إنفيديا في مواجهة الكونغرس الأميركي بسبب مبيعات رقائق للصين

إنفيديا

في خضم التصاعد المستمر للتوترات بين الولايات المتحدة والصين بشأن التكنولوجيا المتقدمة، دخلت شركة «إنفيديا» الأميركية، عملاق صناعة الرقائق الإلكترونية، في مواجهة محتدمة مع صُنّاع السياسات في واشنطن على خلفية مبيعات رقائق الذكاء الاصطناعي إلى بكين.

قيود وتشريعات جديدة

يبحث الكونغرس الأميركي حالياً إقرار تعديلات تلزم الشركات بالحصول على موافقة مسبقة قبل بيع رقائق الذكاء الاصطناعي إلى الصين، في خطوة يعتبرها مشرعون جمهوريون جزءاً من حماية الأمن القومي. وقال السيناتور جيم بانكس إن «لا شيء يجسّد مبدأ أميركا أولاً أكثر من منع وصول رقائقنا إلى خصومنا».

رد إنفيديا

من جانبها، شنّت «إنفيديا» حملة ضغط قوية ضد هذه المبادرات، ووصفتها بأنها انعكاس لأفكار «المتشائمين» و«منذري الذكاء الاصطناعي» الذين يبالغون في تقدير المخاطر. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن المتحدث باسم الشركة، جون ريزو، قوله إن الرقائق المخصصة للبيع، مثل شريحة «H20»، منتجات تجارية لا علاقة لها بالتطبيقات العسكرية، مؤكداً أن استمرار القيادة الأميركية للسوق العالمية يتطلب الانخراط النشط لا العزلة التجارية.

جدل أمني وفكري

مؤسسات بحثية مثل «راند» دخلت على خط الجدل بعد اتهامات من «إنفيديا» بأنها تضم مؤثرين يدفعون باتجاه تشديد القيود. وردّت المؤسسة بأنها محايدة وتُجري تحليلات موضوعية منذ ثمانين عاماً. بالمقابل، شدد مسؤولون أمنيون سابقون على أن السياسات الأميركية تستند إلى تقييمات استراتيجية، وليست مجرد توجهات فكرية أو فلسفية.

رؤية متباينة

ترى «إنفيديا» وحلفاؤها أن بيع المزيد من الرقائق للصين يُبقي الشركات الصينية معتمدة على التكنولوجيا الأميركية، ويتيح لواشنطن التحكم في مسار السباق. غير أن معارضين من الكونغرس ومراكز أبحاث يؤكدون أن المسألة تتعلق بالسيادة التكنولوجية والأمن القومي، وليست نقاشاً أكاديمياً.

سباق مفتوح

يعكس هذا السجال الانقسام الأميركي العميق بين من ينظر إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره فرصة اقتصادية يجب استغلالها، وبين من يحذر من مخاطره إذا ما وُضعت هذه التكنولوجيا في أيدي منافسين جيوسياسيين. ومن المقرر أن يُصوّت مجلس الشيوخ على التعديلات الجديدة ضمن مناقشات قانون تفويض الدفاع الوطني خلال الفترة المقبلة.

زر الذهاب إلى الأعلى