مرسيدس تعلن عن مغادرة رئيس التصميم جوردن فاجنر

المربع نت – أعلنت مرسيدس عن تغييرات كبيرة في قمة الهرم الإداري، يأتي في مقدمتها رحيل جوردن فاجنر، مدير التصميم في مجموعة مرسيدس، عن منصبه بنهاية يناير 2026، وذلك بناءً على رغبته الشخصية، بحسب ما أكدته الشركة رسمياً.اختيار رئيس تصميم AMG خلفاً لفاجنرفاجنر، الذي يُعد أحد أكثر الأسماء تأثيراً في تاريخ تصميم مرسيدس الحديث، سيخلفه باستيان باودي، المدير الحالي لتصميم سيارات AMG، في خطوة تعكس توجهاً واضحاً لإعادة ضبط بوصلة التصميم داخل الشركة خلال المرحلة المقبلة.قرار فاجنر يأتي بالتزامن مع مغادرة أسماء قيادية أخرى، من بينها تورستن إيدر، رئيس أنظمة الدفع الكهربائية، وتوماس هيلموث، رئيس السلامة. مرسيدس اكتفت بتوضيح أن المغادرين يدخلون “فصلاً جديداً في حياتهم المهنية”، دون الخوض في تفاصيل إضافية، فيما وصف أولي كالينيوس، رئيس مجلس إدارة مجموعة مرسيدس، هذه المرحلة بأنها انتقال طبيعي لقادة تركوا بصمة واضحة على الشركة ومنتجاتها عبر سنوات طويلة.مسيرة فاجنر داخل مرسيدس تمتد لعقود، وكان له دور مباشر في تصميم سيارات أصبحت أيقونات، مثل CLS الأولى واس كلاس جيل W221، إلى جانب مشاريع خاصة مثل AMG وان ونماذج فيجن مايباخ. ومع توليه منصب رئيس التصميم للمجموعة في 2016، لم يعد مسؤولاً عن سيارة بعينها، بل عن التوجه البصري الكامل لسيارات مرسيدس، من الفئات التقليدية إلى AMG، وحتى إعادة إحياء علامة سمارت.لكن هذه المرحلة لم تكن خالية من الجدل. لغة التصميم التي عُرفت باسم “ النقاء الحسّي Sensual Purity” قوبلت بردود فعل متباينة، خصوصاً مع سيارات EQ الكهربائية، التي تعرضت لانتقادات واسعة بسبب أشكالها الانسيابية المبالغ فيها، لدرجة تشبيهها بقطع صابون على عجلات، رغم تفوقها الديناميكي الهوائي. الجدل استمر مع اعتماد الشبك الأمامي الجديد العملاق في طرازات مثل GLC، وكذلك مع سيارة فيجن ايكونيك الاختبارية، التي قسمت الآراء بشدة.مرسيدس EQS SUVفاجنر لم يكن يوماً شخصية مترددة في الدفاع عن رؤيته. تصريحاته السابقة، سواء انتقاداته لتصاميم المنافسين أو تأكيده أن مرسيدس “تصنع أكثر السيارات رغبة في العالم”، تعكس ثقة كبيرة بالنفس وبالمسار الذي قاده لسنوات.أما باستيان باودي، الخليفة الجديد، فيأتي من عالم AMG، حيث كان تركيزه الأساسي على السيارات عالية الأداء، لكنه شارك أيضاً في تصميم الجيل الحالي من اي كلاس وEQE. تعيينه قد يكون إشارة إلى توجه أكثر حدة وجرأة في تصاميم مرسيدس القادمة، وربما محاولة لإعادة التوازن بين الطابع الرياضي، والفخامة التقليدية، ومتطلبات عصر الكهرباء.المرحلة المقبلة ستكشف ما إذا كانت مرسيدس ستواصل السير على نفس الخط الجريء الذي رسمه فاجنر، أم ستبدأ فصلاً تصميمياً جديداً يعيد رسم ملامح نجمة شتوتغارت من جديد.