كيف يؤدي الإفراط في الشاشات إلى فقدان السمع عند الأطفال ؟
السمع عند الأطفال
شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعًا غير مسبوق في عدد الساعات التي يقضيها الأطفال أمام الشاشات، فاليوم، يقضي طلاب المدارس ما يقارب 7.5 ساعة يوميًا مستخدِمين الهواتف والأجهزة اللوحية والحواسيب. هذه المدة لا تنعكس فقط على الصحة النفسية وزيادة القلق والاكتئاب، بل ترتبط أيضًا وبشكل مثير للقلق بارتفاع معدلات فقدان السمع عند الأطفال .
ولا يخفى عن أحد أن مشكلات السمع يمكنها أن تغيّر حياة الطفل وتؤثر على عائلته ومشواره الدراسي. فأُذُن الطفل حساسة جدًا للضوضاء العالية ومع كل تعرض لمستوى مرتفع من الصوت، يَحدث تلف دائم في الخلايا الدقيقة المسؤولة عن نقل الإشارات العصبية إلى الدماغ.
لماذا سمع الأطفال أكثر عرضة لخطر الشاشات؟
الأطفال أكثر عرضة للإصابة بـفقدان السمع عند الأطفال لأن حاسة السمع لديهم ما تزال في طور النمو، إضافةً إلى أنهم غالبًا لا ينتبهون لعلامات الخطر المبكرة ولا يعبّرون عنها. هنا تظهر أهمية التوعية الطبية، فالموضوع يحتاج إلى يقظة من الأطباء والجهات الصحية وأولياء الأمور معًا.
تُظهر المعايير العالمية أن الأصوات التي تتجاوز 85 ديسبل قد تسبّب ضررًا سمعيًا، خاصةً عند التعرض لها لفترات طويلة. أما منظمة الصحة العالمية فتوصي بأن لا يتجاوز مستوى الصوت للأطفال 75 ديسبل، ولمدة لا تزيد عن 40 ساعة أسبوعيًا. لكن، الحقيقة أن هذه الأرقام يتم تجاوزها يوميًا دون أن نلاحظ.
السماعات المستخدَمة مع الأجهزة الذكية وخطرها المحتمل
تشير الدراسات إلى أن ما يقارب ثلثي الأطفال يَستخدمون سماعات الأذن أو الرأس بشكل يومي. ورغم أن كثيرًا من الآباء يظنون أن استخدامها "آمن ما دام الصوت ليس عاليًا"، فإن المشكلة تكمن في عدم القدرة على تحديد متى يصبح الصوت مرتفعًا بشكل ضار.
والأجهزة الإلكترونية — حتى تلك الموجَّهة للأطفال — قد تصل إلى مستويات صوت أعلى بكثير من الحدود الآمنة. وبين مشاهدة الفيديوهات، والألعاب الإلكترونية، والدروس عبر الإنترنت، يمكن للطفل أن يبقى لساعات طويلة يتعرّض لمستويات خطيرة على سمعه دون أن يشعر.
النتيجة؟ تشير الإحصاءات إلى أن 13–17% من المراهقين (12–19 عامًا) لديهم بالفعل فقدان في السمع مرتبط بالضوضاء — أي ما يقارب طالب واحد من بين كل 6–8 طلاب. والأمر لا يتوقف على المنزل؛ فحتى المدارس نفسها بيئات مليئة بالضوضاء. ثلاثة أرباع المراهقين أفادوا بتعرضهم لأصوات مرتفعة يوميًا في المدرسة لمدة تتجاوز 15 دقيقة.
الأثر الدراسي والنفسي لا يقل خطورة
حتى درجات خفيفة من فقدان السمع عند الأطفال يمكن أن تؤثر سلبًا على التعلم. الأطفال الذين يعانون من ضعف سمع بسيط غالبًا ما يتأخرون عن أقرانهم، ما ينعكس على مستواهم الدراسي، ثقتهم بنفسهم، وحتى علاقاتهم الاجتماعية.
كما أن تأثيرات ضعف السمع تمتد حتى مرحلة البلوغ، إذ تشير الدراسات إلى أن البالغين المصابين بفقدان سمع غير معالَج معرضون لضمور أسرع في أنسجة الدماغ، ما يزيد خطر الخرف بنسبة تصل إلى 7%. بل وقد تكون 32% من حالات الخرف مرتبطة بشكل ما بفقدان السمع.
كيف نحدّ من الخطر؟
على مستوى السياسات، من المهم أن تُلزم الجهات الحكومية شركات التصنيع بوضع ملصقات تحذيرية على الألعاب والأجهزة التي تتجاوز المستويات الآمنة. أما على مستوى الأسرة، فبإمكان الوالدين حماية سمع أطفالهم عبر اتباع توصيات الأكاديمية الأمريكية لطب الأنف والأذن والحنجرة، والتي تشمل:
قاعدة 60 – 60
لا يزيد الصوت عن 60% من أعلى قيمة.
لا تتجاوز مدة الاستماع 60 دقيقة متواصلة.
يليها استراحة لمدة 30 دقيقة لإراحة الأذن.
كما ينبغي استخدام سدادات الأذن في المناسبات الصاخبة، والحفلات، ومباريات الرياضة، والمهرجانات، والتي تتجاوز أصواتها بسهولة حاجز 85 ديسبل. وكثير منّا يذكر تجربته مع طنين الأذن أيامًا بعد حفلة موسيقية.
كلمة من موقع صحتك حول فقدان السمع عند الأطفال
لم يحظَ موضوع فقدان السمع عند الأطفال بالاهتمام الذي يستحقه، رغم أن الأدلة واضحة وخطيرة. وإذا لم نتعامل مع الخطر الآن فقد نجد أنفسنا أمام جيل يعاني من مشكلات سمع دائمة تؤثر على قدرته على التعلّم والتواصل والنجاح.
المصادر:
آخر تعديل بتاريخ
10 ديسمبر 2025
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه






