انفجرت عبوة ناسفة، أمس الخميس، أمام المقر الرئيسي لحزب التجمع اليمني للإصلاح، في شارع جمال، وسط مدينة تعز، جنوب غربي اليمن.
وأسفر الانفجار، وفق مصادر طبية تحدثت لـ”الحل نت”، عن سقوط 16 ضحية بين قتيل وجريح، معظمهم مدنيون، بينهم أطفال ونساء، في حادثة هزّت الشارع اليمني وأعادت المخاوف من عودة التفجيرات إلى المناطق المحررة.
أرقام متباينة.. وضحايا مدنيون
بحسب مصادر حقوقية وطبية، قٌتل في التفجير شخصان في حصيلته الأولية، أحدهما طفل في السابعة من عمره، وأصيب تسعة آخرون بجروح متفاوتة.
تواصل جماعة “الحوثي” الإرهابية نزيف الدم في محافظة تعز، جنوب غربي اليمن، مستهدفة المدنيين الأبرياء في أحيائهم وقراهم بلا هوادة.
لاحقاً، أعلنت مصادر رسمية، ارتفاع عدد القتلى إلى ثلاثة، وإجمالي المصابين إلى 13 جريحاً، بعضهم في حالة حرجة.
ومن بين القتلى، مدير مدرسة عمار بن ياسر، إبراهيم الشراعي، في واقعة أعادت التأكيد على أن المدنيين هم من يدفعون الثمن لمثل هذه الجرائم، بعيداً عن أي صراع سياسي مباشر.
توقيت يثير التساؤلات
اختيار موقع التفجير وتوقيته يفتح باب التساؤل حول الرسالة المقصودة، إذ وقع الانفجار في وقت خروج طلاب المدارس من امتحاناتهم، ما يشير إلى طابع عشوائي متعمد، واستهتار كامل بحياة المدنيين.
وتبدو الجريمة أقرب إلى محاولة ترهيب مجتمعي، وإرباك مدينة لا تزال، رغم سنوات الحرب والحصار “الحوثي” الذي يطوقها، تحاول الحفاظ على حد أدنى من الاستقرار والحياة العامة.
ومن جانبه، أدان إصلاح تعز التفجير، واعتبره “جريمة غادرة” استهدفت حزباً مدنياً يعمل ضمن الإطار الدستوري، مطالباً بملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة، ومؤكداً أن الحادثة لن تثنيه عن دوره الوطني.
وفي المقابل، أعلنت شرطة تعز القبض على عدد من المتورطين خلال وقت قياسي، مؤكدة استمرار التحقيقات لتعقب بقية الشبكة، بما في ذلك الجهة التي تقف خلف إرسال العبوة، وتعهدت بإحالة المتهمين إلى القضاء.
ما وراء الحادثة؟
ورغم أهمية سرعة القبض على المتورطين بالعملية، إلا أن الحادثة تطرح أسئلة تتجاوز الفعل الإجرامي نفسه، فمدينة تعز، التي عانت ولا تزال من القصف والحصار “الحوثي”، تواجه تحدي الاختراقات الأمنية، في ظل بيئة مضطربة ومعقدة.
دفعت جماعة “الحوثي”، منذ مساء الأربعاء، بتعزيزات عسكرية كبيرة نحو مناطق حدودية بين محافظتي تعز ولحج، في تحرّك مفاجئ أثار تساؤلات حول دوافعه وتوقيته.
وفي هذا السياق، يصعب فصل التفجير عن مناخ عام تغذّيه جماعة “الحوثي”، التي توظف الخوف وسيلة للضغط والسيطرة، وتسعى إلى ضرب أي فضاء مدني أو سياسي لا يخضع لمنطقها وسيطرتها.
ويبقى التحدي الحقيقي أمام السلطات الأمنية في تعز، في منع تكرار مثل هذه الجرائم، وحماية المدنيين، وصون ما تبقى من الطابع المدني للمدينة، في مواجهة مشروع “الحوثي”، الذي لا يرى في الدم سوى وسيلة لفرض السلطة والهيمنة.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
اقرأ أيضاً

مواصفات أم جى 4 موديل 2026 الكروس أوفر
منذ دقيقة واحدة





