أسعار الذهب تسجل مستويات قياسية وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا غير مسبوق خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، مقتربة من تجاوز حاجز 4500 دولار للأونصة، في ظل إقبال واسع من المستثمرين على المعدن النفيس باعتباره ملاذًا آمنًا.
ويأتي ذلك على خلفية تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا، في وقت واصلت فيه أسعار الفضة تسجيل مستويات قياسية جديدة، مدعومة بعوامل الطلب ونقص المعروض.
ووفقًا لما نقلته “رويترز”، ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.8% ليصل إلى 4479.18 دولارًا للأونصة، بحلول الساعة 05:27 بتوقيت جرينتش. بعد أن سجل مستوى قياسيًا بلغ 4497.55 دولارًا في وقت سابق من اليوم. كما قفزت العقود الآجلة للذهب الأمريكي تسليم فبراير بنسبة 1% لتصل إلى 4511.50 دولارًا. ما يعكس قوة الزخم الشرائي في الأسواق العالمية.
ويأتي هذا الصعود في أسعار الذهب في وقت تتزايد فيه المخاوف الجيوسياسية والاقتصادية. الأمر الذي يدفع المستثمرين إلى إعادة ترتيب محافظهم الاستثمارية، والتركيز على الأصول الآمنة، وعلى رأسها الذهب، الذي يعد تقليديًا أحد أهم أدوات التحوط في فترات عدم اليقين.
التوترات الجيوسياسية تعزز الطلب
من جانبه، قال تيم ووترر؛ كبير محللي السوق في شركة KCM Trade، إن التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا أبقت الذهب في صدارة اهتمامات المستثمرين كأداة فعّالة للتحوط ضد حالة عدم اليقين السائدة في الأسواق العالمية.
وأضاف أن الذهب شهد ارتفاعًا ملحوظًا هذا الأسبوع ضمن تحوّل أوسع في استراتيجيات الاستثمار.
وأوضح “ووترر” أن توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية لعبت دورًا رئيسيًا في تعزيز جاذبية المعادن النفيسة. مؤكدًا أن المستثمرين لا يزالون ينظرون إلى الذهب والفضة كوسيلة مهمة لتنويع المحافظ الاستثمارية والحفاظ على القيمة على المدى المتوسط والطويل. كما أشار إلى أنه لا يعتقد أن الأسواق وصلت بعد إلى أعلى مستويات الذهب أو الفضة.
وفي السياق ذاته، كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن الأسبوع الماضي فرض ما وصفه بـ”حصار” على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات التي تدخل فنزويلا أو تغادرها. ما زاد من حدة المخاوف الجيوسياسية ودعم الطلب على الذهب.
توقعات السياسة النقدية
وتلقى الذهب دعمًا إضافيًا من تقارير تفيد بأن ترامب قد يُعيّن رئيسًا جديدًا لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بحلول أوائل يناير. في وقت تتوقع فيه الأسواق خفضين لأسعار الفائدة العام المقبل. وسط ترجيحات باتباع سياسة نقدية أكثر تيسيرًا، وهو ما يعزز جاذبية الذهب كأصل لا يدر عائدًا.
وارتفع سعر الذهب، الذي يعد ملاذًا آمنًا تقليديًا في أوقات الاضطرابات الجيوسياسية والاقتصادية، بأكثر من 70% هذا العام. مدفوعًا بمزيج قوي من المخاطر الجيوسياسية، وتوقعات خفض أسعار الفائدة، وعمليات شراء البنوك المركزية، وتراجع استخدام الدولار. إضافة إلى تدفقات جديدة إلى صناديق المؤشرات المتداولة.
وبدوره، قال فرانك والباوم؛ محلل الأسواق في شركة “ناغا”، إن انخفاض السيولة مع اقتراب نهاية العام قد يؤدي إلى تضخيم تقلبات الأسعار. مشيرًا إلى أن الذهب سيظل شديد التأثر بالأخبار الجيوسياسية وتغيرات توقعات أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة.
أداء قياسي للفضة والمعادن
وفي موازاة ذلك، ارتفع سعر الفضة الفوري بنسبة 0.5% إلى 69.39 دولارًا أمريكيًا. بعد أن سجل مستوى قياسيًا بلغ 69.98 دولارًا أمريكيًا؛ حيث تجاوزت مكاسبها منذ بداية العام 141%. متفوقة على الذهب، بدعم من نقص المعروض، والطلب الصناعي القوي، وتدفقات الاستثمار.
وفي هذا الجانب، قال مايكل براون؛ كبير الإستراتيجيين في شركة بيبرستون، إن بعض التماسك قد يطرأ خلال فترة الأعياد مع انخفاض السيولة. إلا أنه أشار إلى أن الارتفاعات قد تعود بقوة مع عودة أحجام التداول إلى مستوياتها الطبيعية.
وأضاف أن مستوى 5000 دولار أمريكي يعد هدفًا طبيعيًا للذهب العام المقبل. بينما يمثل مستوى 75 دولارًا أمريكيًا هدفًا طويل الأجل للفضة.
كما قفز سعر البلاتين الفوري بنسبة 1.9% ليصل إلى 2165.67 دولارًا أمريكيًا، وهو أعلى مستوى له منذ أكثر من 17 عامًا. في حين ارتفع سعر البلاديوم بنسبة 1.9% ليصل إلى أعلى مستوى له في ثلاث سنوات عند 1792.51 دولارًا أمريكيًا. مدفوعًا بقوة أداء الذهب والفضة في الأسواق العالمية.
الرابط المختصر :
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه





