرين هو “طب المناطق الحارة”، ويعمد عدد كبير من الأطباء إلى تجنب كتابة هذا التخصص صراحة، ويستبدلونه بمسميات أكثر شيوعا مثل: “الحميات” أو “الباطنة” أو “الكبد”وحظي دكتور توفيق- أستاذ طب المناطق الحارة بجامعة طنطا- بجماهيرية قلما اكتسبها غيره من كبار الكتاب، قد تكون غابت عنه الجوائز والتكريم الرسمي، ولكنه كسب قلوب ملايين الشباب الذي أحبوه قبل أن يحبوا أدبه. كان انطوائيا خجولا، حياته كلها في خياله، ولكنه وظف خياله وكل خبراته الحياتية في كتاباته الموجهة للشباب.وقبل وفاته بسرطان الحنجرة، توقف قلب الدكتور توفيق 4 مرات، كان أولها في 2011، واضطر لتركيب جهاز إنذار إذا توقف القلب مرة أخرى، لا أدري، وفي 2 أبريل/نيسان 2018 توقف قلب الكاتب الكبير للمرة الخامسة والأخيرة. وكان من أواخر ما قاله رحمه الله: “هناك من سيأتي بعدي، هذه الرسالة التي أردت تبليغها للشباب، وأرجو ألا يقفوا عندي”.وبعد عام على رحيله، بدأت مؤسسات مصرية وعربية وعالمية في تحويل أعماله إلى دراما تلفزيونية، منها:
مسلسل زودياك، 2019
مسلسل ما وراء الطبيعة، 2020
مسلسل الغرفة 207، 2022
وبقي حلم دخول السينما- التي أحبها وحلم بها كثيرا- غير متحقق حتى هذه اللحظة.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه




