أسعار النفط ترتفع وسط توترات جيوسياسية واعتراض ناقلة قرب فنزويلا

سجّلت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الاثنين، في ظل تصاعد حالة عدم اليقين بشأن الإمدادات العالمية، وذلك عقب إعلان مسؤولين أن الولايات المتحدة اعترضت ناقلة نفط في المياه الدولية قبالة سواحل فنزويلا، وهو ما أعاد المخاوف الجيوسياسية إلى واجهة الأسواق العالمية.
وجاء هذا الارتفاع مدفوعًا بتزايد القلق حيال تجارة النفط الفنزويلية الخاضعة للعقوبات. إضافة إلى التطورات السياسية والعسكرية المتسارعة على أكثر من جبهة. الأمر الذي أسهم في دعم الأسعار رغم استمرار المؤشرات على وجود سوق نفطية تميل إلى الهبوط في الأسابيع الأخيرة.
ووفقًا لما أوردته «رويترز»، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 46 سنتًا، أو ما نسبته 0.8%، لتصل إلى 60.93 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 04:00 بتوقيت جرينتش. كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بالقيمة نفسها 46 سنتًا، أو 0.8%، ليبلغ 56.98 دولارًا للبرميل.
توترات فنزويلا ودعم جيوسياسي للأسعار
وفي هذا الجانب، قالت جون جوه؛ كبيرة محللي سوق النفط في شركة «سبارتا كوموديتيز»، إن السوق بدأ يدرك أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تتبنى نهجًا أكثر تشددًا تجاه تجارة النفط الفنزويلية. وهو ما انعكس بشكل مباشر على تحركات الأسعار في الأسواق العالمية.
وأضافت جوه أن أسعار النفط تلقت دعمًا من هذه الأخبار الجيوسياسية. إلى جانب التوترات الروسية الأوكرانية المتصاعدة، وذلك في وقت يشهد فيه السوق حالة عامة من الضغوط الهبوطية. ما يجعل أي تطور سياسي مؤثرًا في اتجاهات التداول.
وفي السياق ذاته، أفاد مسؤولون لوكالة «رويترز» أمس الأحد بأن خفر السواحل الأمريكي يلاحق ناقلة نفط في المياه الدولية قرب فنزويلا. في عملية تُعد الثانية من نوعها خلال عطلة نهاية الأسبوع، والثالثة خلال أقل من أسبوعين في حال نجاحها. في حين لم يصدر البيت الأبيض أي تعليق فوري على هذه التطورات.
تطورات أوكرانيا وميزان المخاطر في السوق
من ناحية أخرى، قال توني سيكامور؛ المحلل في شركة «آي جي»، إن انتعاش أسعار النفط مدفوع بالتطورات الجيوسياسية. بدءًا من إعلان الرئيس الأمريكي فرض حصار «شامل وكامل» على ناقلات النفط الفنزويلية الخاضعة للعقوبات، مرورًا بالتقارير الواردة من المنطقة.
كما أشار سيكامور إلى تقارير تحدثت عن غارة جوية أوكرانية بطائرة مسيرة استهدفت سفينة تابعة لأسطول الظل الروسي في البحر الأبيض المتوسط. معتبرًا أن هذه التطورات أسهمت في تغيير المزاج العام للسوق.
وأضاف أن السوق بدأ يفقد الأمل في التوصل إلى اتفاق دائم قريبًا ضمن محادثات السلام الروسية الأوكرانية التي ترعاها الولايات المتحدة. موضحًا أن هذه المستجدات تقلل من المخاوف المستمرة بشأن فائض المعروض. وتجعل ميزان المخاطر يميل مجددًا نحو ارتفاع أسعار النفط الخام.
أداء الأسعار ومحادثات السلام
وكان سعر خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط قد انخفض بنحو 1% الأسبوع الماضي، بعد تراجعهما بنحو 4% في الأسبوع الذي بدأ في 8 ديسمبر الجاري. وهو ما يعكس التقلبات الحادة التي يشهدها السوق.
وفي تطور سياسي ذي صلة، صرّح المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، أمس الأحد، بأن المحادثات التي جرت على مدى ثلاثة أيام في فلوريدا بين مسؤولين أمريكيين وأوروبيين وأوكرانيين. وهدفت إلى إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا، ركزت على توحيد المواقف، واصفًا إياها بالمثمرة.
ومع ذلك، قال كبير مستشاري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للشؤون الخارجية: إن التعديلات التي أدخلها الأوروبيون وأوكرانيا على المقترحات الأمريكية لم تحسّن من فرص السلام. وهو ما أبقى حالة الترقب وعدم اليقين مسيطرة على أسواق النفط العالمية.
الرابط المختصر :
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه





