قالت مصادر مطلعة، إن مناطق شرق القاعدة الجبلية، تشهد تحركات “حوثية” غير مسبوقة، على الحدود بين محافظتي إب وتعز.
وتتمثل هذه التحركات، في وصول تعزيزات عسكرية كبيرة إلى تخوم محافظة تعز، مع إقامة تحصينات متقدمة، واستبدال قيادات ميدانية في خطوط التماس.
وتثير هذه التحركات، قلق السكان والمراقبين على حد سواء، في ظل استمرار النزاعات والتوترات العسكرية في اليمن.
نزوح قسري
وفي سياق آخر، قالت مصادر محلية لـ”الحل نت”، إن جماعة “الحوثي” أجبرت عشرات الأسر على النزوح من قرى مديرية مقبنة، غربي محافظة تعز، بعد فرض حصار خانق على المنطقة وإغلاق الطرق الرئيسية.
تشهد مدينة صنعاء، شمال غربي اليمن، منذ أمس الجمعة، حالة استنفار أمني غير اعتيادية، تتركز بشكل خاص في منطقة “الجراف الغربي” شمال المدينة.
وأوضح المصور الصحفي علي الكديهي، أحد أبناء المنطقة، أن جماعة “الحوثي” أقامت حواجز جدارية منذ نيسان/ مارس الماضي، ما منع وصول المواد الغذائية الأساسية، واضطر السكان لمغادرة قراهم.
وأضاف الكديهي، أن أهالي منطقة العشملة يعانون منذ أشهر من صعوبات حادة في التنقل، واضطر البعض لاستخدام الدراجات النارية، قبل أن تمنعهم الجماعة أيضاً.
استحداث تحصينات عسكرية
مصادر عسكرية أفادت بأن جماعة “الحوثي”، استقدمت تعزيزات إلى مناطق مقبنة وهجدة والرمادة، والربيعي، والقطاعات الغربية والشمالية والشرقية، إضافة إلى جبهة حيفان.
تشهد مدينة صنعاء، شمال غربي اليمن، منذ أمس الجمعة، حالة استنفار أمني غير اعتيادية، تتركز بشكل خاص في منطقة “الجراف الغربي” شمال المدينة.
كما تم استحداث معسكر جديد، في منطقة الدعيسة بمديرية التعزية، مع انتشار واسع للمجاميع “الحوثية” في المواقع المحيطة بالمدينة.
وتشير هذه التحركات، إلى خطة متكاملة لتعزيز التواجد العسكري لجماعة “الحوثي” وتحصين خطوطها، استعداداً لأي تصعيد محتمل.
وفي تصريح خاص لـ”الحل نت”، قال الناطق العسكري باسم محور تعز العسكري، عبد الباسط البحر، “إن التحشيد والتعبئة التي تقوم بها جماعة الحوثي لإعادة التموضع داخلياً، والحفاظ على حالة الاستنفار بين مقاتليها والمواطنين تحت سيطرتها بالقوة”.
وأضاف البحر، “مع فقدان الغطاء الدعائي لحرب غزة، تسعى جماعة الحوثي لاستعراض القوة، وفرض حضورها الإقليمي بما يخدم الأجندة الإيرانية”.
وأشار البحر، إلى أن هذه التحركات، تهدف أيضاً إلى “استنزاف الجبهات، إبقاء المواطنين تحت الضغط، والهروب من الفشل الداخلي في إدارة مناطق سيطرتها، بالإضافة إلى الحفاظ على بنية الميليشيا واستمرار الصراع كضمانة لبقائها”.
دلالات التوتر “الحوثي”
وتهدف هذه التحركات إلى تحسين موقف جماعة “الحوثي” التفاوضي في أي محادثات سلام قادمة، مع إبقاء جبهات القتال في حالة استنفار دائم لاستنزاف الجيش الوطني، وصرف الأنظار عن أزمة المعيشة وتدهور الأوضاع في مناطق سيطرتها.
بينما يعيش اليمنيون سنوات الحرب الطويلة، بحثاً عن الاستقرار المفقود منذ عقد من الزمن، تبرز محافظة إب التي طالما اعتبرت بعيدة عن خطوط المواجهات المسلحة، كساحة تحركات عسكرية غير معلنة لجماعة “الحوثي”.
ويشير البحر إلى أن “الخطاب التعبوي واستعراض القوة يعكس مأزق جماعة الحوثي، ومحاولته يائسة لتصدير أزماتها الداخلية إلى الخارج، مع حرصها على البقاء في صراع دائم لتبرير وجودها وفرض هيمنتها”.
ومع استمرار هذه التحركات والتحصينات، من المرجح أن تشهد المناطق الحدودية بين إب وتعز، توترات أمنية جديدة، خاصة مع استمرار الحصار وفرض قيود على السكان المدنيين.
ويرى مراقبون أن جماعة “الحوثي” تسعى من خلال هذه التحركات لإعادة فرض هيمنتها، وتجديد خطابها الداخلي للحشد السياسي والعسكري، بينما يعيش المدنيون ظروفاً صعبة، وسط النزوح والفقر وانقطاع الخدمات الأساسية.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
اقرأ أيضاً
الداخلية السورية تقبض على والي دمشق بتنظيم داعش
منذ دقيقة واحدة





