ما الذي يجب أن يعرفه الآباء عن مواد تقوية اللقاح ؟
في معظم اللقاحات للأطفال، يُستخدم الألمنيوم بجرعات صغيرة جدًا كجزء من مواد تقوية اللقاح التي تساعد جهاز المناعة على التعرف على الجراثيم والفيروسات بشكل أفضل، دون أن تسبب أي ضرر.
لماذا نحتاج إلى مواد تقوية في اللقاحات؟
تعمل اللقاحات على تحفيز الجسم لبناء مناعة ضد الأمراض، لكن بعض اللقاحات تحتاج إلى “دفعة صغيرة” لتقوية هذا التحفيز. هذه المواد الإضافية الصغيرة، أو ما يُعرف بمواد تقوية اللقاح ، تجعل الاستجابة المناعية أقوى وأكثر ثباتًا، كما تساعد أحيانًا على تقليل كمية اللقاح المطلوبة لكل جرعة.
أشهر هذه المواد هي أملاح الألمنيوم، التي تُستخدم منذ أكثر من 90 عامًا في صنع لقاحات مثل الدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي. تعمل هذه الأملاح على تنشيط خلايا المناعة، فتبدأ بإرسال إشارات للجسم لبناء دفاعات طويلة الأمد.
مواد تقوية اللقاح ... هل كل اللقاحات بحاجة لها؟
هناك بعض اللقاحات الحية مثل: الحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية، ولقاح الروتا، لا تحتاج لأي مادة تقوية، لأن الجسم يتفاعل معها بشكل طبيعي. أما اللقاحات الميتة أو المكوَّنة من أجزاء من الجرثومة أو الفيروس، فهي غالبًا التي تحتاج إلى هذه المواد لمساعدة جهاز المناعة على التعلم والرد بسرعة.
أنواع مواد تقوية اللقاح الأخرى
إلى جانب الألمنيوم، هناك مواد أخرى تُستخدم في بعض اللقاحات المتقدمة مثل:
MPL: مشتق من سطح البكتيريا، موجود في لقاح shingles وعدد من لقاحات RSV وNovavax.
QS21: مستخلص من لحاء شجرة Quillaja saponaria.
MF59: مصنوع من زيت السكوالين.
CpG: جزيء يشبه أجزاء من الحمض النووي.
كل هذه المواد تُراجَع بعناية قبل اعتماد أي لقاح، لضمان سلامتها.
ما مدى أمان الألمنيوم في اللقاحات؟
استخدام الألمنيوم في اللقاحات ليس جديدًا؛ فهو موجود منذ عشرات السنين. كمية الألمنيوم في اللقاح صغيرة جدًا، ويستطيع الجسم التخلص منها بسهولة عبر الكلى. على سبيل المثال، حتى عمر 18 سنة، يحصل الطفل على حوالي 4–7.5 ملغ من الألمنيوم من اللقاحات، وهي أقل بكثير من الكمية التي يتعرض لها يوميًا من الطعام والبيئة.
الدراسات واسعة النطاق، بما في ذلك دراسة دنماركية شملت أكثر من مليون طفل على مدى 24 عامًا، لم تُظهر أي علاقة بين الألمنيوم في اللقاحات وأمراض مزمنة مثل: التوحّد، أو الربو، أو أمراض المناعة الذاتية.
ماذا عن الدراسات التي تحدثت عن الربو؟
ظهَرت دراسة أمريكية أثارت احتمال وجود صلة بين الألمنيوم وبعض حالات الربو، لكن الدراسات الأكبر والأكثر دقة مثل الدراسة الدنماركية لم تجد أي ارتباط. بالإضافة إلى أنّ بعض العوامل مثل الرضاعة الطبيعية وحساسية العائلة وحضور الأطفال للحضانات لم تُؤخذ بعين الاعتبار في الدراسة الأمريكية، مما يجعل نتائجها أقل حسمًا.
نصيحة من موقع صحتك
مواد تقوية اللقاح، بما فيها الألمنيوم، لها سجل طويل من الأمان. كميتها الصغيرة جدًا وفوائدها في تعزيز استجابة جهاز المناعة تجعلها جزءًا مهمًا من تطعيم الأطفال. كآباء وأمهات، من المهم معرفة أن هذه المواد ليست خطيرة، وأن استمرار البحث العلمي والشفافية هو ما يبني الثقة بين الأهالي والأطباء، بعيدًا عن التخويف والمبالغة.
آخر تعديل بتاريخ
15 ديسمبر 2025
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
اقرأ أيضاً






