بغداد تكشف المتورطين بقصف كورمور دون ذكرهم.. والنتيجة فصائل في "الحشد الشعبي"

بعد مرور أكثر من أسبوع على قصف حقل كورمور في السليمانية، والذي يمثل قلب الطاقة بالنسبة لإقليم كردستان العراق، كشفت اللجنة التحقيقية المشتركة بين بغداد وأربيل، عن نتائج القصف، وأعلنت عن المتورطين، دون ذكر اسمهم، لكن النتيجة تشير إلى فصائل مسلحة منضوية تحت مظلة “الحشد الشعبي”.

القصف كان قد تسبب بأزمة كبيرة، حيث أوقف إنتاج الغاز بنسبة كبيرة وأدى لانقطاع خدمة الكهرباء عن كردستان العراق بنسبة 80 % قبل عودة الإنتاج والتوزيع جزئيا وبشكل تدريجي، أما سياسيا فرافق الهجوم تصريحات نارية من مسؤولي إقليم كردستان، بل أن بعصها اتهمت الفصائل بشكل علني حتى قبل إعلان نتائج اللجنة التحقيقية.

نتائج وتوصيات لجنة التحقيق المشتركة

نتائج التحقيق، كشفت أن الهجوم نُفّذ بواسطة طائرتين مسيرتين (درون)، إحداهما أصابت الحقل والأخرى سقطت خارجه، أما نقطة انطلاق الطائرتين، فقد انطلقتا من جهة جنوبي حقل كورمور، من مناطق شرقي قضاء طوز خورماتو التابع لمحافظة صلاح الدين.

وأكدت نتائج التحقيق، أن هذا هو الاعتداء الحادي عشر على هذا الحقل من المنطقة المذكورة، فيما بينت اللجنة التحقيقية، أنه تم التوصل إلى أسماء المنفذين لهذا الاعتداء، حيث وصفتهم بأنهم من “العناصر الخارجة عن القانون” والصادرة بحق البعض منهم مذكرات قبض قضائية، وتجري متابعتهم من قبل الأجهزة الأمنية لجمع الأدلة الفنية وإدانتهم.

من قصف حقل كورمور – (وكالات)

وأوصت اللجنة بعدة إجراءات لحماية الحقل الغازي، على أن يتم تنفيذها بالتنسيق بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان، ومن أهمها، إعادة انتشار القوات الأمنية في قاطع عمليات شرق صلاح الدين لسد أي ثغرة أمنية، وإدامة التنسيق بين الأجهزة الأمنية والاستخبارية، إضافة إلى الإيعاز لوزارتي الدفاع والداخلية و”هيئة الحشد الشعبي”، بـاستبدال القيادات في تلك المناطق بقيادات كفوءة.

ومن بين التوصيات، تطوير وتقوية قنوات التواصل الاستخباري بين الأجهزة الاتحادية ونظيرتها في الإقليم، ومنع استخدام المسيّرات عبر فرض إجراءات مشددة على استخدام ونقل الطائرات المسيّرة بجميع أنواعها، إلا بموافقة رسمية.

من هي الفصائل المنتشرة في منطقة انطلاق الهجوم على كورمور؟

على الرغم من أن نتائج التحقيق الرسمي لم تسمِّ فصيلا معينا، إلا أن النتائج وتحديد مكان الهجوم على حقل كورمور، والجهات المتمركزة في مكان الانطلاق، ووصف المتورطين بمصطلح “الخارجين عن القانون”، كلها عوامل تدلل على أن المتورطين بقصف الحقل الغازي، هم فصائل مسلحة مقربة من إيران، منضوية في “هيئة الحشد الشعبي”.

وفيما يخص منطقة طوز خورماتو في صلاح الدين، فهي قاطع عمليات تتمركز فيه مجموعة من ألوية “الحشد الشعبي”، وأبرز الفصائل المسلحة المتمركزة في القاطع هي “منظمة بدر” بزعامة هادي العامري، و”كتائب سيد الشهداء” بقيادة أبو آلاء الولائي، و”سرايا الخراساني”، فضلا عن ألوية من “حشد العشائر”، وجميع الجهات معروفة بزلائها لإيران.

يمثل حقل كورمور أداة لتأمين الاكتفاء الذاتي من الغاز لإقليم كردستان بشكل خاص والعراق بشكل عام، مما يهدد بتقليل اعتماد البلاد على الغاز المستورد من إيران والذي يشكل عصب الحياة بالنسبة لبغداد في توفير خدمة الكهرباء، وبالتالي فإن القصف يهدف إلى عرقلة توسعة إنتاج الحقل.

يعد الدافع الاقتصادي هو السبب الأبرز، فالقصف يهدف بالدرجة الأولى إلى تعطيل مشروع توسعة الإنتاج في حقل كورمور، الذي تديره شركة “دانة غاز” الإماراتية، إذ من شأن التوسع أن يمكّن إقليم كردستان من تغطية احتياجاته الداخلية من الكهرباء وتحقيق استقلالية اقتصادية أكبر.

كذلك فإن الهدف من الهجوم، هو تقويض أي بدائل عراقية للغاز المستورد، حيث تستورد حكومة بغداد كميات ضخمة من الغاز الإيراني لتشغيل محطاتها الكهربائية، ولذلك، فإن أي تطوير كبير لحقول الغاز في إقليم كردستان أو العراق عموما، مثل حقل كورمور، من شأنه أن يقلل من اعتماد العراق على الغاز الإيراني.