ما أسباب الشعور بشيء عالق في الحلق وما العلاج؟
ما أسباب الشعور بشيء عالق في الحلق وما العلاج؟
الشعور بشيء عالق في الحلق من أكثر الأعراض المزعجة التي تجعل الشخص في حالة توتر وتساؤل عمّا إذا كان الأمر خطيرًا أم مجرد إحساس عابر. وغالبًا ما يأتي هذا الإحساس دون ألم، لكنه يسبب قلقًا كبيرًا، خاصة حين يتكرر أو يستمر لفترة طويلة. ويسمّى هذا العرَض طبيًا Globus Sensation أو Globus Pharyngeus، وهو الشعور بوجود كتلة أو جسم غريب داخل الحلق رغم عدم وجود أي عائق حقيقي.
في هذا المقال ستتعرّف على أبرز أسباب الشعور بشيء عالق في الحلق وهل يمكن أن يكون مؤشرًا لحالة خطيرة، وما خيارات العلاج المتاحة، وكيف يمكن التعامل مع الإحساس المزعج سواء ظهَر فجأة أو استمر لفترة طويلة.
ما هو الشعور بشيء عالق في الحلق ؟
يُعرَّف هذا الإحساس بأنه شعور بوجود كتلة أو تضيق داخل الحلق دون وجود سبب عضوي واضح. ويختلف هذا العرَض عن عسر البلع (Dysphagia) الذي يعني صعوبة البلع، وعن البلع المؤلم (Odynophagia) الذي يصاحبه ألم. أما الشعور بشيء عالق في الحلق فهو غالبًا غير مؤلم، لكنه قد يسبب إزعاجًا مستمرًا، ويجعل الشخص يشعر بالحاجة المتكررة للبلع أو محاولة إخراج شيء غير موجود.
وتشير المصادر الطبية إلى أن هذه الحالة عادةً غير خطيرة، لكنها قد تكون عرَضًا لحالات مرَضية مختلفة تتطلب علاجًا عند الضرورة.
أسباب الشعور بشيء عالق في الحلق
قبل الدخول في النقاط التفصيلية، من المهم الإشارة إلى أن الشعور بشيء عالق في الحلق يرتبط بأسباب متعددة، بعضها بسيط ومؤقت، وبعضها يتطلب متابعة طبية إذا استمر لفترة طويلة. أبرز الأسباب المحتملة تشمل:
1. الارتجاع الحمضي (GERD / LPR)
يحدث الارتجاع عندما يرجع حمض المعدة نحو المريء، مما يسبب تهيجًا في الأنسجة وحدوث الشعور بشيء عالق في الحلق .
من علاماته:
حرقة في المعدة
طعم حامض في الفم
سعال مزمن
2. التوتر والقلق (Anxiety / Stress)
تشير دراسات Mayo Clinic إلى أن التوتر يمكن أن يسبب شدًا عضليًا في منطقة الرقبة والحلق، وهو سبب شائع لحالة الشعور بشيء عالق في الحلق . من علاماته:
ضيق عضلي
الحاجة المتكررة للبلع
الإحساس بالاختناق دون سبب حقيقي
3. التنقيط الأنفي الخلفي (Postnasal Drip)
عندما يتجمع المخاط في الحَلق، يبدأ الشخص بالشعور بجسم غريب. وتشمل أسبابه:
الحساسية
التهابات الجيوب الأنفية
نزلات البرد
4. أمراض الغدة الدرقية (Thyroid Disorders)
تقع الغدة الدرقية أمام الحَلق، ولذلك فإن أي تغيّر في حجمها قد يؤدي إلى الشعور بشيء عالق في الحلق . كيف تُسبب ذلك؟
تضخم الغدة (Goiter) يمكن أن يضغط على القصبة الهوائية.
العُقَد الدرقية (Thyroid Nodules) قد تضغَط على المريء أو الحَلق.
بعض اضطرابات الغدة مثل Hashimoto’s قد تسبب انتفاخًا أو إحساسًا بالضيق
بروز خفيف في الرقبة، تغيّرات في الصوت، أو صعوبة بسيطة في البلع.
5. إجهاد الصوت (Vocal Strain)
الاستخدام المكثّف للصوت في التدريس أو الغناء أو التحدث لفترات طويلة يسبب شدًا في عضلات الحنجرة، مما يؤدي إلى الشعور بشيء عالق في الحلق . ولكن لماذا يَحدث ذلك؟ التوتر العضلي في الحنجرة يجعل الشخص يشعر بكتلة غير موجودة، ويظهَر معه أحيانًا بحة الصوت أو الحاجة المتكررة للبلع.
6. مشاكل عضلية أو هيكلية في الرقبة (Cervical Spine Problems)
تؤثّر الأعصاب والعضلات في الرقبة مباشرة على منطقة الحَلق، وأي ضغط عليها قد يسبب الإحساس المزعج. من أمثلتها:
الانزلاق الغضروفي الرقبي (Cervical Disc Herniation)
التشنج العضلي
خشونة الفقرات
هذه الحالات قد ترافقها آلام رقبة أو صداع أو تيبس بالكتفين.
7. الالتهابات (Infections)
التهابات اللوزتين أو الحَلق أو الجيوب الأنفية تؤدي إلى تورّم الأنسجة وزيادة إفراز المخاط، مما يعزز الشعور بشيء عالق في الحلق . أمثلة شائعة:
التهاب اللوزتين (Tonsillitis)
التهاب الحلق (Pharyngitis)
التهاب الجيوب الأنفية (Sinusitis)
وقد تظهَر معها أعراض مثل صعوبة البلع المؤقتة أو المخاط المتجمع في الحَلق.
متى يكون الإحساس خطيرًا؟
عادةً لا يُعد الشعور بشيء عالق في الحلق خطيرًا، لكنه قد يستدعي زيارة الطبيب في الحالات التالية:
صعوبة حقيقية في البلع
فقدان الوزن غير المبرر
ألم شديد مستمر
ظهور كتلة تُلمس في الرقبة
بحة صوت مستمرة
تشير المجلة العلمية Johns Hopkins Medicine إلى ضرورة استبعاد وجود أورام أو مشاكل خطيرة في حال استمرت الأعراض لفترة طويلة دون تحسن.
العلاج: كيف يختفي الشعور بشيء عالق في الحلق ؟
قبل البدء بالعلاج، يجب تحديد السبب الأساسي. وفيما يلي طريقة مبسّطة توضح كيف يتم التعامل مع كل سبب:
أدوية تثبيط المضخة البروتونية (PPIs): تساعد هذه الأدوية على تقليل إنتاج حمض المعدة، مما يخفف تهيّج المريء والحَلق ويقلل الإحساس بالضيق المرتبط بالارتجاع.
تعديل نمط الغذاء: يشمل ذلك تقليل الوجبات الدسمة، وتجنب الأكل قبل النوم، واعتماد وجبات خفيفة تساعد على تهدئة الجهاز الهضمي وتقليل أعراض الارتجاع.
تجنب الدهون والكافيين: تعمل هذه المواد على زيادة ارتجاع الحمض نحو المريء، لذلك يقلل تجنبها من الضغط على الحَلق ومن الشعور المزعج.
بخاخات الأنف: تساعد على فتح الممرات الأنفية وتقليل الاحتقان، مما يقلل وصول المخاط إلى الحلق ويخفف الإحساس بجسم عالق.
مضادات الهيستامين: تُستخدم للسيطرة على الحساسية التي تزيد من إفراز المخاط وتؤدي إلى التنقيط الأنفي الخلفي والشعور بالاختناق الخفيف.
تنظيف الأنف بالمحلول الملحي: يساعد على إزالة المخاط المتراكم وترطيب الأنف، مما يقلل انسداد الممرات ويخفف الإحساس بالضيق في الحلق.
تمارين التنفس: تساعد على استرخاء عضلات الحنجرة والرقبة، وتقلل التوتر الذي قد يسبب الشعور بشيء عالق في الحلق .
التأمل: يساهم في تخفيف الضغط النفسي، مما يساعد العضلات حول الحلق على الارتخاء والحد من الإحساس غير المريح.
العلاج السلوكي عند الحاجة: يفيد في التعامل مع القلق والتوتر الشديد، وهما من أبرز الأسباب التي تزيد من الإحساس بوجود كتلة في الحلق.
متابعة طبية وخطط علاجية حسب الحالة: في حالات أمراض الغدة الدرقية، تحتاج المتابعة لتحديد حجم التضخم أو العقد ووضع خطة علاجية مناسبة لتخفيف الضغط على الحلق.
تمارين إرخاء عضلات الحلق: يقدمها المختصون بعلاج النطق لمساعَدة الشخص على التحكم في عضلات الحنجرة وتقليل التوتر العضلي الذي يؤدي إلى الإحساس بالكتلة.
شرب الماء ببطء: يساعد الماء على ترطيب الحلق وتقليل الاحتكاك، مما يُخفّض الإحساس المزعج ويهدئ العضلات.
التثاؤب لإرخاء عضلات الحلق: يعمل التثاؤب على توسيع عضلات الحنجرة بشكل طبيعي، مما يخفف إحساس الشد والكتلة.
تجنب الإفراط في تنظيف الحلق: يؤدي ذلك إلى تهيج الأنسجة وزيادة التوتر العضلي، مما يفاقم الإحساس بدلًا من تخفيفه.
استنشاق البخار: يساعد على ترطيب الممرات التنفسية وتخفيف المخاط المتراكم، مما يقلل الشعور بالانسداد أو بشيء عالق.
تساعد هذه الخطوات في تخفيف الشعور بشيء عالق في الحلق: ومع الاستمرار عليها، يلاحِظ معظم الأشخاص تحسنًا واضحًا لأنها تعالج الأسباب العضلية والالتهابية والتنفسية المرتبطة بالإحساس.
في النهاية، يُعد الشعور بشيء عالق في الحلق إحساسًا مزعجًا لكنه غالبًا غير خطير. ومعرفة أسبابه تساعد في اختيار العلاج المناسب وتجنّب التوتر غير الضروري. وفي معظم الحالات يختفي الإحساس تلقائيًا، خاصة إذا تم التعامل مع العوامل المسببة مثل: الارتجاع، أو الحساسية، أو التوتر. أما إذا استمر الإحساس أو ترافق مع أعراض مقلقة، فإن تقييم الحالة من قِبل مختص يعد خطوة مهمة لاستبعاد أي مشكلة تحتاج إلى تدخل علاجي.
إذا كنت تعاني من الشعور بشيء عالق في الحلق لفترة طويلة، فلا تتردد في طلب المساعدة الطبية، فالعلاج عادةً بسيط وفعّال ويعيد للشخص شعوره بالراحة من جديد.
المصادر:
آخر تعديل بتاريخ
01 ديسمبر 2025
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه






