تعتبر عودة اللاجئين السوريين من دول اللجوء، خاصة دول الجوار، من أكثر الملفات تعقيدا، كونها مرتبطة بشكل وثيق بأوضاع سوريا الداخلية، وقدرة دمشق على احتواء عودة مئات الآلاف منهم، من خلال توفير الخدمات الأساسية، كالبنية التحتية من كهرباء ومياه والمدارس والمستشفيات، إلى جانب السكن.
إذ ترتبط العودة بقدرة الحكومة السورية على استيعاب أعداد كبيرة من السوريين الراغبين بالعودة، في وقت ما تزال المؤسسات الحكومية تحاول الاستجابة لمتطلبات السوريين، خاصة في المدن الكبرى، التي تعرضت لتدمير ممنهج في عهد النظام المخلوع.
بماذا تعهدت دمشق؟
ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سوريا، غونزالو بارغاس يوسا، قال إن المفوضية ترحب بتعهد الحكومة السورية، في استعراض التقدم المحرز في المنتدى العالمي للاجئين، بإيجاد حلول مستدامة للاجئين السوريين ودمجهم في السياسات والخطط الوطنية.
لاجئون سوريون في تركيا يسيرون نحو المعبر الحدودي بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد (د.ب.أ)
وأضاف، في منشور عبر حسابه الشخصي في موقع “إكس“، أن الالتزامات الرئيسية التي تعهدت بها دمشق تشمل ما يلي:
ضمان العودة الطوعية والآمنة والكريمة من خلال توفير معلومات دقيقة لتمكين اللاجئين من اتخاذ قرارات مستنيرة.
تعزيز التعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من خلال برامج مشتركة للاجئين والنازحين داخلياً.
العمل مع الشركاء الدوليين لإعادة تأهيل البنية التحتية والخدمات الأساسية.
دعم التعافي المبكر من خلال مشاريع التنمية، وخلق فرص العمل، والاستثمار المحلي.
إعطاء الأولوية للفئات الضعيفة – النساء والأطفال وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة.
الاستفادة من خبرات اللاجئين السوريين في الخارج من أجل التعافي الوطني.
تعزيز الجهود المبذولة بحسن نية في المحافل الدولية لمعالجة الأسباب الجذرية للنزوح.
عقبات أمام العودة
شهدت خلال العام الماضي والنصف الأول من العام الجاري موجات عودة واسعة شملت أكثر من 3 ملايين شخص، بينهم أكثر من مليون لاجئ من دول الجوار، إضافة إلى أكثر من مليوني نازح داخلي، بحسب نائبة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين كيلي كليمنتس.
لاجئون سوريون عائدون من الأردن في حزيران/يونيو 2025 – انترنت
وقالت كليمنتس، في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية مطلع كانون أول/ديسمبر الجاري، إن أغلب العائدين يعودون طوعاً رغم التحديات، في رغبة واضحة لإعادة بناء حياتهم، وكثير منهم يتوجهون إلى مناطق تفتقر للخدمات الأساسية، ما يستدعي دعماً دولياً عاجلاً لضمان استدامة العودة وعدم تحولها إلى نزوح جديد.
نجاح هذه العودة يتوقف على قدرة المجتمع الدولي على توفير التمويل اللازم لإعادة تشغيل البنية التحتية في المناطق التي يعودون إليها من كهرباء ومياه ومدارس وعيادات.
نائبة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين كيلي كليمنتس
بحسب بيانات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ما يزال نحو 4 مليون لاجئ سوري. حيث يعيش 60.7 بالمئة في تركيا، 16.3 بالمئة في لبنان، 11 بالمئة في الأردن، إلى جانب 7.9 بالمئة في العراق، 3.1 بالمئة في مصر و1.1 بالمئة في أفريقيا.
وانطلقت اليوم الأربعاء، المرحلة 13 والأخيرة لهذا العام من خطة الحكومة اللبنانية للعودة المنظمة للنازحين السوريين إلى سوريا. وأوضحت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن العودة رقم 12 في 4 كانون أول/ديسمبر الجاري شملت مغادرة 378 ألف نازح سوري.
ويواجه العائدون إلى سوريا معيقات أساسية تتمثل بتوفير مأوى آمن، وخدمات صحية وتعليمية، إضافة إلى إمكانية إيجاد فرص عمل تمكنهم من بدء حياتهم من جديد بعد سنوات طويلة من اللجوء.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه






