ما هو اضطراب الوهم وما الفرق بينه وبين الفصام؟
اضطراب الوهم
اضطراب الوهم هو أحد أنواع الاضطرابات النفسية وعرِف سابقًا باسم اضطراب البارانويا وهو نوع من الأمراض العقلية الخطيرة حين لا يستطيع الشخص التمييز بين الواقع والخيال، فالأوهام هي العرَض الرئيسي لاضطراب الوهم حيث يعتقد المريض اعتقادًا راسخًا بوجود شيء غير صحيح أو غير واقعي، وله أنواع عديدة ومختلفة، ويمكن علاج هذا الاضطراب بالعلاج النفسي والأدوية. في هذا المقال سنتعرف على أهم ما يتعلق باضطراب الوهم من تعريفه وأعراضه وعلاجاته والفرق بينه وبين الفصام.
ما هو اضطراب الوهم؟
اضطراب الوهم هو نوع من الاضطرابات الذهنية، والوهم من أعراضه الرئيسية حين يكون لدى المريض اعتقاد راسخ بوجود شيء غير صحيح، وغالبًا تكون أوهام المريض غير غريبة، وتتضمن هذه الأوهام مواقف يمكن أن تحدث في الحياة الواقعية مثل: التعرض للمتابعة، أو الخداع، أو الحب عن بعد، وفي الواقع تكون هذه المواقف إما غير حقيقية أو مبالغًا فيها إلى حد كبير، أما الأوهام الغريبة فتشمل معتقدات مستحيلة في واقعنا مثل الاعتقاد بأن شخصًا ما قد أزال عضوًا من جسمك دون أي دليل مادي على حدوث العملية.
غالبًا ما يستمر المصابون باضطراب الوهم في التواصل الاجتماعي وأداء وظائفهم بشكل جيد، وعادة لا يتصرفون بطريقة غريبة أو غير اعتيادية، وهذا بخلاف المصابين بأمراض نفسية ذهانية أخرى والذين قد تظهَر عليهم الأوهام كعرَض واضح، ومع ذلك في بعض الحالات قد ينشغل المصابون بهذا الاضطراب بأوهامهم لدرجة تعطل حياتهم.
أنواع اضطراب الوهم
من معايير تشخيص اضطراب الوهم هي أن يعاني الشخص المصاب من أوهام لأكثر من شهر، وتستند أنواع اضطراب الوهم على الموضوع الرئيسي للوهم، وتشمل:
الهوس الجنسي: يعتقد الشخص المصاب أن شخصًا ما يحبه ويحاول التواصل معه، وغالبًا ما يكون شخصًا مهمًا أو مشهورًا، وقد يؤدي هذا إلى ملاحقة المريض لهذا الشخص.
العظمَة: يشعر المريض بشعورًا مبالغًا فيه بالقيمة أو القوة أو المعرفة لديه، وقد يعتقد أنه يمتلك موهبة عظيمة أو أنه حقق اكتشافًا مهمًاً
الغيرة: يعتقد الشخص المصاب باضطراب الوهم أن زوجته تخونه.
الاضطهاد: يعتقد المصاب أن شخصاً قريبًا منه يتعرض لسوء المعاملة، أو أن شخصًا ما يتجسس عليه أو يخطط لإيذائه، وقد يقدم شكاوي متعددة للسلطات القانونية.
أوهام غريبة: وهو تصديق حدوث أمر مستحيل في واقعنا مثل استيلاء كائنات فضائية على جسد صديقك.
أوهام جسدية: يعتقد المصاب بأنه يعاني من عيب خَلقي أو مشكلة طبية.
أوهام بث الأفكار: الاعتقاد بأن أفكارك تنقل وتسمع عبر وسائل عامة كالتلفزيون أو الراديو أو الإنترنت.
أوهام إدخال الأفكار: الاعتقاد أن الأفكار تفرض عليك من قوى خارجية.
أوهام مختلطة: نوعان أو أكثر من أنواع الأوهام المذكورة أعلاه.
أوهام غير محددة: لا يمكن تحديد النوع الرئيسي من الأوهام.
ما هي أعراض اضطراب الوهم؟
قد تبدأ أعراض الاضطراب في الظهور ابتداءً من مرحلة البلوغ حين يعانون من انعدام الثقة وريبة تجاه الآخرين ودوافعهم، ومن أهم الأعراض الأخرى ما يلي:
قلق أو اكتئاب.
أوهام غير غريبة وهي أكثر الأعراض وضوحًا.
عدم القدرة على اعتبار الأوهام زائفة أو غير حقيقية.
اعتقاد بأن الآخرين يستغلونه.
هلوسات (رؤية، سماع، أو الشعور بأشياء غير موجودة في الواقع).
عدم الثقة بالأصدقاء والعائلة.
ردود فعل مبالغ فيها تجاه الإهانات التي يتم توهمها أو الملاحظات والحوادث غير المؤذية.
ميل إلى الضغينة.
ما هي أسباب اضطراب الوهم؟
لا يزال الباحثون لا يعرفون السبب الدقيق وراء حدوث هذا الاضطراب، ومع ذلك يتم تقييم دور عوامل مختلفة قد تساهم في تطور هذه الحالة بما في ذلك:
العوامل الوراثية: هذا الاضطراب أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين لديهم أفراد من العائلة يعانون من نفس الاضطراب، لذا كما هو الحال مع الاضطرابات العقلية الأخرى يَعتقد الباحثون ان هذا الاضطراب قد يكون وراثيًا.
العوامل البيولوجية: يدرس الباحثون كيفية تأثير تشوهات مناطق معينة من الدماغ على اضطراب الوهم، وقد تم ربط اختلال توازن بعض المواد الكيميائية في الدماغ، والتي تُسمى النواقل العصبية، بتكوين أعراض الوهم.
العوامل البيئية والنفسية: تشير الدلائل إلى أن هذا الاضطراب قد ينشأ نتيجة التوتر، وقد يساهم تعاطي الكحول واضطراب تعاطي المخدرات في حدوث هذه الحالة، وتُعدّ فرط الحساسية وآليات الدفاع عن الذات، مثل تكوين ردود الفعل والإسقاط والإنكار، من النظريات النفسية الديناميكية التي تُفسر تطور اضطراب الوهم. كما تُعدّ العزلة الاجتماعية وانعدام الثقة والشك وانخفاض تقدير الذات عوامل نفسية قد تدفع الشخص إلى البحث عن تفسير لهذه المشاعر، وبالتالي تكوين وهم كحلٍّ لها.
الفرق بين اضطراب الوهم والفصام
الفصام هو انفصال تام عن الواقع، وقد يتضمن أوهاماً أو هلاوس، ولكنه يشمل أيضًا أعراضًا أخرى، فقد يواجه المصابون بالفصام صعوبات في علاقاتهم الشخصية والمهنية أو في التحكم بأفكارهم وسلوكياتهم مما يؤدي إلى ضعف في الأداء اليومي، بالإضافة إلى اضطراب الكلام والسلوك وانخفاض المشاعر، بينما في العادة لا تظهَر على المصابين باضطراب الوهم أي أعراض مرض عقلي سوى الوهم، وعلى عكس الفصام، فإن اضطراب الوهم يعتبر نادرًا نسبيًا.
تشخيص اضطراب الوهم
يقوم المختصون بالصحة النفسية بتشخيص الإصابة باضطراب الوهم عندما يعاني الشخص من وهمٍ واحد أو أكثر لمدة شهر أو أكثر، كما لا يجب أن يعاني الشخص من الأعراض المميزة لاضطرابات ذهانية أخرى مثل الفصام، وفي حالة الشك بوجود هذه الإصابة يجري الطبيب فحصًا بدنيًا ويسأل عن التاريخ الطبي كاملًا، وقد يطلب الطبيب اختبارات تشخيصية مختلفة مثل فحوصات التصوير وفحص المخدرات في البول وفحوصات الدم لاستبعاد أي حالات جسدية أو أدوية أو مواد قد تسبب حدوث الأعراض.
يقوم الطبيب بالتشخيص بناء على معايير التشخيص النفسي القياسية، ويجب على الطبيب أيضًا تقييم مدى خطورة الشخص، ومدى احتمالية تصرف الشخص بناء على أوهامه، وقد يجري الطبيب النفسي مقابلات مع أفراد العائلة والأصدقاء ليتمكنوا من تقديم مزيد من التفاصيل حول أوهام الشخص والجدول الزمني لظهور الأعراض.
علاج اضطراب الوهم
يشمل علاج الاضطراب العلاج بالكلام والأدوية، ويجب العلم أن هذا الاضطراب مقاوِم بشدة للعلاج بالأدوية وحدها، وغالبًا لا يسعى المصابون للحصول على علاج الاضطراب من تلقاء نفسهم، لأن معظمهم لا يدركون أوهامهم، وقد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من أعراض حادة أو معرَّضون لخطر إيذاء أنفسهم أو الآخرين إلى دخول المستشفى حتى تستقر حالتهم.
العلاج النفسي
من خلال العلاج النفسي يمكن للمرضى تعلم كيفية التحكم في الأعراض وتحديد العلامات المبكرة للانتكاس ووضع خطط للوقاية منه، وتشمل أنواع العلاج النفسي:
العلاج النفسي الفردي: يساعد هذا النوع من العلاج الشخص المصاب على إدراك وتصحيح التفكير الكامن الذي أصبح مشوهًا.
العلاج السلوكي المعرفي: يساعد هذا العلاج المرضى على إلقاء نظرة فاحصة على أفكارهم ومشاعرهم وفهم كيفية تأثير أفكارهم على أفعالهم، ومن خلال هذا العلاج يمكنهم التخلص من الأفكار والسلوكيات السلبية، وتعلّم بناء أنماط وعادات تفكير صحية.
العلاج المركّز على الأسرة: يمكن أن يساعد هذا العلاج المرضى وأسرهم، ويتضمن هذا العلاج التثقيف النفسي والتدريب على تحسين التواصل ومهارات حل المشكلات.
العلاج بالأدوية
تُستخدم أدوية مضادات الذهان في علاج هذا الاضطراب وتشمل هذه الأدوية ما يلي:
مضادات الذهان من الجيل الأول (التقليدية): تعمل هذه الأدوية على تثبيط مستقبلات الدوبامين في الدماغ وهو ناقل عصبي يشارك في حدوث الأوهام، ومن الأمثلة على هذه الأدوية الكلوربرومازين (ثورازين®)، والفلوفينازين (بروليكسين®)، والهالوبيريدول (هالدول®)، والثيوثيكسين (نافان®) والتريفلوبيرازين (ستيلازين®)، والبيرفينازين (تريلافون®)، والثيوريدازين (ميلاريل®).
مضادات الذهان من الجيل الثاني (غير التقليدية): هي أدوية حديثة فعالة في علاج الأعراض وتعمل عن طريق حجب مستقبلات الدوبامين والسيروتونين في الدماغ. تشمل هذه الأدوية: ريسبيريدون (ريسبردال®)، وكلوزابين (كلوزاريل®)، وكويتيابين (سيروكويل®)، وزيبراسيدون (جيودون®)، وأولانزابين (زيبركسا®).
نصيحة من موقع صحتك
اضطراب الوهم هو حالة نفسية، وكما هو الحال مع جميع الحالات النفسية والعقلية من الضروري طلَب المساعدة الفورية عند ملاحظة الأعراض، فربما تقلل المساعَدة من جهة الأطباء النفسيين أو الأخصائيين النفسيين من اضطرابات الحياة لأنهم يمكنهم تقديم خطط علاجية تساعد في التحكم بالأفكار والسلوكيات السلبية التي قد تقودك لإيذاء نفسك أو إيذاء الآخرين.
المصادر:
آخر تعديل بتاريخ
27 نوفمبر 2025
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه






