انفجار سعري في سوق الذهب السوري.. وغرام 21 يرتفع 25 ألف ليرة

سجّل سوق الذهب في سوريا قفزة سعرية لافتة خلال تعاملات اليوم الاثنين، مع ارتفاع سعر غرام الذهب عيار 21 بقيمة 25 ألف ليرة سورية مقارنة بمستوياته المسجلة يوم أمس، في مؤشر يعكس استمرار الضغوط التضخمية المحلية وتفاعل السوق الداخلية مع التحركات العالمية لأسعار المعدن الأصفر.
ووفق المعطيات الرسمية، كان سعر الغرام قد بلغ نحو 1.375 مليون ليرة، قبل أن يرتفع اليوم إلى مستويات أعلى مدفوعًا بعوامل داخلية وخارجية متشابكة.
التسعيرة الرسمية للشراء والبيع
من جانبها حددت جمعية الصاغة السورية في نشرتها اليومية سعر غرام الذهب عيار 21 عند نحو 1.4 مليون ليرة للبيع، و1.370 مليون ليرة للشراء، في حين سجل سعر غرام الذهب عيار 18 قرابة 1.2 مليون ليرة للبيع و1.170 مليون ليرة للشراء، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء السورية الرسمية.
ويأتي هذا الارتفاع في وقت يشهد فيه السوق المحلية حالة ترقب وحذر من قبل المستهلكين، الذين باتوا ينظرون إلى الذهب بوصفه أداة ادخار وحماية للقيمة في ظل تراجع القوة الشرائية للعملة المحلية وتقلبات سعر الصرف.
وفي موازاة الإعلان عن الأسعار الجديدة، شددت جمعية الصاغة على أصحاب محال بيع الذهب ضرورة الالتزام الصارم بالتسعيرة الرسمية المعلنة، ووجوب وضعها بشكل واضح على واجهات المحال، مؤكدة أن أي تجاوز أو تلاعب بالأسعار سيعرّض المخالفين للمساءلة القانونية.
ارتفاع تاريخي للأونصة عالميًا
يأتي هذا التشديد في سياق محاولات ضبط السوق والحد من الفوضى السعرية التي تتسع عادة مع موجات الارتفاع السريع، خصوصًا في ظل ضعف الرقابة وتفاوت الأسعار بين منطقة وأخرى.
لا ينفصل المشهد المحلي عن التطورات العالمية، إذ سجل سعر الذهب في الأسواق الدولية ارتفاعًا تاريخيًا، متجاوزًا مستوى 4400 دولار للأونصة للمرة الأولى، مدفوعًا بتزايد التوقعات بخفض إضافي في أسعار الفائدة الأميركية خلال الفترة المقبلة، إلى جانب الطلب القوي على أصول الملاذ الآمن.
ويعكس هذا الارتفاع العالمي حالة القلق المتصاعدة في الأسواق المالية الدولية، سواء على خلفية تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، أو تصاعد التوترات الجيوسياسية، ما يدفع المستثمرين إلى تعزيز حيازاتهم من الذهب كأداة تحوط.
تأثير عالمي مباشر على السوق المحلية
بالنسبة للسوق السورية، فإن أي تحرك في السعر العالمي ينعكس بشكل مضاعف محليًا، نتيجة هشاشة البيئة الاقتصادية، واعتماد تسعير الذهب على مزيج من السعر العالمي وسعر صرف الليرة مقابل الدولار، الذي وصل اليوم إلى 11.480 للشراء و 11.530 للمبيع بالسوق السوداء، بينما أبقى مصرف سوريا المركزي سعر صرف الدولار مقابل الليرة في البنوك عند 11.000 ليرة للشراء و11.110 ليرات للبيع
ومع استمرار الضغوط على الليرة السورية، يصبح الذهب أحد أبرز المؤشرات على فقدان الثقة بالعملة المحلية، وملاذًا رئيسيًا للأفراد الساعين إلى حفظ مدخراتهم، حتى وإن كان ذلك على حساب تراجع الطلب الاستهلاكي الحقيقي على المشغولات الذهبية.
ويرى متعاملون في السوق أن الارتفاعات المتتالية تدفع شريحة واسعة من السوريين إلى العزوف عن الشراء بغرض الزينة، مقابل تنامي الطلب على الذهب لأغراض الادخار والاستثمار الفردي، ولا سيما في ظل غياب بدائل مالية آمنة وفعالة.
وفي المقابل، يواجه الصاغة تحديات متزايدة تتعلق بتراجع حجم المبيعات الفعلية، وارتفاع تكاليف التشغيل، وتقلبات الأسعار اليومية التي تجعل من التسعير الدقيق مهمة شاقة.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه




