هل تعد حقن اكتمال الرئة للجنين ضرورة طبية؟
حقن التحفيز على اكتمال الرئة عند الجنين
حقن اكتمال الرئة للجنين من أهم التدخلات الوقائية التي تُستخدم عندما تكون الأم مهددة بالولادة المبكرة، لأنها تقلل بشكل كبير من خطر إصابة المولود بمتلازمة الضائقة التنفسية عند المولود. وتأتي أهمية حقن اكتمال الرئة للجنين من دورها المباشر في تحفيز إنتاج المادة الفاعلة بالسطح داخل الرئتين، وهي مادة أساسية لفتح الحويصلات الهوائية بعد الولادة. وبسبب الزيادة الكبيرة في الأدلة العلمية، أصبحت حقن اكتمال الرئة للجنين تدخلًا روتينيًا ضمن الإرشادات العالمية عند وجود خطر ولادة مبكرة.
لماذا تُعطى حقن اكتمال الرئة للجنين؟
تُعتبر متلازمة الضائقة التنفسية (RDS) أخطر مضاعفات الولادة المبكرة، وهي سبب رئيسي لوفيات حديثي الولادة. تَحدث هذه المتلازمة نتيجة عدم اكتمال نمو الرئة ونقص المادة الفاعلة بالسطح، مما يؤدي إلى صعوبة التنفس والحاجة إلى أجهزة التنفس الصناعي.
أظهَرت دراسات شملت أكثر من 3000 مشارك أن إعطاء الستيرويدات قبل الولادة يقلل من حدوث الضائقة التنفسية بنسبة تقارب 50% (نسبة الأرجحية 0.49، فاصل الثقة 95%: 0.41-0.60).
كما ارتبط العلاج بانخفاض واضح في:
النزيف داخل البطين (IVH)
التهاب الأمعاء الناخر (NEC)
وفيات حديثي الولادة
منذ عام 1994، أوصت المعاهد الوطنية للصحة (NIH) بإعطاء الستيرويدات قبل الولادة للنساء المعرَّضات للولادة المبكرة بين الأسبوعين 24–34 من الحمل، وتبنت هذه التوصية جهات عالمية أخرى مثل منظمة الصحة العالمية وRCOG وACOG وغيرها.
مَن هنّ المرشحات للحصول على حقن اكتمال الرئة للجنين؟
يُنصح بإعطاء العلاج للنساء المعرضات لخطر الولادة المبكرة خلال 7 أيام، بين الأسبوع 24 و34 من الحمل.
أما الرضّع المولودون بين 34 و36 أسبوعًا (الخدّج المتأخر)، فمخاطرهم التنفسية أعلى من الأطفال المولودين بعد 37 أسبوعًا، لكن لا تزال البيانات حول فوائد حقن (الكورتيزون) الستيرويدات في هذه الفئة محدودة.
تشير الأدلة المتوفرة إلى انخفاض مشاكل التنفس لدى المواليد بعد إعطاء الستيرويدات، لكن نقص الدراسات طويلة المدى يجعل السلامة البعيدة غير مؤكدة بالكامل. الولادات القيصرية قبل 39 أسبوعًا بدون بدء مخاض تُعرّض الطفل لخطر التنفس، ولذلك يُمنع إجراء ولادة اختيارية قبل 39 أسبوعًا إلا إذا ثبت نضج الرئتين.
حقن اكتمال الرئة للجنين في الولادة القيصرية
في الولادات القيصرية المخطط لها في الأسبوع 37–38.6، قد تُناقش مع الوالدين فوائد إعطاء جرعة من الستيرويدات لتقليل خطر الضائقة التنفسية، خصوصًا إذا كانت الولادة المبكرة ضرورية طبيًا.
لكن تُوصي الهيئات العلمية دائمًا بتجنب الولادة الاختيارية قبل 39 أسبوعًا.
ما هي الجرعات وكيف تُعطى؟
اعتمدت المعاهد الوطنية للصحة نظامين أساسيين:
بيتاميثازون: جرعتان 12 ملغ عضليًا، بفاصل 24 ساعة
ديكساميثازون: أربع جرعات 6 ملغ عضليًا، بفاصل 12 ساعة
كلا النظامين فعّال في الوقاية من الضائقة التنفسية.
توصيات FIGO (الاتحاد الدولي لأطباء النساء والولادة)
تشمل الإرشادات المعتمدة عالميًا ما يلي:
تقديم جرعة واحدة من الستيرويدات لكل امرأة بين 24–34 أسبوعًا مهددة بالولادة المبكرة خلال 7 أيام.
للحوامل أقل من 24 أسبوعًا، يعتمد القرار على رغبة الأسرة بإجراء الإنعاش وحدود بقاء الجنين.
يُنصح بجرعة بيتاميثازون واحدة بين 34–36.6 أسبوعًا عند وجود خطر ولادة خلال 7 أيام ولم تُعطَ جرعة سابقة.
يمكن إعطاء جرعة عند التخطيط لقيصرية في الأسبوع 37–38.6 إذا كان هناك سبب طبي واضح.
الجرعات الأكثر دراسة: بيتاميثازون (جرعتان) أو ديكساميثازون (أربع جرعات).
تكون الستيرويدات أكثر فعالية عندما تحدث الولادة خلال 24 ساعة إلى 7 أيام بعد الجرعة الثانية.
لا يُنصح بتكرار الجرعات أسبوعيًا.
يمكن النظر في جرعة تكرارية واحدة للنساء أقل من 34 أسبوعًا اللواتي تلقينَ ستيرويدات قبل أكثر من 7–14 يومًا ومعرّضات للولادة خلال الأيام التالية.
يُعطى العلاج للحوامل بين 24–34 أسبوعًا بغض النظر عن كون الحمل متعدّدًا.
تُستخدم الستيرويدات أيضًا عند النساء المصابات بالسكري، مع تعديل جرعة الإنسولين.
لا توجد أدلة كافية حول الفوائد في حالات توقف النمو الجنيني.
لا يُعطى العلاج إذا لم يكن هناك احتمال قوي لحدوث ولادة خلال 2–7 أيام.
هل حقن اكتمال الرئة للجنين آمنة؟
حتى الآن، تشير الأدلة إلى أنها آمنة وفعّالة، ولا توجد دلائل قوية على أضرار بعيدة المدى عند استخدامها ضمن الإرشادات. لكن يجب عدم استخدامها بدون وجود خطر حقيقي للولادة المبكرة، لأن الإفراط قد يؤدي إلى حدوث مشاكل في النمو على المدى الطويل (بحسب بعض الدراسات الأولية غير الحاسمة).
آخر تعديل بتاريخ
05 ديسمبر 2025
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه






