Syria News
جاري تحميل الأخبار العاجلة...

هل تمهّد زيارة قائد "سنتكوم" لإسرائيل لهجوم جديد على إيران؟

الثلاثاء، 9 سبتمبر 2025
هل تمهّد زيارة قائد "سنتكوم" لإسرائيل لهجوم جديد على إيران؟

في أول زيارة له إلى منطقة الشرق الأوسط منذ تعيينه قائدًا للقيادة المركزية الأميركية في الثامن من أغسطس/ آب الماضي، أجرى الأدميرال براد كوبر محادثات في تل أبيب تناولت التعاون العملياتي بين الجيشين الأميركي والإسرائيلي.

وقالت القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" إن كوبر ورئيس هيئة الأركان الإسرائيلي إيال زامير أجريا تقييمًا مشتركًا للوضع في المنطقة. ونقلت "سنتكوم" في تدوينة على منصة "إكس" عن كوبر، الذي زار بعض المستوطنات في غلاف قطاع غزة، تأكيده الالتزام الأميركي الراسخ بأمن إسرائيل.

من جهتها، أدرجت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية زيارة كوبر في سياق أكثر تعقيدًا، مشيرة إلى أنها تأتي في "توقيت حرج"، وأن محادثاته شملت بحث إمكانية شن هجوم جديد على إيران خلال الأشهر المقبلة.

كما لفتت الصحيفة إلى أن المباحثات تناولت أيضًا كيفية التعامل مع الحوثيين في اليمن، بعد قيام إسرائيل باغتيال رئيس وزراء حكومة الحوثيين وعدد من وزرائه في غارات جوية على صنعاء.

ولم تقتصر زيارة كوبر على تل أبيب، إذ شملت أيضًا عواصم عربية منها بيروت السبت الماضي، حيث التقى الرئيس اللبناني جوزيف عون، الذي حثّه على الضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي التي لا تزال تحتلها في الجنوب، بما يتيح للجيش اللبناني استكمال انتشاره هناك.

ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن عون مطالبته بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، بشأن "وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، والانسحاب من التلال والأراضي المحتلة، وإعادة الأسرى"، بما يضمن تطبيق القرار 1701.

وتناولت مباحثات كوبر في المنطقة ثلاثة ملفات توصف بأنها "حروب غير مكتملة" مهيأة للاستئناف في أي لحظة. فقد شنّت إسرائيل عدوانًا على لبنان في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تطور إلى حرب شاملة في سبتمبر/ أيلول 2024، قبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام نفسه.

لكن الاتفاق واجه عقبات كبيرة، أبرزها خرق إسرائيل له أكثر من ثلاثة آلاف مرة، واحتلالها خمس تلال لبنانية سيطرت عليها خلال الحرب الأخيرة، إضافة إلى رفض "حزب الله" تسليم سلاحه رغم إعلان الحكومة اللبنانية الجمعة الماضي أن الجيش سيبدأ هذه المهمة وفق إمكاناته "المحدودة".

حث عون كوبر على إلزام اسرائيل بالانسحاب ووقف النار- إكس

وبينما يسود تخوّف في المنطقة من احتمال شن إسرائيل حملة عسكرية واسعة على البيئة الحاضنة لـ"حزب الله" تنتهي بنزع سلاحه بالقوة، في حال لم يُسلّم سلاحه للحكومة، لم يستبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس الماضي تجدّد الحرب مع إيران، وهو ما رجّحه نائب وزير الخارجية الإيراني سعيد خطيب زاده خلال زيارته الأخيرة إلى بغداد، قائلًا إن "احتمال اندلاع حرب بين إيران وإسرائيل يبقى مرتفعًا"، رغم تأكيده أن طهران تحاول تفادي نزاع جديد.

وكانت إسرائيل قد شنت في يونيو/ حزيران الماضي هجمات مفاجئة على إيران استمرت 12 يومًا، استهدفت مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية، واغتالت قادة عسكريين وعلماء نوويين. وردّت طهران حينها باستهداف مقرات عسكرية واستخبارية إسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة.

وانتهت جولات الهجوم المتبادل بعد أن قصفت الولايات المتحدة منشآت نووية إيرانية، لترد طهران بقصف قاعدة العديد العسكرية الأميركية في قطر، قبل أن تعلن واشنطن وقف إطلاق النار بين الطرفين.

الحوثيون يتوعدون برد قاس على اغتيال اسرائيل رئيس وزرائهم وعدد من الوزراء-غيتي

وتُضاف إلى جبهتي إيران ولبنان جبهة اليمن، التي يُتوقع أن تشهد تصعيدًا كبيرًا في الأيام المقبلة، خاصة بعد إعلان جماعة الحوثي قبل أسبوع مقتل رئيس حكومتها أحمد غالب الرهوي وعدد من الوزراء، جراء قصف إسرائيلي على العاصمة صنعاء.

الحروب المؤجلة على الجبهات الثلاث (إيران ولبنان واليمن) تشكّل محورًا دائمًا للبحث بين الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية، التي تواصل عدوانها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023. وهو ما يُدرج زيارة القائد الجديد للقيادة المركزية الأميركية براد كوبر في سياق السيناريوهات العسكرية المتوقعة في المنطقة، بما فيها حروب لم تُحسم سياسيًا رغم توقفها عسكريًا، تمتد من لبنان إلى إيران واليمن، مرورًا بغزة.

تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل لم تكن ضمن نطاق عمليات القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم"، التي تشمل مسؤولياتها منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وأجزاء من جنوب آسيا، بل كانت حتى مطلع عام 2021 جزءًا من نطاق عمل القيادة الأميركية- الأوروبية. ففي منتصف يناير/كانون الثاني من ذلك العام، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية تغييرًا في خطة القيادة الموحدة، نقلت بموجبه إسرائيل إلى منطقة عمليات "سنتكوم".

وأدرج البنتاغون التغيير في سياق سياسي وليس عسكريًا وحسب، إذ ربطه بالاتفاقيات الإبراهيمية التي رعتها إدارة الرئيس دونالد ترمب عام 2020 بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، واعتبره "فرصة استراتيجية لتوحيد الشركاء الرئيسيين للولايات المتحدة في مواجهة التهديدات المشتركة في الشرق الأوسط".

وقد اتُخذ القرار في الأيام الأخيرة من ولاية ترمب الأولى، في خطوة وُصفت بمحاولة للتحكم في أجندة الإدارة المقبلة بقيادة جو بايدن، وخصوصًا في ما يتعلق بإيران، عبر تعميق التحالف اللوجستي والعسكري بين واشنطن وحلفائها العرب وإسرائيل.

وعدّ القرار حينها خروجًا على تقاليد عسكرية أميركية قديمة، كانت تقوم على تجنّب إحراج الدول العربية بالتعاون العسكري المعلن مع إسرائيل أو الانضواء معها تحت أي مظلة أميركية معلنة.

فإسرائيل، ومعها لبنان وسوريا، كانت منذ تأسيس "سنتكوم" عام 1983 تحت مسؤولية القيادة الأميركية- الأوروبية "يوكوم"، لمنح القيادة المركزية الأميركية مصداقية أكبر في التعامل مع بقية الدول العربية والإسلامية، بل إن الرئيس جورج بوش نقل سوريا ولبنان إلى القيادة المركزية عام 2004، مبقيًا إسرائيل والسلطة الفلسطينية تحت مسؤولية القيادة الأميركية- الأوروبية.

لكن ترمب أنهى هذا الفصل، فوضع جميع دول المنطقة، بما فيها تلك المنخرطة في صراع مباشر أو غير مباشر، تحت مظلة واحدة، أصبحت إسرائيل بموجبها جزءًا من نطاق عمل "سنتكوم"، بزعم توحيد الجهود ضد "الأخطار المشتركة"، وفي مقدمتها إيران.

يُعتبر القائد الجديد للقيادة المركزية الأميركية براد كوبر (مواليد 1967) من صقور البنتاغون، وثاني أدميرال من البحرية يتولى هذا المنصب الذي شغله سابقًا عدد من كبار الجنرالات.

كوبر مع مورغان اورتاغوس نائبة المبعوث الاميركي للشرق الاوسط-إكس

وتولى كوبر منصب نائب قائد "سنتكوم" بين عامي 2024 و2025، تحت قيادة الجنرال مايكل كوريلا، كما قاد القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية، وكان قائد الأسطول الخامس في البحرين، وقائدًا للقوات البحرية المشتركة بين عامي 2021 و2024.

ويتمتع كوبر، الذي تخرّج من الأكاديمية البحرية الأميركية عام 1989، بخبرة واسعة في الشرق الأوسط، ويتبنى أجندة متشددة حيال إيران على غرار سلفه كوريلا. وقد أشرف على إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي والمسيّرات المسلحة والسفن غير المأهولة إلى مسرح العمليات في المنطقة، وشارك في قيادة العمليات العسكرية ضد الحوثيين.

وبحسب تقارير القيادة المركزية، قاد كوبر خلال قيادته للأسطول الخامس أكثر من 100 هجوم على مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن، ما ألحق دمارًا واسعًا بقدراتهم العسكرية.

وفي جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأميركي عُقدت في يونيو/ حزيران الماضي بعد ترشيحه لمنصبه الحالي، دافع كوبر عن الوجود العسكري الأميركي في سوريا، معتبرًا أن تنظيم الدولة لا يزال يشكل تهديدًا هناك. وأكد أن "الولايات المتحدة كانت محقة" في دعم الرئيس السوري أحمد الشرع، واصفًا إياه بـ"الشريك الحيوي" في الحملة ضد التنظيم.

وأضاف: "إذا تمكنت الحكومة السورية، بعد مرور سبعة أشهر على وجودها، من المساعدة في قمع تهديد داعش، إلى جانب القوات الأميركية في المنطقة، فإن هذا الاستقرار يسهم في تعزيز أمننا نحن أيضًا".

ورأى كوبر أن تقييم عدد القوات الأميركية المطلوبة في سوريا يرتبط بالظروف المتغيرة. وقد كان للولايات المتحدة نحو ألفي جندي هناك، قبل أن تقرر وزارة الدفاع خفض العدد إلى أقل من ألف.

تأسست القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" عام 1983، وهي واحدة من 11 قيادة مقاتلة تابعة لوزارة الدفاع الأميركية، وتشمل مسؤوليتها منطقة الشرق الأوسط بما في ذلك مصر، إضافة إلى آسيا الوسطى وأجزاء من جنوب آسيا.

ووفق البنتاغون، فإن منطقة عمليات "سنتكوم" تغطي نحو 6.5 ملايين كيلومتر مربع، يعيش فيها أكثر من 560 مليون شخص.

كوبر مع قائد حاملات الطائرات الاميركية رونالد ريغان-غيتي

وتشمل أبرز دول نطاقها دول الخليج العربي، إضافة إلى العراق وسوريا والأردن ولبنان ومصر وإيران وباكستان، فضلًا عن دول آسيوية أخرى.

وقد لعبت "سنتكوم" دورًا محوريًا في معظم مناطق الصراع الكبرى التي كانت الولايات المتحدة طرفًا فيها، من العراق إلى أفغانستان.

Loading ads...

وتوالى على قيادتها 15 جنرالًا قبل براد كوبر، أولهم روبرت كينغستون وآخرهم مايكل كوريلا، ومن بينهم نورمان شوارسكوف الذي قاد عملية "عاصفة الصحراء" ضد العراق عام 1991، وأنتوني زيني، وجون أبي زيد، وديفيد بتريوس، وجيمس ماتيس الذي أصبح لاحقًا وزيرًا للدفاع في إدارة ترمب الأولى.

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه