أعلنت مجلة “الإيكونوميست” البريطانية اختيار سوريا دولة العام 2025، معتبرةً أنها حققت أكبر تحسن خلال العام، في تحول لافت بعد سنوات من الحرب والقمع وعدم الاستقرار.
ووفقا للمعايير التي تعتمدها المجلة سنويًا، فإن الاختيار لا يقوم على الازدهار أو النفوذ، بل على مقدار التغيير الذي شهدته الدولة خلال عام واحد.
معيار التحسن لا الكمال
وقالت المجلة في عددها الصادر بتاريخ 18 كانون الأول/ديسمبر 2025، إنها اختارت سوريا دولة العام ضمن تقليد سنوي يركز على الدولة التي تحسّنت أكثر من غيرها سياسيًا أو اقتصاديًا أو اجتماعيًا.
احتفالات السوريين في الساحات – انترنت
وأوضحت المجلة في مقالها أن الاختيار لا يذهب إلى “الدولة الأكثر سعادة” ولا إلى “الأكثر نفوذًا”، بل إلى الدولة التي حققت التقدم الأوضح قياسًا بوضعها السابق.
وفي سياق عالمي مضطرب خلال عام 2025، أشادت المجلة بعدة دول نجحت في تجاوز أزمات سياسية واقتصادية، مشيرة إلى كندا التي اختارت قيادة تكنوقراطية هادئة، ومولدوفا التي رفض ناخبوها حزبًا مواليًا لروسيا رغم حملات ضغط وتضليل، إضافة إلى وقف إطلاق نار هش بين الإسرائيليين والفلسطينيين بوساطة أميركية.
كما لفتت إلى تعافي كوريا الجنوبية بعد أزمة الأحكام العرفية ومحاكمة رئيسها السابق بتهمة التمرد، وإلى البرازيل التي سجنت رئيسها السابق جايير بولسونارو ونجحت في خفض وتيرة إزالة الغابات في الأمازون، في خطوة اعتبرتها المجلة ذات أثر عالمي في ملف المناخ.
المنافسة بين الأرجنتين وسوريا
وبحسب “الإيكونوميست”، انحصرت المنافسة النهائية هذا العام بين الأرجنتين وسوريا، وهما نموذجان مختلفان تمامًا للتحسن.
ففي حين ركزت المجلة على التحسن الاقتصادي في الأرجنتين خلال حكم الرئيس خافيير ميلي، مع تراجع التضخم من 211 بالمئة إلى نحو 30 بالمئة وتحسن مؤشرات الفقر والموازنة، رأت أن التحسن السوري كان سياسيًا بالدرجة الأولى.
وذكّرت المجلة بأن سوريا، حتى وقت قريب، كانت تُحكم من قبل بشار الأسد، المدعوم من إيران وروسيا، حيث امتلأت السجون بالمعتقلين السياسيين، ومورس القمع عبر التعذيب والقتل، بينما أودت الحرب المستمرة منذ 13 عامًا بحياة أكثر من نصف مليون شخص، واستخدمت فيها الأسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة، ما أدى إلى فرار أكثر من ستة ملايين سوري من البلاد.
لكن بعد فرار الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024، رأت المجلة أن الوضع تغيّر بشكل ملموس خلال عام واحد.
وقالت في خاتمة مقالها إن “سوريا في عام 2025 أكثر سعادة وسلمًا بكثير مما كانت عليه في 2024”، معتبرة أن الخوف لم يعد السمة الغالبة، وأن الحياة، رغم صعوبتها، أصبحت “طبيعية إلى حد كبير” لمعظم الناس.
وأضافت المجلة أن نحو ثلاثة ملايين سوري عادوا إلى ديارهم خلال العام، في مؤشر على تحسن الإحساس بالأمان والاستقرار، لتخلص في نهاية تقييمها إلى القول: “اختيارنا يقع على سوريا”، باعتبارها الدولة التي شهدت التحول الأوضح خلال عام 2025.
ورغم هذا التقييم الإيجابي، سبق لـ“الإيكونوميست” أن حذّرت في تقرير آب/أغسطس من تراجع المزاج العام في سوريا، معتبرة أن الرئيس الانتقالي أحمد الشرع خيّب آمال شريحة واسعة من السوريين.
وأشار التقرير آنذاك، إلى أن التفاؤل الذي ساد النصف الأول من العام بدأ يتآكل مع عجز السلطة عن تخفيف الانقسامات الطائفية، ما أعاد شعور الإحباط في بلد لا يزال هشًا وقابلًا للاشتعال.
كما لفتت المجلة إلى نزعة استبدادية متنامية في أداء الشرع، مقابل تشكّل معارضة مدنية منظمة، معتبرة أن طريقة تعاطيه مع هذا التحدي ستحدد مستقبل رئاسته ومسار سوريا.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
اقرأ أيضاً

قوى الأمن الداخلي تنتشر في بلدة ترمانين بريف إدلب
منذ ساعة واحدة
قسد ولعبة الرهان على الزمن
منذ ساعة واحدة
حي الأكراد الدمشقي
منذ ساعة واحدة


