هل يساعد النوم في الظلام الكامل على حماية القلب؟
هل يساعد النوم في الظلام الكامل على حماية القلب؟
في السنوات الأخيرة ازداد الحديث حول أهمية النوم في الظلام الكامل ودوره في تحسين الصحة العامة، خصوصًا صحة القلب. وتشير مجموعة من الدراسات الحديثة إلى أن التعرّض للضوء أثناء النوم قد يؤثر في الدماغ والجهاز القلبي الوعائي بشكل قد لا يتوقعه الكثيرون. في هذا المقال سنعيد عَرض أهم ما ورد في دراسة أمريكية حديثة:
لماذا يُعد النوم في الظلام الكامل مهمًا لصحة القلب؟
تشير الدراسات إلى أن التعرّض للضوء أثناء النوم يمكن أن يزيد نشاط الدماغ المُرتبط بالتوتر (Brain Stress Activity)، وهو ما ينعكس على التهاب الشرايين (Arterial Inflammation)، الأمر الذي قد يرفع من احتمال الإصابة بالنوبات القلبية (Heart Attack) أو السكتات الدماغية (Stroke). وتعزز هذه النتائج الفكرة القائلة إن النوم في الظلام الكامل يساعد الجسم على الدخول في حالة راحة حقيقية تقلّل الإجهاد الداخلي.
الدراسة الجديدة: ماذا وجدَت بشأن النوم في الظلام الكامل ؟
تناولَت الدراسة 466 مشاركًا خضعوا لتصوير دماغي بتقنيتَي التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني والمحوسَب (PET/CT Scan)، ومتابعة حالتهم الصحية نحو 10 سنوات. وأشارت النتائج إلى الآتي:
التعرض للضوء ليلاً مرتبط بزيادة احتمال حدوث أمراض القلب. يجدر بالذكر هنا أنّ الباحثين استخدَموا قياسات دقيقة لضوء المنازل ليلاً لتقييم درجة تعرّض المشارِكين للضوء، مما يعطي نتائج أكثر دقة.
كل زيادة معيارية في كمية التعرّض للضوء ارتبطت بارتفاع الإصابة بنوبة قلبية بنسبة 35%.
خلال 10 سنوات ظهَرت مشكلات قلبية كبرى لدى 17% من المشاركين.
الأشخاص الذين يعيشون في مناطق مزدحمة وضوضاء أعلى كانوا أكثر تأثرًا.
تبيّن أن النوم في الظلام الكامل يقلّل نشاط التوتر في الدماغ ويحافظ على مرونة الشرايين.
هذه النتائج تتوافق مع دراسات سابقة أكدت أن الضوء الليلي (Light At Night — LAN) قادر على تعطيل إيقاع الساعة البيولوجية (Circadian Rhythm) وتقليل إفراز الميلاتونين (Melatonin) المسؤول عن تنظيم النوم.
كيف يؤثر الضوء على النوم وجودته؟
خلصت تحليلات علمية عديدة إلى أنه حتى الضوء الخافت يقلل عمق النوم ويزيد معدل ضربات القلب (Heart Rate) ويُضعف فعالية الإنسولين (Insulin Sensitivity)، أي أنه يرفع عوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب. لذلك يؤكد الخبراء أنّ النوم في الظلام الكامل ليس ترفًا، بل ضرورة بيولوجية.
نصائح عملية للحصول على نوم صحي
قبل عَرض النصائح التالية، من المهم معرفة أن تحسين جودة النوم لا يحتاج تغييرات صعبة، بل خطوات بسيطة تحافظ على النوم في الظلام الكامل مهما كان مكان السكن. هذه الخطوات تساعد في تعزيز النوم في الظلام الكامل وتحسين إفراز الميلاتونين:
استخدام ستائر التعتيم لتقليل الضوء الخارجي.
إطفاء الأنوار خارج غرفة النوم، أو سد الفتحات السفلية للباب.
ارتداء قناع العين عند الحاجة.
استبدال الإضاءة الثابتة ليلًا بمصابيح تعمل بالحركة فقط.
توضح الأدلة العلمية المتراكمة أن النوم في الظلام الكامل هو جزء مهم في نمط حياة صحي، خصوصًا للوقاية من أمراض القلب. فالضوء أثناء النوم لا يزعج العين فقط، بل يؤثر على الدماغ والجهاز القلبي بطرق عميقة. ومع اتخاذ خطوات بسيطة لتعزيز النوم في الظلام الكامل يمكن للجسم أن يستعيد إيقاعه الطبيعي ويحمي نفسه من الالتهابات ومن مخاطر الأمراض المزمنة. إن الالتزام بعادات نوم صحية، وعلى رأسها النوم في الظلام الكامل، قد يكون واحدًا من أسهل الطرق للحفاظ على القلب سليمًا مدى الحياة.
آخر تعديل بتاريخ
28 نوفمبر 2025
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه






