22 نوفمبر 2025
كيف يمكن اتخاذ قرارات ناضجة في الحب والزواج وتجنب الاندفاع؟
أنا مخطوبة من شخص ما وافقت عليه في الأول، أهلي أصرّوا عليه لما عرفوا إني عندي علاقة مع شخص تاني، بس لما شفته فرحت ووافقت، لكن الآن أنا مش متقبلاه، ولا متقبلة كلامه، وكل ما مرّ الوقت بأكرهه أكثر، ومش عايزة أكمل. فما النصيحة؟
تدقيق طبي
أختي السائلة، العلاقات العاطفية في الحب والزواج من أكثر القرارات تأثيرًا في حياة الإنسان، فهي لا تحدد فقط شكل العلاقة مع الشريك، بل تؤثر أيضًا في الأسرة التي ستنشأ منها، وفي الاستقرار النفسي والعاطفي للفرد نفسه. لذلك من الضروري التعامل مع هذه القرارات بوعي ومسؤولية، وليس بدافع العاطفة وحدها أو تحت تأثير الظروف المحيطة.
الحب والزواج وأهمية الوعي وتحمل المسؤولية
أولى خطوات النضج في أي علاقة إن كانت في الحب والزواج هي تحمّل المسؤولية الكاملة عن التصرفات والاختيارات، مع إدراك نتائجها على نفسك أولًا ثم على الآخرين.
إن الوعي الذاتي يجعلك قادرة على التمييز بين ما هو نابع من احتياج عاطفي مؤقت وما هو قرار مستقر يُبنى على فهم عميق لذاتك وللشخص الآخر.
قبل اتخاذ أي قرار مصيري مثل الزواج، توقفي للحظة واسألي نفسك:
هل أنا مستعدة لتحمل مسؤولية علاقة طويلة الأمد؟
هل أفهم متطلبات الزواج وتحدياته الواقعية؟
هل هذا الشخص يناسبني من حيث الفكر، والاحترام، والتكافؤ النفسي والعاطفي؟
الزواج مسؤولية وليس مجرد عاطفة
الزواج ليس مجرد مشاعر حب أو انجذاب، بل هو رحلة حياة مليئة بالتحديات اليومية، تحتاج إلى النضج والتفاهم والاحترام المتبادل.
الزواج السوي يقوم على:
تناغم بين الطرفين في القيم والتوجهات.
الاحترام المتبادل والقدرة على التواصل دون تجريح.
الحب الصادق المبني على الواقع وليس على الأوهام.
الثقة والأمان اللذان يؤمنان بيئة مستقرة للنمو النفسي والعاطفي.
فكرّي جيدًا في نماذج العلاقات من حولك، كم من زيجات فشلت لأنها بُنيت على اندفاع؟ وكم من زيجات نجحت لأنها قامت على التفاهم والصدق والتخطيط الواقعي؟
التعلم حول الحب والزواج والنضوج قبل الارتباط
من المهم أن تمنحي نفسك الوقت لتتعلمي وتفهمي ما تحتاجينه في شريك الحياة.
فليس الهدف هو الزواج لمجرد الزواج، بل أن تبني علاقة صحية وسعيدة ومستقرة.
تعلمي من تجارب الآخرين، واقرئي عن الحياة الزوجية، واكتشفي ذاتك لتعرفي ما الذي يسعدك حقًا، وما الذي لا يمكنك التنازل عنه، تذكري أن النضوج لا يعني القسوة على الذات أو كبت المشاعر، بل التعامل معها بعقلانية واتزان.
نصائح تساعدك على اتخاذ القرار الصحيح
لا تتخذي قرار الزواج بدافع الدفاع عن نفسك أو لإرضاء الآخرين.
لا تجعلي الحب وحده سببًا كافيًا للارتباط، فالحب يحتاج إلى أرض واقعية يعيش عليها.
اختاري من يقدّرك ويحترمك ويدعمك لتكوني أفضل، لا من يُشعرك بالنقص أو التردد.
خذي الوقت الكافي للتفكير والتقويم، ولا تتسرعي في أي خطوة مصيرية.
اجعلي علاقتك بنفسك قوية ومتوازنة قبل الدخول في أي علاقة مع الآخر.
احمي مشاعرك من التعلق المؤذي، واحتفظي بكرامتك دائمًا.
احرصي على التوازن بين القلب والعقل في قراراتك العاطفية.
ثقي أن التريث ليس ضعفًا، بل دليل وعي ونضوج.
كلمة أخيرة
أنتِ في مرحلة مهمة من حياتك، وما زال أمامك الوقت لتتعلمي وتختاري بوعي. الحب الحقيقي لا يُفقد بالتأني، والزواج الناجح لا يأتي بالعجلة، امنحي نفسك الفرصة لتكوني مسؤولة عن حياتك ومشاعرك، واعملي على أن تصبحي أفضل نسخة من نفسك، قادرة على بناء علاقة ناضجة وصادقة تُثمر بيتًا مستقرًا وأبناءً أسوياءَ، تذكري أن الحب يبدأ من حب الذات، فكوني صادقة مع نفسك، وحافظي على قلبك وعقلك وروحك، ودمتِ بخير وسعادة.
للمزيد من المعلومات حول مشكلتك تصفح موقع صحتك
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه






